-A +A
جعفر عباس
قبل قيام منظمة الأمم المتحدة كانت هناك عصبة الأمم، وكانت تعيسة كغيرها من التجمعات أي «لا تهش ولا تنش»، وتربط ولا تحل.. وفي الولايات المتحدة اكتشفت الشرطة في يوليو الماضي عصبة أمم إجرامية تضم أمريكان وصينيين وأوكرانيين وأستونيين وبيلاروسيين (نبهت مرارا إلى أن تفكك الاتحاد السوفيتي كان كارثة على طلاب المدارس فقد كان الاتحاد السوفيتي دولة واحدة وعاصمتها موسكو.. وفجأة ظهرت دول يصعب على قوقل نفسه التعرف عليها.. دعك من تترستان وقرقيزيا.. عندما شنت روسيا قبل أسابيع حربا على جورجيا اتضح ان هناك دولة او مشروع دولة اسمها أوسيتيا الجنوبية.. يا نهار زي بعضه.. معنى هذا أن هناك أوسيتيا شمالية وأنا صحفي محترف ويقال إنني متخصص في السياسة الدولية وما حد أعطاني خبر عن أوسيتيا بشمالها وجنوبها، ثم جاءت الصفعة الأخرى: هناك بتاع اسمه أبخازيا أيضا طرف في النزاع.. على كل حال حصل خير فهو اسم سهل الحفظ وهو أفضل من ناغورنو كرباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.. وفي منطقة البلطيق وحدها ظهرت دول زي قلتها مثل أستونيا ولاتفيا ومولدوفا.. وتشتهر الأخيرتان بأن مواطنيهما يبيعون الكلية الواحدة ب2000 دولار في بقالات طبية في تركيا واسرائيل)
ما علينا: الشرطة الأمريكية اكتشفت عصابة دولية نجحت في سرقة تفاصيل اكثر من مائة مليون بطاقة ائتمان.. فبمنتهى البساطة يقوم عضو في العصابة بالجلوس قرب مجمع تسوق ضخم حاملا كمبيوتر لابتوب وفي ظل وجود نظام الانترنت اللاسلكي يسهل عليه دخول شبكة المجمع (هاك) ثم رصد وتسجيل بيانات بطاقات المتسوقين.. وبعدها يتم تدوين البيانات في بطاقات ممغنطة، وإرسالها الى خارج الولايات المتحدة ومعها الأرقام السرية فيتم شفط الملايين من حسابات خلق الله! أغرب ما في الموضوع ان زعيم العصابة، ألبرت غونزاليس ظل يمارس نشاطه تحت حماية الشرطة الأمريكية، فقد ظل مخبرا يتعاون مع الشرطة السرية في الكشف عن المجرمين منذ عام 2003، ولهذا كان بعيدا عن الشبهات، ولولا ان لصا ضبطوه يستخدم بطاقات مسروقة مزورة وشى به، لظل يجمع الملايين الى ما يشاء الله.

هذا ما قصدته في مقالي ليوم أمس عندما قلت ان استخدام بطاقات الائتمان في الدول الغربية أكثر خطرا من استخدامها في دولنا التعبانة.. بل إن هناك موقعا على الانترنت يحمل اسم DumpsMarket متخصص في بيع تفاصيل بطاقات الائتمان المسروقة، ولكن عضويته محصورة في ذوي السجلات الإجرامية.. يعني إذا أردت الاشتراك فيه فإن عليك تقديم سي. في. أي سيرة ذاتية بها شهادات موثقة من الشرطة والمحاكم تؤكد انك مجرم «مُصفى»،.. وكثير من الناس لا يترددون في استخدام بطاقاتهم لشراء سلع عبر الإنترنت وهؤلاء هم الأكثر قابلية لفقدان بيانات بطاقاتهم.. طبعا هناك مواقع موثوق بها مثل إيباي وأمازون ولكن مواقع الاستهبال بلا حصر خاصة في مجال بيع الأدوية حيث لا تفقد فقط بطاقتك ونقودك بل تحصل على أدوية مغشوشة في غالب الأحوال.