-A +A
زهران القاسمي - سلطنة عمان
(1)

كل صباح أحمل جثتي إلى الهاوية


ثم ألقي بها إلى قمة الجبل.

(2)

تقتلع الشجرة ظلها

فزعاً من الكائنات التي استكانت

من الهجير إليه.

(3)

في يدي تنغرز أوتاد

تتدلى مشانق كثيرة

لابتسامات وأحلام.

(4)

اغرز مسمارين في عينيك

سوف لن ترى ما يسوءك

اغرز آخر في عظمة أنفك

فتتركك الروائح كلها

ورابعاً في لسانك

وقل للمذاقات كلها ارحلي

ومسمارين في أذنيك ولن تسمع سوى وجيب نفسك

اغرز مسماراً في قلبك

فلن تعشق ثانية

ثم قل لأحدهم أن يثبت أطرافك بالمسامير

.......

.........

ها أنت الآن.... مصلوب.

(5)

ارم قلبكَ عالياً

ها هو يحلق في حالة غرامه

سيسقط بعدها على الشوك أو المسامير أو شظايا الزجاج

هل تشعر بألم الوخز وهو ينغرز في جنباته

مثل عاشق يتوله شوقاً وعشقاً؟

انتزعه الآن بغتة.

(6)

مخالب نسر جائع

تنتشلك من الغرق.

(7)

كلما اشتاق إليها

دقَّ مسماراً في ركبته.

(8)

يحدق في قلبه

كل هذه الثقوب خلفها الغدر.

(9)

حزين

مثل سجادة قديمة ومطوية في العراء.

(10)

أنا أهرب الآن

أراني أقطع الوديان بقدمين حافيتين وأسمال ممزقة

كان الحصى يفر مفرقعاً على الجوانب

أراني تارة هارباً في أزقة أسواق مليئة بالمرايا

كلما لمحت وجهي جفلت

أو ربما لمحتني راكضاً أمام سيلٍ جارف ولا سبيل للانحراف عنه

أهرب من الحرب الملعونة التي تتكاثر في الجهات

من الحرائق تمتد ألسنتها نحوي

من الكلام الكثير وهو يصم أذني

من العيون تأكلني وتمتص دمي

أهرب الآن

وكنت في ما مضى هارباً ولا أعلم لماذا ومتى سينتهي

هذا الهرب

أهرب

تنبت لي أقدام بدلاً من تلك التي تآكلت

وكلما تقيأت رئتي وأمعائي من الهرب

تحشو في داخلي أخرى لأستمر في هربي

أهرب

أهرب

ولا مكان آمن في المكان.

(11)

أيتها الوحشة

وأنت تخترقين حياتي

مثل رصاصة تدخل إلى جمجمة الضحية من بين عينيها

وتخرج من القفا

لا تأخذي روحي إلى قيعانك الرطبة الممتلئة عطونة وبرداً

اتركيها معلقة ولو بالمقلوب

في وسط المسافة تماماً

بين ضبابك المخيف.

(12)

- الحب؟

أنت لا تعرف الحب؟

- هاه؟

- أترى هذه الثقوب الكثيرة في ثوبي؟

بعضها صغير والبعض الآخر يكاد رأسك يدخل منه

أتراها؟

- نعم

- الحب يا سيدي هذه الثقوب التي لا حصر لها في قلبي

ينهض من مكانه

جاراً أسمالاً

بينما أصابعه مشغولة في ثقب ما بقي من لباسه.

(13)

هذه العين الوحيدة

العين المفقوءة في مزحة الحبيب

ما زالت تسقى الأرض العطشى

ما زالت تدمع

(14)

أريد لهذه النافذة أن تطل على ما في داخلي من صحراء.

(15)

كما لو أنها

سحابة محبوسة في متجر يبيع ملابس قطنية

قطعة موسيقية يطاردها سكير

تلويحة أخيرة في رواية

حنين مسكوب من نافورة عجوز في طريق مهجور

نظارة طبية لقمر صغير يحوم حول أرضه الميتة

موال بدوي مسجون في متحف

كذبة كبيرة تتسول الصدق

لحظة نعاس ترقب عشاق سهارى

بحة صوتك.

(16)

أريد لهذه النافذة أن تطل على ما في داخلي من صحراء

(17)

أين اختفت أصابعي الممسكة بالوردة؟