أتابع مسلسلا إسبانيا وصل حلقته المائة تقريبا، لكنه لا يشبه المسلسلات التركية الطويلة ولا النسخ العربية الساذجة من هذه الأعمال الطويلة، بل هو مبني على تفاعل الناس أسبوعيا مع نص السيناريو، ونجح مرارا في قراءة تنبؤات المشاهدين عبر برامج التواصل الاجتماعي ثم تصوير عدد من الحلقات (أو المنحنيات والمؤامرات كما يسمونها). أدهشتني جماليات الصورة في العمل والإخراج والرموز التي تدس في الحلقات ليحللها المشاهد في تويتر وإنستغرام، ثم إن بطلة العمل أعلنت عن عدم ظهورها في ثلاث حلقات متتالية؛ بسبب حبكة ما ستنكشف خيوطها في الحلقة الرابعة بعد الغياب، وبذكاء أعلنت كذلك عن عرض مسرحيتها في أحد مسارح المدينة واتفقت مع المعجبين بأن تستقبلهم فجر ذلك اليوم بعد انتهاء العرض، فما كان من الناس إلا أن هجموا على المسرح لالتقاط الصور والحصول على توقيع فنانتهم المحبوبة.
الجميل أن مدة الثلاثة الأيام التي غاب فيها المسلسل حضر عدد متزايد للمسرح وبعضهم تكبد عناء السفر من مدن إسبانية أخرى بل ومن الأرجنتين وأمريكا اللاتينية!
هذه الحركة الإعلانية الذكية جعلتني وأنا في السعودية متسمرة خلف شاشتي أقرأ تجارب هؤلاء الجمهور، قاعدة جماهيرية واسعة سحبتهم الممثلة الذكية لمسرحية تتحدث عن هجوم إرهابي إلكتروني يوشك أن يدمر العالم، مؤلفها المسرحي العالمي الكندي من أصل لبناني «وجدي معوض»، ووجدي بالمناسبة لم تعرض له مسرحية واحدة في الوطن العربي، بالرغم من أن جوهر مسرحياته هو انعكاس لنا في الوطن العربي، حتى عندما حاول عرض إحدى مسرحياته في لبنان أوقفه الرقيب.
ما يهمني في هذا الحديث كله هو أننا في السعودية لم نحصل على مبنى تياترو واحد! رغم تعدد الأنشطة الثقافية والترفيهية في عهدنا الجديد وفي زمن الرؤية ورغم النشاط الواضح لهيئة الترفيه في استيراد مسرحيات مصرية وكويتية، لكني أقصد بناء مسرح بطراز معماري وفرق مسرحية من هواة ومحترفين سعوديين. فالمسارح تعرض أفراد المجتمع لأفكار وأشكال فنية وقصص وتعبيرات إبداعية جديدة قد لا يختبرونها بطريقة أخرى. وهذا الإثراء الثقافي يجعل المجتمعات أكثر حيوية وإبداعا، فيها يجتمع الأفراد لحضور العروض فيجمع الناس معا ويبني إحساسا مشتركا بالهوية والفخر بهذه الهوية وبمجتمعهم.
كما أنهم يوثقون التاريخ المحلي ويحافظون عليه. وتعرض بعض المسارح أعمالا تستكشف أو تخلد ذكرى التاريخ والأماكن والقصص والتجارب المحلية، وهذا يساعد على توثيق الثقافة وتبادل المعرفة التاريخية بين الأجيال.
الجميل أن مدة الثلاثة الأيام التي غاب فيها المسلسل حضر عدد متزايد للمسرح وبعضهم تكبد عناء السفر من مدن إسبانية أخرى بل ومن الأرجنتين وأمريكا اللاتينية!
هذه الحركة الإعلانية الذكية جعلتني وأنا في السعودية متسمرة خلف شاشتي أقرأ تجارب هؤلاء الجمهور، قاعدة جماهيرية واسعة سحبتهم الممثلة الذكية لمسرحية تتحدث عن هجوم إرهابي إلكتروني يوشك أن يدمر العالم، مؤلفها المسرحي العالمي الكندي من أصل لبناني «وجدي معوض»، ووجدي بالمناسبة لم تعرض له مسرحية واحدة في الوطن العربي، بالرغم من أن جوهر مسرحياته هو انعكاس لنا في الوطن العربي، حتى عندما حاول عرض إحدى مسرحياته في لبنان أوقفه الرقيب.
ما يهمني في هذا الحديث كله هو أننا في السعودية لم نحصل على مبنى تياترو واحد! رغم تعدد الأنشطة الثقافية والترفيهية في عهدنا الجديد وفي زمن الرؤية ورغم النشاط الواضح لهيئة الترفيه في استيراد مسرحيات مصرية وكويتية، لكني أقصد بناء مسرح بطراز معماري وفرق مسرحية من هواة ومحترفين سعوديين. فالمسارح تعرض أفراد المجتمع لأفكار وأشكال فنية وقصص وتعبيرات إبداعية جديدة قد لا يختبرونها بطريقة أخرى. وهذا الإثراء الثقافي يجعل المجتمعات أكثر حيوية وإبداعا، فيها يجتمع الأفراد لحضور العروض فيجمع الناس معا ويبني إحساسا مشتركا بالهوية والفخر بهذه الهوية وبمجتمعهم.
كما أنهم يوثقون التاريخ المحلي ويحافظون عليه. وتعرض بعض المسارح أعمالا تستكشف أو تخلد ذكرى التاريخ والأماكن والقصص والتجارب المحلية، وهذا يساعد على توثيق الثقافة وتبادل المعرفة التاريخية بين الأجيال.