-A +A
إبراهيم حلّوش
على براقِ خيالٍ طار بي شغفا

عرجتُ نحوَ سماءِ الشعرِ مُرتجفا


أمضي وسرب الأماني البيض يتبعني

وفي يدي قلمٌ يستنطق الصُّحُفا

وفي فمي أغنياتٌ كلّما وقفتْ

على منصّةِ ياءٍ لم تجدْ ألِفا

وخلف شلّالِ صمتي نارُ أسئلةٍ

عمياءُ، والماءُ في أعصابها نشفا

غنّيتُ بالكلماتِ البِكرِ قافيةً

تموجُ حُسنًا وزريابُ الغمامِ هفا

سوّرتُ بالغيم كرْم الضوء فانبجستْ

عيونُ (آيا) لِطيفٍ جالسٍ وقفا

بنتَ السحابةِ هل في النهْرِ متسعٌ؟

كيما أضيء نهارًا داخلي كَسفا

رؤاهُ جفّتْ وكانت قبلُ مخصبةً

ما زلت أذكر حين اسّاقطتْ كِسفا

تَصْغَىٰ إلى جَنَباتِ الطُّورِ أفئدةٌ

طريقُها بأناشيد الضّحى رُصِفا

من مائكِ العذب أسقي زهْرَ أغنيتي

ما أصدقَ الحُبَّ ميقاتًا ومُرتشَفا !

شدا لحسنكِ بحرٌ ضَمَّ ساحِلُهُ

هواكِ، فاكتنزتْ أعماقُهُ صَدفا

تسري المواويلُ في سهلٍ وفي جبلٍ

والنّاي يصدح في واديكِ مختلفا

هذا فتاكِ أتاكِ اليوم مُبتدِئًا

ولم يزلْ بأغاني المُنتهىٰ كلِفا

من ربع قرنٍ أُرَبِّي فيكِ أغنيتي

فيا عسيرُ احضنيني عاشقًا دنفا

أخفيتُ حبّكِ عن كلّ الورىٰ زمنًا

واليوم جئتكِ بالأشواق معترفا

رغم انطفاءِ خُيوطِ النور في بصري

ورغم فانوس أعصابي الذي تلِفا

وصلتُ مُقتبسًا عينيكِ، مُتّقدًا

فعانقيني فإنّي لن أقولَ: كفىٰ