في زمن (ما) توقفت الحياة وانتهى اهتمام مُلّاك الهجن عن مواصلة علاقتهم الوثيقة وشراكتهم الأصيلة والأصلية مع «بنات الغيم» و«أخوات السحاب» وسلالة «مصيحة»، كانت الظروف قاهرة.. أجدبت الأرض وشح الماء وتعقدت ظروف الحياة وانعدمت الجدوى الاقتصادية حتى قيل: «الذود يا هذال يصخم حنينه»، كان من الصعب وجود رافد يمكنه أن يجعل الحفاظ على هذا التراث ممكناً إلا من محاولات فردية هنا أو هناك.
لقد شكّل الحفاظ على الهجن كرمز من رموز الموروث السعودي الأصيل ثقلاً على كاهل ملاكها حين تقطعت بهم الأسباب وأطلقوا «عقلها» من «مراحها» ولم يعد يفوح عطر «عبسها» ولا حنين «حوارها» أو «رغاء» أمه.
لقد ساد الصمت «النفود والدهناء والصمان» وعج غبار «الربع الخالي» وزحفت الصحراء من تحت «خفاف الهجن» وخفت ضوء عنقود «الثريا» وتلاشى بريقه، وما عادت «نجمة الصبح» تلمع من جديد.
كان ذلك في زمن (ما) حتى أتت رؤية سمو سيدي ولي العهد؛ رؤية الوطن العظيم 2030، بالإعلان عن «مهرجان ولي العهد للهجن» فظهر «سهيل» في سماء المملكة، وبعث خيوط النور إلى الأرض يربت على أكتاف أهل «الهجن» ويسوق لهم البشائر حتى مشرق الشمس.
أتت البشائر والجوائز والرعاية والتشريف والمكانة ليكون مهرجاناً متنوعاً رياضياً وثقافياً واقتصادياً بكل ما تعنيه الأهداف التي رسمت له، فكان هذا الإعلان بمثابة «قُبلة الحياة» التي تدفعها لإنعاش «شهقتها» في جسد الوجود، وسرت تنبض في عروق الصحراء وأوردة الوديان والهضاب من جديد.
لقد برزت ملامح «درب الجمّالة»، وبدأت التي كانت بالأمس على «خد» المكان كأنها تجاعيد وشيخوخة ما هي إلا خيوط من ذهب نسجت لترصف أطرافه، وتحولت خطى «الأولين» على دروب العز قلائد من فضة، منحوتة من ناس وتاريخ، ولكأنها ما جدبت الأرض يوماً ولا نضب ماؤها، لقد شكل اهتمام سمو ولي العهد -حفظه الله- بهذه الرياضة العربية الأصيلة ومؤازرة المشاركين ودعم اقتصادياتها لتصبح ذات عوائد مالية نقلتها من العمل الفردي البسيط الذي كان يثقل كواهل أهلها إلى رافد اقتصادي وسوق كبيرة.
الرؤية والهيكلة
اليوم نكتب لكم منحوتة العشق في هذا التقرير ونحن على أبواب النسخة السادسة؛ التي ستنطلق في 10 أغسطس حتى 10 سبتمبر 2024، ولقد تحول هذا المهرجان ليكون جهة ووجهة ووجاهاً واتجاهاً، لقد عادت الحياة لتنبت في ميدان الطائف ريعان شبابها، واهتزت الأرض وربت تحت أقدام الهجن، وتوشح «الهجانة» بـ«البشت الحساوي» في عز مملكة العز، وتم الإعلان عن الجوائز المليونية ليصبح سوق الهجن واحداً من أكبر الأسواق على مستوى العالم في اختصاصه، وارتفعت القيمة السوقية بشكل لافت ليعبّر عن مدى الرؤية التطلعية لجانب مهم كان معطلاً نوعاً ما من إعادة هيكلته وإطلاقه بشكل يمكّن هذه الرياضة الأصيلة لتعود رياضة وثقافة واقتصاداً وموروثاً وواجهة مشرقة في الأرض التي تشاركت معها على امتداد عمق التاريخ «الزاد والملح».
موسوعة غينيس
وبمتابعة وثيقة ودائمة من قبل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارلمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، بدأ الاتحاد السعودي للهجن برئاسة الأمير فهد بن جلوي، ومجلس إدارته، العمل على كافة جوانب المهرجان الإدارية والمالية والتنظيمية والفنية وحتى الإعلامية منذ بدء التوجيه الكريم، في تحدٍّ كبير نحو تحويل ما كان مجرد هواية وعملاً فردياً ليكون عملاً مؤسساتياً ينظم العلاقة بين الملاك والاتحاد والأسواق والمشاركات، ويستنهض الهمم بإعداد الميادين والتعريف بالفئات والجوائز ونشر تفاصيل الفرح، حيث تم اختيار ميدان الطائف ليكون محط أنظار المحبين وأرض المتسابقين، وانطلقت من خلال النسخ الخمس من المهرجان أكثر من 74 ألف مطية، وتحول إلى مهرجان دولي قائم بذاته؛ ليكون ضمن أجندة ملاك ومؤسسات الهجن على مستوى العالم، وتوج هذا العمل بدخول مهرجان ولي العهد للهجن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وأصبح ينافس نفسه كأكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم في نسخه الخمس الماضية، وشهدت النسخ الماضية تصاعداً في المشاركات، حيث تتخطى كل نسخة أعداد المطايا في النسخة التي سبقتها.
لم تعد العرفاء التابعة لمحافظة الطائف، التي يطلق عليها ملاك الهجن، بـ«مقيض الهجن» كما كانت عليه قبل عام 2018 رغم عمرها الذي يتجاوز 40 عاماً في احتضان أغلب «مطايا» المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية، بل أصبحت بما يشبه «المرباع»؛ فقد انتعشت الحياة، وكان لمهرجان ولي العهد للهجن والفعاليات المصاحبة له، الأثر البارز في حدوث نقلة نوعية للقرية من ناحية المساحة وبنيتها التحتية والخدمات المتنوعة فيها.
وبدأت «العرفاء» الواقعة في شمال الطائف، ومنذ وقت مبكر من الصيف، في استقبال آلاف المشاركين والمضمرين ومحبي ومشجعي «الشعارات» المشاركة من داخل وخارج المملكة، وأصبحت بفضل التطورات الأخيرة قادرة على استقبالهم واستيعابهم مدة مقيضهم فيها وأكثر، حيث تضم اليوم أكثر من 100 وحدة سكنية من بينها 10 فنادق بفئات مختلفة، وشققاً وغرفاً مفروشة وفندقية، وشاليهات واستراحات متنوعة، إضافة للعديد من المطاعم المختلفة ومراكز التموين والمواد الغذائية والصيدليات وغيرها.
البحث والتقصي
يقول الباحث السعودي مرضي الخمعلي لـ«عكاظ»: «إن رؤية المملكة 2030 جعلت الإبل بشكل كامل ضمن قطاعات الدولة التي تخضع لتنظيم إداري ورعاية ملكية كريمة، لتستقل الهجن في اتحاد يرعى شؤونها، وتتوالى مكارم ولي العهد في دعم نشاط سباقات الهجن في موسم الطائف الصيفي تحت مسمى (مهرجان ولي العهد لسباقات الهجن) بتقديم دعم سخي غير مسبوق؛ إيماناً منه -يحفظه الله- بأهمية هذا القطاع ودعماً لأبناء الوطن الذي اتخذوه هواية ومصدراً للعيش وفرصة للعمل، ليتم دخول الهجن في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ويعود إلى هذه الرياضة ملاك وممارسون لها توقفوا بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية من الممارسة اليومية والمشاركة وعدم وجود سوق يساهم في دعم ما يبذلونه من جهود كبيرة والاكتفاء بالاهتمام في تطوير الإنتاج فقط»، مشيراً إلى أن ما قدمه ولي العهد -يحفظه الله- من دعم مباشر، وتشريفه لأهل الهجن بحضور الحفل الختامي ودعوته لزعماء دول لحضور هذا الكرنفال الثقافي أعاد الأمل إلى ملاك الهجن بأن هذا القطاع دخل ضمن التنمية المتوازية التي تشهدها كافة قطاعات الدولة للتعزيز من استمرار هذا الإرث ونقله للأجيال القادمة ضمن التنمية المستدامة كقطاع اقتصادي أصيل، وكرمزية وطنية ثقافية تجمع بين الأصول الثقافية، والارتباط مع الإنسان، إضافة إلى تداخل هذا النشاط مع نشاطات ثقافية أخرى مثل الشعر والحرف اليدوية، وبينهما ارتباط وتقاطع مستمر مذ أن استأنس الجمل وأصبح ملازماً للإنسان في حياته اليومية وتنقلاته وفنونه.
4 مليارات
تخطت القيمة السوقية للمطايا المشاركة في مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته الخامسة أربعة مليارات؛ وفق مختصين مشاركين في المهرجان. وبلغ عدد المطايا المشاركة في هذه المرحلة 8394 مطية، فيما بلغ متوسط القيمة السوقية للمطية الواحدة قرابة 500 ألف ريال، حيث شارك في منافسات فئة الحيل والزمول 668 مطية، وفئة الثنايا 759 مطية، وفئة جذاع 530 مطية، وفئة لقايا 2632 مطية، وفئة حقايق 3805 مطايا. وكانت النسخة الخامسة من المهرجان قد كسرت أرقام النسخ الأربع بوصولها لـ20.216 مطية، فيما تخطت عدد المطايا المشاركة في نسخ المهرجان حاجز الـ70 ألف مطية، وعززت أرقام المطايا المشاركة في الرقم التاريخي، الذي أدخل المهرجان موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ كونه أكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم في نسخه الأربع الماضية، ومما يثير الإعجاب بالحركة الاقتصادية التي تؤكد البُعد الذي حققه المهرجان هو ارتفاع القيمة السوقية للمطايا المشاركة فقط في أشواط اليوم الختامي للنسخة الماضية إلى 200 مليون ريال؛ وهذا دليل جديد على قوة الشوط وأهمية النهائي ونوعية المطايا المشاركة، ويبلغ متوسط القيمة السوقية للمطية الواحدة في فئة «الحيل» مبلغ مليوني ريال، إجمالي قيمة الفئة 160 مليون ريال، فيما يبلغ متوسط القيمة السوقية للمطية الواحدة في فئة «الزمول» مليون ريال. من جهته، أشار المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للهجن المهندس محمود البلوي إلى أن المطايا التي ستتوج بالمراكز الثلاثة الأولى في الأشواط الأربعة الختامية ستدخل تاريخ المهرجان، وستشهد قيمتها ارتفاعاً كبيراً، مبيناً أن النسخة الحالية شهدت سوق انتقالات غير مسبوق بسبب أعداد المشاركين الكبيرة من ملاك الهجن والمستثمرين في قطاع رياضة الهجن؛ مما تسبب في ارتفاع قيمة الهجن وتقطع الهجن المشاركة في الأشواط الختامية 24كم، بواقع (6كم) للشوط، حيث تقطع كل فئة 12كم.
لقد شكّل الحفاظ على الهجن كرمز من رموز الموروث السعودي الأصيل ثقلاً على كاهل ملاكها حين تقطعت بهم الأسباب وأطلقوا «عقلها» من «مراحها» ولم يعد يفوح عطر «عبسها» ولا حنين «حوارها» أو «رغاء» أمه.
لقد ساد الصمت «النفود والدهناء والصمان» وعج غبار «الربع الخالي» وزحفت الصحراء من تحت «خفاف الهجن» وخفت ضوء عنقود «الثريا» وتلاشى بريقه، وما عادت «نجمة الصبح» تلمع من جديد.
كان ذلك في زمن (ما) حتى أتت رؤية سمو سيدي ولي العهد؛ رؤية الوطن العظيم 2030، بالإعلان عن «مهرجان ولي العهد للهجن» فظهر «سهيل» في سماء المملكة، وبعث خيوط النور إلى الأرض يربت على أكتاف أهل «الهجن» ويسوق لهم البشائر حتى مشرق الشمس.
أتت البشائر والجوائز والرعاية والتشريف والمكانة ليكون مهرجاناً متنوعاً رياضياً وثقافياً واقتصادياً بكل ما تعنيه الأهداف التي رسمت له، فكان هذا الإعلان بمثابة «قُبلة الحياة» التي تدفعها لإنعاش «شهقتها» في جسد الوجود، وسرت تنبض في عروق الصحراء وأوردة الوديان والهضاب من جديد.
لقد برزت ملامح «درب الجمّالة»، وبدأت التي كانت بالأمس على «خد» المكان كأنها تجاعيد وشيخوخة ما هي إلا خيوط من ذهب نسجت لترصف أطرافه، وتحولت خطى «الأولين» على دروب العز قلائد من فضة، منحوتة من ناس وتاريخ، ولكأنها ما جدبت الأرض يوماً ولا نضب ماؤها، لقد شكل اهتمام سمو ولي العهد -حفظه الله- بهذه الرياضة العربية الأصيلة ومؤازرة المشاركين ودعم اقتصادياتها لتصبح ذات عوائد مالية نقلتها من العمل الفردي البسيط الذي كان يثقل كواهل أهلها إلى رافد اقتصادي وسوق كبيرة.
الرؤية والهيكلة
اليوم نكتب لكم منحوتة العشق في هذا التقرير ونحن على أبواب النسخة السادسة؛ التي ستنطلق في 10 أغسطس حتى 10 سبتمبر 2024، ولقد تحول هذا المهرجان ليكون جهة ووجهة ووجاهاً واتجاهاً، لقد عادت الحياة لتنبت في ميدان الطائف ريعان شبابها، واهتزت الأرض وربت تحت أقدام الهجن، وتوشح «الهجانة» بـ«البشت الحساوي» في عز مملكة العز، وتم الإعلان عن الجوائز المليونية ليصبح سوق الهجن واحداً من أكبر الأسواق على مستوى العالم في اختصاصه، وارتفعت القيمة السوقية بشكل لافت ليعبّر عن مدى الرؤية التطلعية لجانب مهم كان معطلاً نوعاً ما من إعادة هيكلته وإطلاقه بشكل يمكّن هذه الرياضة الأصيلة لتعود رياضة وثقافة واقتصاداً وموروثاً وواجهة مشرقة في الأرض التي تشاركت معها على امتداد عمق التاريخ «الزاد والملح».
موسوعة غينيس
وبمتابعة وثيقة ودائمة من قبل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارلمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، بدأ الاتحاد السعودي للهجن برئاسة الأمير فهد بن جلوي، ومجلس إدارته، العمل على كافة جوانب المهرجان الإدارية والمالية والتنظيمية والفنية وحتى الإعلامية منذ بدء التوجيه الكريم، في تحدٍّ كبير نحو تحويل ما كان مجرد هواية وعملاً فردياً ليكون عملاً مؤسساتياً ينظم العلاقة بين الملاك والاتحاد والأسواق والمشاركات، ويستنهض الهمم بإعداد الميادين والتعريف بالفئات والجوائز ونشر تفاصيل الفرح، حيث تم اختيار ميدان الطائف ليكون محط أنظار المحبين وأرض المتسابقين، وانطلقت من خلال النسخ الخمس من المهرجان أكثر من 74 ألف مطية، وتحول إلى مهرجان دولي قائم بذاته؛ ليكون ضمن أجندة ملاك ومؤسسات الهجن على مستوى العالم، وتوج هذا العمل بدخول مهرجان ولي العهد للهجن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وأصبح ينافس نفسه كأكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم في نسخه الخمس الماضية، وشهدت النسخ الماضية تصاعداً في المشاركات، حيث تتخطى كل نسخة أعداد المطايا في النسخة التي سبقتها.
لم تعد العرفاء التابعة لمحافظة الطائف، التي يطلق عليها ملاك الهجن، بـ«مقيض الهجن» كما كانت عليه قبل عام 2018 رغم عمرها الذي يتجاوز 40 عاماً في احتضان أغلب «مطايا» المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية، بل أصبحت بما يشبه «المرباع»؛ فقد انتعشت الحياة، وكان لمهرجان ولي العهد للهجن والفعاليات المصاحبة له، الأثر البارز في حدوث نقلة نوعية للقرية من ناحية المساحة وبنيتها التحتية والخدمات المتنوعة فيها.
وبدأت «العرفاء» الواقعة في شمال الطائف، ومنذ وقت مبكر من الصيف، في استقبال آلاف المشاركين والمضمرين ومحبي ومشجعي «الشعارات» المشاركة من داخل وخارج المملكة، وأصبحت بفضل التطورات الأخيرة قادرة على استقبالهم واستيعابهم مدة مقيضهم فيها وأكثر، حيث تضم اليوم أكثر من 100 وحدة سكنية من بينها 10 فنادق بفئات مختلفة، وشققاً وغرفاً مفروشة وفندقية، وشاليهات واستراحات متنوعة، إضافة للعديد من المطاعم المختلفة ومراكز التموين والمواد الغذائية والصيدليات وغيرها.
البحث والتقصي
يقول الباحث السعودي مرضي الخمعلي لـ«عكاظ»: «إن رؤية المملكة 2030 جعلت الإبل بشكل كامل ضمن قطاعات الدولة التي تخضع لتنظيم إداري ورعاية ملكية كريمة، لتستقل الهجن في اتحاد يرعى شؤونها، وتتوالى مكارم ولي العهد في دعم نشاط سباقات الهجن في موسم الطائف الصيفي تحت مسمى (مهرجان ولي العهد لسباقات الهجن) بتقديم دعم سخي غير مسبوق؛ إيماناً منه -يحفظه الله- بأهمية هذا القطاع ودعماً لأبناء الوطن الذي اتخذوه هواية ومصدراً للعيش وفرصة للعمل، ليتم دخول الهجن في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ويعود إلى هذه الرياضة ملاك وممارسون لها توقفوا بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية من الممارسة اليومية والمشاركة وعدم وجود سوق يساهم في دعم ما يبذلونه من جهود كبيرة والاكتفاء بالاهتمام في تطوير الإنتاج فقط»، مشيراً إلى أن ما قدمه ولي العهد -يحفظه الله- من دعم مباشر، وتشريفه لأهل الهجن بحضور الحفل الختامي ودعوته لزعماء دول لحضور هذا الكرنفال الثقافي أعاد الأمل إلى ملاك الهجن بأن هذا القطاع دخل ضمن التنمية المتوازية التي تشهدها كافة قطاعات الدولة للتعزيز من استمرار هذا الإرث ونقله للأجيال القادمة ضمن التنمية المستدامة كقطاع اقتصادي أصيل، وكرمزية وطنية ثقافية تجمع بين الأصول الثقافية، والارتباط مع الإنسان، إضافة إلى تداخل هذا النشاط مع نشاطات ثقافية أخرى مثل الشعر والحرف اليدوية، وبينهما ارتباط وتقاطع مستمر مذ أن استأنس الجمل وأصبح ملازماً للإنسان في حياته اليومية وتنقلاته وفنونه.
4 مليارات
تخطت القيمة السوقية للمطايا المشاركة في مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته الخامسة أربعة مليارات؛ وفق مختصين مشاركين في المهرجان. وبلغ عدد المطايا المشاركة في هذه المرحلة 8394 مطية، فيما بلغ متوسط القيمة السوقية للمطية الواحدة قرابة 500 ألف ريال، حيث شارك في منافسات فئة الحيل والزمول 668 مطية، وفئة الثنايا 759 مطية، وفئة جذاع 530 مطية، وفئة لقايا 2632 مطية، وفئة حقايق 3805 مطايا. وكانت النسخة الخامسة من المهرجان قد كسرت أرقام النسخ الأربع بوصولها لـ20.216 مطية، فيما تخطت عدد المطايا المشاركة في نسخ المهرجان حاجز الـ70 ألف مطية، وعززت أرقام المطايا المشاركة في الرقم التاريخي، الذي أدخل المهرجان موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ كونه أكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم في نسخه الأربع الماضية، ومما يثير الإعجاب بالحركة الاقتصادية التي تؤكد البُعد الذي حققه المهرجان هو ارتفاع القيمة السوقية للمطايا المشاركة فقط في أشواط اليوم الختامي للنسخة الماضية إلى 200 مليون ريال؛ وهذا دليل جديد على قوة الشوط وأهمية النهائي ونوعية المطايا المشاركة، ويبلغ متوسط القيمة السوقية للمطية الواحدة في فئة «الحيل» مبلغ مليوني ريال، إجمالي قيمة الفئة 160 مليون ريال، فيما يبلغ متوسط القيمة السوقية للمطية الواحدة في فئة «الزمول» مليون ريال. من جهته، أشار المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للهجن المهندس محمود البلوي إلى أن المطايا التي ستتوج بالمراكز الثلاثة الأولى في الأشواط الأربعة الختامية ستدخل تاريخ المهرجان، وستشهد قيمتها ارتفاعاً كبيراً، مبيناً أن النسخة الحالية شهدت سوق انتقالات غير مسبوق بسبب أعداد المشاركين الكبيرة من ملاك الهجن والمستثمرين في قطاع رياضة الهجن؛ مما تسبب في ارتفاع قيمة الهجن وتقطع الهجن المشاركة في الأشواط الختامية 24كم، بواقع (6كم) للشوط، حيث تقطع كل فئة 12كم.