ذهبت قبل مدة لإجراء بعض الفحوصات الطبية من باب الاطمئنان على نفسي العزيزة، وقد طلبت مني دكتورتي إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي، لا أخفيكم كانت أسوأ تجربة قد عشتها في حياتي، مثل غالبية الناس الذين يخضعون لهذا النوع من الإجراء الطبي.
وحقيقةً أشكر الفني المختص على رحابة صدره وصبره عليّ، لأني من الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة والضيقة، وكلما حاولوا البدء طلبت إخراجي من جهاز التصوير لعدة مرات، وطلبت منهم ماء (لأبلع به ريقي)، وفي الواقع كان ودي لو احضروا لي (فنجان قهوة سعودية وتمر) يعدل نفسيتي ومزاجي.
المهم في الأخير استجمعت قواي وتوكلت على الله وفعلتها، طبعاً صوت الجهاز كان مزعجاً للغاية وفي البداية ذكّرني (بصوت الفاكس) الله يذكره بالخير، ولكن الصوت في آخر دقيقتين تغيّر كما لو كان (إيقاع خبيتي)، فتأكدت أنه يفحص في هذه اللحظة (أوعيتي الموسيقية).
في أول الوقت قرأت كل ما أحفظ من القرآن الكريم من شدة الخوف والكتمة، وفي آخر دقيقتين تنفست الصعداء وحاولت تأليف أغنية على الإيقاع الذي كان يصدره الجهاز.
وكانت فرحتي كبيرة عندما قال لي الفني المختص: انتهينا ولله الحمد، والله لا يعودها.
في الحقيقة غالبية الأطباء عظماء وليس جميعهم، بغض النظر عن شهاداتهم وإنجازاتهم أحسدهم على قدرتهم الفائقة على الصبر والتعامل مع المرضى ونفسياتهم وأخلاقياتهم كل يوم، فبعض المرضى -شافاهم الله- ما إن يدخل على الطبيب ويسأله من ماذا يعاني، يبدأ في سرد قصة حياته ويدخل في تفاصيل لا تهم الطبيب في شيء، ومع هذا يظل الطبيب صابراً ومركّزاً حتى يحاول استخلاص الأعراض الحقيقية من بين كل القصص!
وبعض المرضى يأتي للعيادة بعد أن بحث عن أعراض مرضه في الإنترنت، ويجلس أمام الطبيب ويقدم تشخيصه الخاص للحالة ويبدأ بمناقشة الطبيب حول ذلك دون إعطائه الفرصة للتشخيص الطبي الحقيقي، فيحاول الطبيب أن يشرح له أن الإنترنت ليس مصدراً موثوقاً للطب!
وبعض الأطباء يواجهون مرضى (خوافين) من كل شيء تقريباً، الإبر، التحاليل، الإشاعات، الأدوية، ومع هذا يحاولون طمأنة المريض وتهدئته بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام، وفي قرارة نفسه قد يقول: أين كان عقلي عندما قررت أن أصبح طبيباً؟!
وقد تعمدت أن أقول (غالبية) الأطباء وليس جميعهم، لأنه ومثلما يوجد طبيب متمرس وممتاز، هناك طبيب (فاشل) لا يمت للمهنة بصلة ويصلح أن يكون (ميكانيكي سيارات)، قد يشخّص حالة مرضية على أنها بسيطة وتحتاج فقط للراحة، بينما هي خطيرة وتحتاج لعلاج طبي على وجه السرعة!
على كل حال؛ أفكر جدياً في ترك مهنة المتاعب (الصحافة) والتوجه لمهنة الطب الشريفة، وبدون شك أول ما سأفعله عندما أصبح طبيبة هو افتتاح مستشفى خاص و«ضرب عصفورين بحجر».
فبعض الدكاترة الكرام أصحاب المستشفيات (يستصحون) من أمراض الآخرين بعملهم الإنساني هذا.. اللهم لا حسد.
وحقيقةً أشكر الفني المختص على رحابة صدره وصبره عليّ، لأني من الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة والضيقة، وكلما حاولوا البدء طلبت إخراجي من جهاز التصوير لعدة مرات، وطلبت منهم ماء (لأبلع به ريقي)، وفي الواقع كان ودي لو احضروا لي (فنجان قهوة سعودية وتمر) يعدل نفسيتي ومزاجي.
المهم في الأخير استجمعت قواي وتوكلت على الله وفعلتها، طبعاً صوت الجهاز كان مزعجاً للغاية وفي البداية ذكّرني (بصوت الفاكس) الله يذكره بالخير، ولكن الصوت في آخر دقيقتين تغيّر كما لو كان (إيقاع خبيتي)، فتأكدت أنه يفحص في هذه اللحظة (أوعيتي الموسيقية).
في أول الوقت قرأت كل ما أحفظ من القرآن الكريم من شدة الخوف والكتمة، وفي آخر دقيقتين تنفست الصعداء وحاولت تأليف أغنية على الإيقاع الذي كان يصدره الجهاز.
وكانت فرحتي كبيرة عندما قال لي الفني المختص: انتهينا ولله الحمد، والله لا يعودها.
في الحقيقة غالبية الأطباء عظماء وليس جميعهم، بغض النظر عن شهاداتهم وإنجازاتهم أحسدهم على قدرتهم الفائقة على الصبر والتعامل مع المرضى ونفسياتهم وأخلاقياتهم كل يوم، فبعض المرضى -شافاهم الله- ما إن يدخل على الطبيب ويسأله من ماذا يعاني، يبدأ في سرد قصة حياته ويدخل في تفاصيل لا تهم الطبيب في شيء، ومع هذا يظل الطبيب صابراً ومركّزاً حتى يحاول استخلاص الأعراض الحقيقية من بين كل القصص!
وبعض المرضى يأتي للعيادة بعد أن بحث عن أعراض مرضه في الإنترنت، ويجلس أمام الطبيب ويقدم تشخيصه الخاص للحالة ويبدأ بمناقشة الطبيب حول ذلك دون إعطائه الفرصة للتشخيص الطبي الحقيقي، فيحاول الطبيب أن يشرح له أن الإنترنت ليس مصدراً موثوقاً للطب!
وبعض الأطباء يواجهون مرضى (خوافين) من كل شيء تقريباً، الإبر، التحاليل، الإشاعات، الأدوية، ومع هذا يحاولون طمأنة المريض وتهدئته بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام، وفي قرارة نفسه قد يقول: أين كان عقلي عندما قررت أن أصبح طبيباً؟!
وقد تعمدت أن أقول (غالبية) الأطباء وليس جميعهم، لأنه ومثلما يوجد طبيب متمرس وممتاز، هناك طبيب (فاشل) لا يمت للمهنة بصلة ويصلح أن يكون (ميكانيكي سيارات)، قد يشخّص حالة مرضية على أنها بسيطة وتحتاج فقط للراحة، بينما هي خطيرة وتحتاج لعلاج طبي على وجه السرعة!
على كل حال؛ أفكر جدياً في ترك مهنة المتاعب (الصحافة) والتوجه لمهنة الطب الشريفة، وبدون شك أول ما سأفعله عندما أصبح طبيبة هو افتتاح مستشفى خاص و«ضرب عصفورين بحجر».
فبعض الدكاترة الكرام أصحاب المستشفيات (يستصحون) من أمراض الآخرين بعملهم الإنساني هذا.. اللهم لا حسد.