-A +A
مي خالد
إن الخدعة في «الأخبار» هو أنه يجب أن تكون جديدة، وإذا كنا نشهد مذابح متعددة في المستشفيات ومخيمات اللاجئين والأطفال، فإنها تتوقف عن كونها أخباراً تماماً. إن الإبادة الجماعية في غزة لم تعد خبراً بعد الآن. إنها تاريخ.

إن إسرائيل تشن حرب استنزاف ليس فقط ضد الحياة البشرية، بل أيضاً ضد الذاكرة وضد القدرة البشرية على التركيز.


لقد تم غسل جرائم القتل الجماعي من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية، ولم تعد في الواقع خبراً جديداً. وبعد عشرة أشهر من الإبادة الجماعية، لم يعد الأمر جديداً.

لقد تحولت مجازر المستشفيات والأطفال من عناوين رئيسية إلى هوامش، ومن أحداث غير عادية إلى أحداث عادية جدّاً، ومن مشاهد مباشرة حيّة إلى إحصاءات وأرقام. وأصبح الوحش مخلوقاً أليفاً. وأصبح الشر كل يوم. وأصبح الأمر البغيض أمراً طبيعياً، وصار الدم بلون التوت البري.

مات الصحفيون ودُمرت المستشفيات، ولم يعد أحد يستطيع حتى إحصاء القتلى، ناهيك عن مساعدة الأحياء، والملايين من الفلسطينيين الناجين من الصدمة التي تلاحقهم جيلاً بعد جيل، ونحن الذين نتابع عجلة الحرب وهي تطحن الشجر والبشر نتألم يوماً وراء يوم. ولكن على الأقل لدينا آلية التأقلم المتمثلة في «الرفض»، والانسحاب، سواء بوعي أو بغير وعي. والله يعلم أننا نشعر بالذنب ونحن لا يد لنا. في مرحلة ما، نفسياً، عليك أن تتجاهل الأمر. لا يزال النزيف مستمراً، ولكن في مرحلة ما يتوقف الناس عن القراءة عن المشاهدة عن المتابعة عن التألم.. وهذا ما تعول عليه إسرائيل وتنجح في كل مرة.

آخر إحصائية:

متوسط مقدار التصفيق أثناء خطابات كيم جونغ أون في كوريا الشمالية يبلغ في المتوسط حوالى 1 تصفيق حار لكل 4 دقائق من الحديث، بينما ‏يحظى بنيامين نتنياهو، زعيم دولة أجنبية، بتصفيق حار في الولايات المتحدة بنسبة 400% أكثر من كيم جونغ أون داخل «ديكتاتوريته».