-A +A
أريج الطيب areejaltayeb@
يُقلّد ذلك الشاب المثقف منصباً قيادياً.. يتولى الإدارة منتشياً بهوس السلطة وحب الظهور.. يبدأ خطاباته بأهمية التجديد وطمس الماضي دون النظر لصوابه أو نفعه.. يرتكب أكبر الأخطاء بتهميش الخبرات والسخرية من الأنظمة القديمة التي لا يدرك أنها كانت خطوة من مشوار طويل انتهى لما نحن عليه اليوم.. يسن قوانين جديدة تخالف ما سبق ليظهر بهندام القائد المختلف.. يمسح كل السطور التي اجتهد من كان قبله في كتابتها وتنقيحها وتشكيلها بالشكل الصحيح.. لم يراجع ما كان قبله ليقرر من أين يكمل وكيف يطوِّر.. نوع يجيد التسلق، ويلبس قبّعة التعالي، ويصعد ليرى لا ليرى.

نوع يمرون بأزمة فكر لن يتجاوزها بسلام.. سيواجون كثيراً من التحديات، وسيعيشون صراعات مختلفة، ويكررون أخطاء ارتكبها آخرون قبلهم، ويجربون حلولاً جربها غيرهم ويفشلون.. هؤلاء سيعودون لنقطة الصفر.


وبما أنني أكره التعميم، وأؤمن بالاستثناء في كل القواعد، فلا أنكر وجود نوع مميّز ومختلف من القادة الجدد.. نوع يجتهد جداً ليسأل عن كل شاردة وواردة.. يدرك جيداً أن احتكاكه بأصحاب الخبرات الطويلة اختصار لطريق طويل وشاق، واكتساب معارف ثمينة لن تكتسب بوسائل أخرى.. نوع يحترم الزمن ويقدِّر التجارب ويتنقل بسلاسة بين ما فات وما هو آت.. هذا النوع من القادة الجدد يحرز تقدماً منقطع النظير، إذ ببساطه استطاع ان يجمع بين خبرات السنين التي عاشها غيره وبين عقلية شاب عصري لا يختلف اثنان على تفردها ونموها ومرونتها.

الخبرات التي أعنيها ليست مجرد رصيد من سنوات ومهام أُضيفت لأصحابها، بل مهارات وقدرات وسمات استطاع الكثير من الاشخاص اكتسابها حتى أصبحوا مرجعية قوية في مجالاتهم وتخصصاتهم ووظائفهم.. هذا النوع من الخبرات هو ثروة لا يستهان بها.

أخيراً:

القائد الحقيقي؛ من يملك الوعي الكافي بمفهوم القيادة، يعترف بأنه جزء من فريق، يشارك الأفكار ويثري معارفه ومعارف من حوله، يجيد استثمار الأشخاص وتقدير الجهود، ودائماً يعد بوابة عبور ترحب بالمنجزين وتدعم الناجحين، هذا سيكون في القمة، وقمته تتسع للجميع.