افتتح عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اليوم (الأربعاء)، فعاليات الدورة الـ 13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة يومي 4 و5 سبتمبر الجاري تحت شعار «حكومات مرنة.. اتصال مبتكر»، يستضيف خلاله أكثر من 250 متحدثاً ومشاركاً.
واستهل نائب حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كلمته خلال افتتاح المنتدى بتوجيه عدة أسئلة للحضور، وهي: هل الحكومات بحاجة إلى المرونة؟ وما مدى المرونة التي تحتاجها الحكومات؟، وهل المرونة مصطلح جديد في العمل الحكومي؟ أم أن التطور التكنولوجي أجبر الحكومات على أن تكون مرنة؟، مشيراً إلى أن كل هذه الأسئلة وغيرها، ستتم الإجابة عليها في جلسات المنتدى.
ووجه الحديث إلى حاكم الشارقة، قائلاً: كثيراً ما استمعنا إليكم وأنت تردد بعض الأمثال والنصائح وتوجه بعض المسؤولين، وتكرر هذه العبارات أكثر من مرة، مثل «لا تكن مناعاً للخير»، وتردد بين الحين والآخر «بجرة قلم تنتهي معاناة الناس»، و«صاحب الحاجة لحوح»، حين نتأمل كل هذه العبارات التي نسمعها منكم نجد أنها تصب في فكرة المرونة التي يجب أن نتعامل بها والمطلوبة من الحكومة، لينطبق عليه المثل «لا تكن لينا فتعصر، ولا قاسيا فتكسر».
واستشهد رئيس مجلس الشارقة للإعلام بقصة عمر بن الخطاب ومرونته في إدارة شؤون الناس، قائلاً: دعوني أعود بكم قليلاً إلى الوراء، وإلى شيء من التاريخ، بماذا اشتُهر عمر بن الخطاب؟ اشتُهر بشدته ولُقب بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل، إلا أنه في حقيقة الأمر كان كذلك رمزاً للمرونة في إدارته، ففي يوم من الأيام وبينما هو يتجول في المدينة متخفياً سمع بكاء طفل رضيع فطلب من أمه أن ترضعَه حتى يسكت، فأفهمته أنها تحاول أن تفطمَه قبل موعد الفطام لأن أمير المؤمنين يعطي نفقة الأطفال بعد فطامهم، وحرك هذا الموقف شيئاً في عمر، جعله يغير في لحظتها قانون النفقة بالكامل، فأمر أن تبدأ نفقة الأطفال منذ ولادتهم وتزداد بازدياد أعمارهم وحاجاتهم.
وأضاف: ما أردت قوله من سرد هذه القصة أن المرونة صفة متجذرة في نفوسنا، وأن الأمور كانت تحل بهذه السرعة، في فترة كانت الحمامة هي الوسيلة الأسرع للتواصل بينما في عصرنا الحالي عصر السرعة طغت بعض المصطلحات في عمل بعض الحكومات مثل «البيروقراطية في العمل، والدورة المستندية للمعاملة، وراجعنا غداً، والنظام لا يعمل»، لذلك إذا ما أردنا أن نحقق تواصلا حكوميا مرنا وفعالا علينا أن نبدأ بمرونة العقول التي تستطيع أن تستلهم من جذورها المتأصلة ما يقودها لاستخدام التكنولوجيا المتطورة، فلا هي متحجرة في الماضي ولا هي لاهثة وراء كل جديد.