-A +A
جميل الذيابي
يحل اليوم الوطني الـ94 على المملكة العربية السعودية ولها مع التطوّر لغة مكتسبة ونهج قويم.. في سماء المجد وساحات البطولات لإرساء دعائم هذا الوطن الذي وحّد جنباته الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (يرحمه الله)، ليشهد في هذا العهد الزاهر تقدّماً وازدهاراً في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - حيث أصبحت المملكة ركيزة أساسية بين دول العالم لما حققته من إنجازات كبيرة ومبادرات رفيعة جعلتها تحتل المكانة العالمية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والرياضية والسياحية وغيرها.

تلعب الرياض الأدوار القيادية الأهم في العالمَيْن العربي والإسلامي بدعمها لقضاياهما، من خلال دورها في المنظومة الدولية ومبادراتها الدبلوماسية الهادفة إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، انطلاقاً من سياساتها الرصينة ونهجها في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية بحكمة واعتدال، والسعي إلى تعزيز الأمن والاستقرار من خلال سياسات تنموية واجتماعية تراعي مصالح شعبها بما يحقق لهم مستوى عالياً من الرفاه والرفاهية.


وسعت المملكة إلى اتباع سياسة حكيمة في مواقفها السياسية لتؤكد للعالم أهمية الحوار كوسيلة لحل النزاعات والخلافات في القضايا الإقليمية والعالمية، معتمدة «التوازن» في علاقاتها مع القوى الدولية الأخرى، مع الحفاظ على سيادتها واستقلالها وقدراتها، بالتزامن مع بناء الشراكات مع مختلف الدول على أساس المصالح المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.

كما أضحت جودة الحياة واقعاً ملموساً في المملكة بفضل خطط التنمية المستدامة والرؤية الطموحة، التي حرصت على الإنسان أولاً وعزّزت مفهوم المواطنة والتعايش مع الآخر، لتصبح صانعة للسلام ونابذة للتطرّف وإقصاء الآخر، وحاضنة للمؤتمرات الدولية والعالمية التي تُقدّم من خلالها للبشرية نموذجاً حضارياً عصرياً أبهرت به دول العالم.

وحرصاً على استدامة الطفرة الاقتصادية، وترسيخ أهداف رؤية المملكة 2030 وفق الإطار الشامل لتحويل اقتصادها من اعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع يرتكز على الصناعة والابتكار والتكنولوجيا والطاقة النظيفة، والسير قدماً في مشاريعها الضخمة مثل نيوم، القدية، ومشروع البحر الأحمر وغيرها، جاءت الاستثمارات الضخمة في تحسين البنية التحتية، وتوسيع شبكات النقل العام، والتركيز على المدن الذكية والمشاريع التكنولوجية المتقدّمة، ودعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتعزيز البحث والتطوير، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات الاستثمار الأجنبي.

وفي ظل هذه النهضة التنموية الكبرى.. أصبحت المملكة وجهة عالمية من خلال افتتاح المناطق السياحية وتطوير المناطق التراثية، وتشجيع ودعم الفعاليات الثقافية والرياضية الكبرى لجذب الزوّار والمستثمرين.

ولأن التعليم من أهم المرتكزات التي يعوّل عليها الوطن، وهو ركن التنمية وعماد النهضة، اهتمت المملكة بهذا القطاع ودعمته لبناء إنسان متعلم قادر على الإسهام في التنمية بكل مجالاتها ‏حتى غدا التعليم في المملكة مثالاً وأنموذجاً عالمياً يحتذى به جودةً ومخرجات، وتربّع أبناء وبنات المملكة على منصات التتويج في غالبية المنافسات العلمية والتعليمية عربياً وعالمياً.

واليوم، في الذكرى الـ94 لتوحيد هذا الكيان العظيم، تمضي السعودية عاماً بعد عام في تقدّم وتنافسية وبناء وتطوّر ونماء.. عام جديد يضاف إلى تاريخ حافل بالإنجازات والخير والسلام..

كل عام والمملكة بخير.. وخيرات.