أ.د فهد بن أحمد الحربي
أ.د فهد بن أحمد الحربي
-A +A
أ.د فهد بن أحمد الحربي
في هذَا اليومِ الماجِد من تاريخ بلادنا توّحَدَتْ هذه البقعةُ الطّاهرةُ من الكرةِ الأرضيّةِ على يدِ ملِيكنا الهُماَم الملك عبدالعزيز بن عبدالرّحمن آل سعود -فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير َالجزاءِ، فقد عَلِمَ الملكُ عبدالعزيز -رحمه الله وطيِّب ثرَاهُ- منذُ الوهلةِ الأولى أنّ الوحدةَ هي الأسَاسُ الذي يحْمِلُ البناء، والجماعةُ هي الصّرح الذي يقومُ على ذاك البِناء؛ فكانت وحدةُ المملكة هي حجرُ الزّاويةُ في كُلِّ الجنباتِ؛ صرحاً لا تُخْطِئهُ العَينُ ولا يغفَلهُ عاقلٌ بينَ الأُمَمِ وَالشُّعُوبِ،

ومواصلةً لذاكَ الجُهْدِ العظيمِ وسيراً علَى تلْكُمُ المسيرةِ، تستمرُ الإنجازاتُ في هذَا العهدِ المباركِ لخَادمِ الحرمينِ الشّريفينِ الملكُ سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ليتواصلَ الاهتمامُ والمتابعةُ الدؤوبةُ منِهُ -أيّدَهُ اللهُ- لتذليلِ كافّةِ العقبَاتِ في سبيلِ عِمَارتِها وازدِهَارِهَا، إنَّ اليومَ الوطنيَّ لهُو «يومَ عِزٍّ وفخرٍ»، وهُوَ روايةُ مَجْدٍ نَرْوِيهَا عاماً بعدَ عامٍ، هُوَ حِكَاياتُ تاريخٍ ومآثرَ أجدَادٍ، وَقِصَصَ أزّمِنَةٍ وأماكنَ، وسِيرَ قَادَةٍ ورُمُوز.


هُوَ لَحْنٌ شَجيٌ يَتغَنَّى به شَعْبٌ صَادِقٌ وَفِيٌ، يَحْفَظُ أحْرُفَهُ الآبَاءُ، وَيَتَفَنُّنُ بِرَسْمِهِ الأبْنَاءُ، عَهْدٌ يَتَجَدَّدُ لِيُطْرَبَ العَالَمَ أجْمْعُ، يُسْمِعَهُمْ كيفَ قَامَتْ هَذِهِ الدِّيَارُ، وَكَيْفَ لِسَيفِ (الرقْبَانِ) بِيَدِ المُوّحّدِ عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أنْ وَحّدَ أطَّرَافَهَا بَعْدَ الشّتَاتِ، وَثَبّتَ أُسُسِهَا بِدُسْتُورٍ قَامَ عَلَى أعْظَمَ شَرَائِعَ الكْونِ، ثُمّ يَحْمِلُ الرَّايةَ بَعْدَهَ أبْنَاؤهُ كَخَيرِ خَلَفٍ يَقُودُ الرَّكْبَ، وَيُؤدِّي الأمَانَةَ، وَيَصْنَعُ الفَوَارِقَ حَزْماً وَعَزْماً حتَّى بَلِغَتِ المملكةُ عَلَى مَرِّ عُصْورِهَا مِنْ العِزِّ وَالتّمْكْينِ وَالسُّؤدّدِ وَالمَكَانَةِ مَا تَعْجَزُ أنْ تُجَارِيَهُ الدُّولُ قَاطِبةً.

فاليومَ نحْتَفِي بِيومِ الوطَنِ الرَّابعِ وَالتّسْعِينِ، والتّعْلِيمُ في المملكةِ -بِفضْلِ اللهِ- فِي أوْجِ تَطُورِهِ، يَرْفلُ بِدَعْمِ القِيَادَةِ الرّشِيدَةِ -أيَّدَهَا اللهُ، وَيْمْضِي قُدُماً بِوَتِيرَةٍ مُتَسَارِعَةٍ إلى حيثُ الجَوْدَةِ والإتْقَانِ وّالتّمَيُّزِ مُحْقِقاً مُنْعَطَفاتٍ تَقُدُّمٍ مّلمُوسَةٍ؛ فَارْتَقتْ بِمُؤَسَسَاتِهَا فِي التّصْنِيفَاتِ العَالميِّةِ بِمُؤشْرَاتٍ غَيرُ مَسْبُوقَةٍ.

وَعَلَى خُطَى هَذِهِ المُسِيرَةِ المُبَارَكةِ لمِنْظُومَةِ التَعْلِيمِ رَسْمَتِ جَامِعةُ الإمَام عبدالرّحْمَنِ بن فيصلِ مُسْتَهْدَفَاتِهَا الاستراتيجيَّةِ، عَازِمَةٌ عَلَى تَأكِيدِ مَوْقِعَهَا فِي مُقَدِّمةِ صُرُوحِ التَّعْلِيمِ، وَتحَقِيقِ رُؤْيَتِهَا وَرسَالَتِهَا في الرِّيَادَةِ وَالتَّميُّزِ علَى المستوًى الأكَادِيميِّ وَالبَحْثيِّ وَالمُجْتَمَعيِّ، وَالرُّقي بِمكَانَتِهَا مَحليّاً وَعالميّاً وَفَقّ أهمِّ التّصْنِيفَاتِ وَالمُؤشْرِاتِ العَالميِّةِ، اسْتشْعَاراً منها بِمَسْؤُولِيتهَا كَصَرحٍ تَعْلِيميٍّ مُلتَزِمٍ بِخْدَمَةِ المُجْتَمَعِ وَالوَطَنِ.

فهنيئاً لنَا بِقيَادتِنَا نُحَبُّهُمْ وَيُحْبُونَنَا وَنَدْعُو لَهُمْ ويدعون لَنَا، ثُمّ هَنِيئاً لَنَا بِكُمْ أبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا، عُقًولٌ مُبْدِعَةٌ، وسواعدُ فتيةٌ، وأملٌ للمُسْتَقْبَلِ، وَطُمُوحٌ يَبْلُغُ عَنَانَ السّمَاءِ فَأنْتُمْ الوَقُودُ الذِي نُرُاهْنُ عَليِهِ لِبنَاءِ المُسْتَقْبَلِ.

خِتَاماً أرفعُ أسْمَى آيَاتِ التّهْنِئَةِ وَأخْلَصِهَا إلى مَقَامِ سَيِّدِي خَادِمِ الحَرمينِ الشّريفينِ الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسُمُوِّ وليِّ عهدِهِ الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلى أمير المنطقةِ الشَّرقيِّةِ صَاحِبَ السُّمُوِّ الملكيِّ الأميرَ سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وإلى نَائبِ أميرِ المنطقةِ الشَّرقيِّةِ الأميرِ سعود بن بندر بن عبدالعزيز - حفظهم اللهُ تَعَالى - دَاعياً المولَى عزَّ وَجَلَّ أنْ يُديمَ علَى وطنِنا الغَالي، أمْنَهُ، وأمَانَهُ، وَعِزَّهُ، واسْتِقْرَارَهُ، فِي ظِلِّ حُكُومَتِنَا الرّشْيدَةِ.

رئيس جامعة الإمام

عبدالرحمن بن فيصل المكلف