في أقل من شهر واحد قضت إسرائيل على قيادات الصف الأول في حزب الله، وكانت النهاية بمقتل حسن نصرالله مع علي كركي، لتنطوي صفحة سوداء من تاريخ لبنان، الذي عانى وجواره من مليشيات الحزب منذ تأسيسه عام 1982.لكن هذه النهاية السريعة والدراماتيكية تطرح العديد من الأسئلة عن مصير حزب الله بعد حسن نصرالله، وهل تقوم له قائمة بعد مقتل الرعيل الأول والثاني في سورية ولبنان.
شكَّل نصرالله (64 عاما) حجر الأساس في بنية حزب الله بعد اغتيال إسرائيل الأمين العام السابق عباس الموسوي عام 1992، ليصعد حسن نصرالله إلى واجهة الحزب منذ تلك الفترة وحتى 27 سبتمبر، حيث انتهى بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
مقتل نصرالله يطرح تساؤلاً بشأن مصير الحزب بعد أن أصبح بلا رأس وبلا قيادات وبلا عقل مدبر، إذ ما زالت الصدمة تسيطر على أوساطه، والإجابة مرتبطة بمن يخلف نصرالله.
ورغم ما يتردد عن الأسماء المرشحة، فإن المؤشرات لا تشير إلى ملء الفراغ الذي خلفه اغتيال نصرالله في صفوف الحزب، بل إن البعض يرى أن نهاية الصف الأول لا تمكن أية شخصية قادمة من قيادة الحزب الذي بات أشبه بـ«بطة عرجاء».
نعم بطة عرجاء، فقدت القدرة على الفعل وعلى التأثير وعلى حماية الحزب نفسه، كيف يمكن للحزب اليوم أن يعيد استراتيجيته الأمنية في لبنان التي باتت مكشوفة لإسرائيل تماماً حتى أنها وصلت إلى قلب الحزب واصطادوا نصرالله!
إن أهم الخسائر التي ضربت حزب الله هي انكشاف الغطاء عن هشاشة هذا التنظيم، وضعف قدراته الأمنية، واختراقه من الداخل، ولعل إعادة بناء الثقة تعد المسألة الأكثر حضوراً في دوائر حزب الله، زد على ذلك القدرات العسكرية التي كان يروج لها ويصور أنها مخزون مرعب لإسرائيل، لكن الحقيقة باتت واضحة أن حزب الله أوهن من «بيت العنكبوت». وبعد اغتيال نصرالله بهذه الطريقة فإن حزب الله تنطبق عليه مقولة «نمر من ورق».. ولعل بهذا الاغتيال اكتشفنا أحد أكبر أوهام القوة في الشرق الأوسط.