عقب إعلان إسرائيل مقتل حسن نصر الله سارعت بعض المنصات الإسرائيلية بنشر العديد من المقاطع المصورة له وهو يتحدث عن علاقة الحزب الراسخة مع إيران، وكأن إسرائيل تريد إيصال رسالة للمنطقة والعالم أجمع مفادها أن تلك الضربة ليست موجهة لحزب الله فحسب، بل موجهة لإيران وحلفائها في المنطقة العربية، وفي واقع الأمر لا تحتاج إسرائيل أو غيرها لإثبات حقيقة هذه العلاقة، فحزب الله نفسه كان حريصاً أشد الحرص على توضيح هذه العلاقة وتكرار ذلك بمناسبة وبدون مناسبة خلال العديد من الأحداث.
قبل أشهر -وخلال حرب غزة- وعندما كان حسن نصر الله يستقبل وفداً من حماس كانت قاعة المجلس تحمل فوق حوائطها صوراً لزعماء إيران، في الوقت الذي خلت فيه القاعة من أي صور لرموز لبنان، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حيال الانتماءات الحقيقية للحزب، وعما إذا كان ولاؤه السياسي للبنان أم لغيرها، كما يثير أكثر من علامة استفهام أيضاً حيال الدور الذي يلعبه الحزب سياسياً على المستوى الإقليمي، وعما إذا كان حزب الله يحقق لأطراف خارجية أهدافها الإستراتيجية في المنطقة وليس للبنان فحسب.
دعونا نتخيل هذا الموقف في أي دولة أخرى بالعالم، كأن تغص حوائط مكتب أحد رموز الحزب الديموقراطي أو الجمهوري الأمريكي بصور لزعماء روسيا وليس الولايات المتحدة، ترى ما هو شعور المواطن الأمريكي آنذاك؟ وهل يمكن أن يقبل أي مواطن بأي دولة حرة بالعالم تتمتع بكامل السيادة على أراضيها بأن يُظهر أحد أحزابها ولاءه السياسي لدولة أخرى بمثل هذا الوضوح وكأنه غير معني بمشاعرهم، بل وغير مكترث إطلاقاً بما يعتقدونه عنه، ألن يعتبر ذلك احتلالاً غير مباشر من دولة لأخرى من خلال عملاء لها، ألا يعتبر ذلك كافياً لتوجيه التهم لهذا الحزب بالخيانة العظمى على أقل تقدير، ولا شك أن إعلان أي شخص -وليس بالضرورة حزباً سياسياً- انتماءه السياسي لأي دولة أخرى مهدداً مصالح دولته كفيل بتوجيه تهمة الخيانة العظمى له.
من المؤسف أن يكون بلبنان مثل هذه الظواهر الغريبة والتي بدون شك تعتبر سبباً رئيسياً في موجات الفوضى والاضطرابات التي يمر بها بين الفينة والأخرى، بخلاف كونها السبب الأساسي في عدم استقراره لعقود طويلة، ولعل تصريحات المسؤولين بالحزب وهم يقدمون التعازي لزعماء إيران بعد اغتيال نصر الله لها الكثير من الدلالات، منها أن الحزب سيسير على نفس الدرب وأن البديل جاهز وفق ما تحدده قوى خارجية.
من الواضح تماماً أن إسرائيل لن توقفها أية عقبات الآن عن تنفيذ مشروعها المتعلق باغتيال وتصفية جميع قيادات حزب الله واحداً تلو الآخر، فكل يوم نسمع عن حادث اغتيال لواحد أو أكثر من قيادات هذا الحزب، وهو ما يمثل ضربات موجعة ومؤلمة لإيران وحلفائها في المنطقة، وعلى الرغم من تأكيد بعض قيادات الحزب (الذين لا يزالون على قيد الحياة) بأن تصفية أي قيادي سيخلفه قيادي آخر، إلا أنه من الواضح تماماً أن لبنان والذي يعاني أصلاً من ظروف سياسية واقتصادية صعبة سيمر بظروف قاسية ستزيد من معاناة الشارع اللبناني.
لا يمكننا بأي حال من الأحوال إنكار همجية إسرائيل ودمويتها سواء خلال عمليات الاغتيال التي قامت بها في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان، ولاسيما وأن الكثير من الأرواح البريئة تزهق بلا ذنب أو جريرة ارتكبتها خلال عمليات الاغتيال هذه، إلا أن حزب الله وحتى قبل أحداث السابع من أكتوبر كان عقبة في طريق الاستقرار السياسي في لبنان، وفي الوقت الذي أبدى فيه الكثيرون بعض التفاؤل بمستقبل لبنان بعد اغتيال نصر الله، إلا أن استمرار الحزب وإصراره على السير على خطى نصر الله يعني أن الطريق لا يزال طويلاً أمام استقرار لبنان، فالحزب يمثل الشوكة التي تقض مضجع لبنان وتحول دون استقراره، كما أن له دوراً مباشراً وغير مباشر في زعزعة استقرار العديد من الدول المجاورة.
قبل أشهر -وخلال حرب غزة- وعندما كان حسن نصر الله يستقبل وفداً من حماس كانت قاعة المجلس تحمل فوق حوائطها صوراً لزعماء إيران، في الوقت الذي خلت فيه القاعة من أي صور لرموز لبنان، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حيال الانتماءات الحقيقية للحزب، وعما إذا كان ولاؤه السياسي للبنان أم لغيرها، كما يثير أكثر من علامة استفهام أيضاً حيال الدور الذي يلعبه الحزب سياسياً على المستوى الإقليمي، وعما إذا كان حزب الله يحقق لأطراف خارجية أهدافها الإستراتيجية في المنطقة وليس للبنان فحسب.
دعونا نتخيل هذا الموقف في أي دولة أخرى بالعالم، كأن تغص حوائط مكتب أحد رموز الحزب الديموقراطي أو الجمهوري الأمريكي بصور لزعماء روسيا وليس الولايات المتحدة، ترى ما هو شعور المواطن الأمريكي آنذاك؟ وهل يمكن أن يقبل أي مواطن بأي دولة حرة بالعالم تتمتع بكامل السيادة على أراضيها بأن يُظهر أحد أحزابها ولاءه السياسي لدولة أخرى بمثل هذا الوضوح وكأنه غير معني بمشاعرهم، بل وغير مكترث إطلاقاً بما يعتقدونه عنه، ألن يعتبر ذلك احتلالاً غير مباشر من دولة لأخرى من خلال عملاء لها، ألا يعتبر ذلك كافياً لتوجيه التهم لهذا الحزب بالخيانة العظمى على أقل تقدير، ولا شك أن إعلان أي شخص -وليس بالضرورة حزباً سياسياً- انتماءه السياسي لأي دولة أخرى مهدداً مصالح دولته كفيل بتوجيه تهمة الخيانة العظمى له.
من المؤسف أن يكون بلبنان مثل هذه الظواهر الغريبة والتي بدون شك تعتبر سبباً رئيسياً في موجات الفوضى والاضطرابات التي يمر بها بين الفينة والأخرى، بخلاف كونها السبب الأساسي في عدم استقراره لعقود طويلة، ولعل تصريحات المسؤولين بالحزب وهم يقدمون التعازي لزعماء إيران بعد اغتيال نصر الله لها الكثير من الدلالات، منها أن الحزب سيسير على نفس الدرب وأن البديل جاهز وفق ما تحدده قوى خارجية.
من الواضح تماماً أن إسرائيل لن توقفها أية عقبات الآن عن تنفيذ مشروعها المتعلق باغتيال وتصفية جميع قيادات حزب الله واحداً تلو الآخر، فكل يوم نسمع عن حادث اغتيال لواحد أو أكثر من قيادات هذا الحزب، وهو ما يمثل ضربات موجعة ومؤلمة لإيران وحلفائها في المنطقة، وعلى الرغم من تأكيد بعض قيادات الحزب (الذين لا يزالون على قيد الحياة) بأن تصفية أي قيادي سيخلفه قيادي آخر، إلا أنه من الواضح تماماً أن لبنان والذي يعاني أصلاً من ظروف سياسية واقتصادية صعبة سيمر بظروف قاسية ستزيد من معاناة الشارع اللبناني.
لا يمكننا بأي حال من الأحوال إنكار همجية إسرائيل ودمويتها سواء خلال عمليات الاغتيال التي قامت بها في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان، ولاسيما وأن الكثير من الأرواح البريئة تزهق بلا ذنب أو جريرة ارتكبتها خلال عمليات الاغتيال هذه، إلا أن حزب الله وحتى قبل أحداث السابع من أكتوبر كان عقبة في طريق الاستقرار السياسي في لبنان، وفي الوقت الذي أبدى فيه الكثيرون بعض التفاؤل بمستقبل لبنان بعد اغتيال نصر الله، إلا أن استمرار الحزب وإصراره على السير على خطى نصر الله يعني أن الطريق لا يزال طويلاً أمام استقرار لبنان، فالحزب يمثل الشوكة التي تقض مضجع لبنان وتحول دون استقراره، كما أن له دوراً مباشراً وغير مباشر في زعزعة استقرار العديد من الدول المجاورة.