بعد أن تقاعد عمي إبراهيم من عمله مهندساً ميكانيكياً في شركة أرامكو، لم يعطِ نفسه ولو قدراً يسيراً من الراحة، فقد جلب معه إلى القرية كثيراً من المعدات ومكائن السيارات بعضها تعمل وبعضها مستودع قطع غيارٍ صغير يعود إليه عند الحاجة. خصص العم إبراهيم فناءً كبيراً ملحقاً بداره لزراعة عدد كبير من أشجار اللوز، وبعد أن جمع محصوله الأول قام بطحنه واستخراج زيت اللوز أمام تعجّب الجميع، وهنا فقد المحصول قيمته السوقية، لكن العم في النهاية استطاع استخلاص عدد محدود من لترات الزيت الثمين لم يبعه وإنما بدأ محاولة استخدامه كوقود حيويّ لإحدى سياراته بعد أن استعان بخبرات صديقه المهندس الكيميائي حمزة، وبعد محاولات عدة، استطاع تشغيل المحرك، وتحركت السيارة عدة أمتار وهو يعرف أن الفكرة مكلفة جداً وغير عملية، لكنه مهندس عنيد ومبدع استطاع أن يحقق ما أراده أمام تندّر أهل القرية الذين باعوا محاصيلهم بأثمان عالية وأسعدوا زوجاتهم بالهدايا والملابس الجميلة. بعد عامٍ واحد عرفنا أن عمي باع بحثه عن (زيت اللوز) إلى شركة عالمية بملايين الريالات وجمع أغراضه ورحل عن القرية، بينما تحولت عجائز القرية إلى مستخلصات زيت لوز بانتظار شركة تأتي لتدفع لهن الملايين، لكن لم يأت أي مشترٍ للزيت الذي ملأ أرفف منازل القرية، بينما الجدات واجمات يعتقدن أن السر في الزيت ولا يعرفن أي شيءٍ عن بحث عمي إبراهيم الذي أمضى فيه وقتاً طويلاً ومتعباً ليصل إلى مبتغاه.