-A +A
د. عمر قصي قنبر باحث في طب النوم مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة المؤسس.
ثمة أمور تعزز مفاهيم النوم الصحي وجودته غير ما يظنه البعض أن (النوم) مرتبط فقط بالراحة.. أحد هذه المفاهيم (النوم المبكر) بمعطياته المختلفة، مثل: تهيئة الغرفة بدرجة الحرارة المطلوبة، الظلام المريح، وعدم وجود ضوضاء يعيق الدخول في النوم.

إذن؛ النوم المبكر بتلك المعطيات يحقق عدة نتائج صحية إيجابية، مثل: صحة القلب، تعزيز الوقاية من الأمراض المزمنة، الحفاظ على الوزن، زيادة التركيز، تعزيز عمل الجهاز المناعي، التخلص من التوتر والضغط النفسي، جودة النوم، وزيادة الإنتاجية، إضافة ألى نمط حياة صحي، وتنظيم الساعة البيولوجية.


تكمن أهمية النوم المبكر في هرمون (الميلاتونين) الذي تنتجه الغدة الصنوبرية في الدماغ، إذ يلعب دوراً مهماً في تنظيم دورة النوم، وفرز (الميلاتونين) ليلاً يساعد الدماغ على معرفة أن وقت النوم قد حان، ويتوقف إفراز الهرمون وقت الفجر ليساعد الجسم على الاستيقاظ.

هناك دراسة حديثة نشرت في مجلة (أبحاث الطب النفسي) البريطانية (يوليو 2024) أظهرت أن النوم المبكر يحسِّن الصحة النفسية والعقلية، إذ حلل الباحثون بيانات نوم 74000 شخص، فوجدوا أن أصحاب (نمط النوم المبكر) لديهم معدلات خطر منخفضة للإصابة بالاضطرابات العقلية والنفسية (مثل: القلق، التوتر، والاكتئاب)، أما أصحاب (النوم المتأخر) فإن الإصابة بتلك الاضطرابات النفسية عالية.

أخيراً؛ أطرح عدة نصائح لتحقيق نوم صحي: تحديد جدول منتظم للنوم والاستيقاظ (يشمل أيام الإجازات)، تجنب تناول مشروبات (الكافيين) قبل النوم بساعات لتفادي الأرق، التوقف عن استخدام التقنيات والجوال قبل النوم بنصف ساعة على أقل تقدير، تهيئة بيئة مريحة للنوم، أن تكون وجبة العشاء خفيفة بعدم تناول وجبات دسمة وثقيلة قبل النوم، كما ينصح بتخصيص نصف ساعة يومياً لأي نشاط رياضي على ألا تكون قريبة من مواعيد النوم، والأفضل ممارسة الرياضة عصراً في الأجواء المعتدلة.