ضعفت نار الارهاب لمدة شهرين حتى اعتقد المحللون ان القاعدة في زوال ولو بعد حين، لكن جذوته اشتدت فجأة في الاسبوع الثالث من سبتمبر 2008م، فانفجرت في اليمن وباكستان والعراق وافغانستان، كما اخذت اشكالا عدة تمثلت في قراصنة البحر الاحمر، واختطاف الافراد والسياح في عدد من الدول العربية والافريقية، فمن يكمن وراء الارهاب؟ ومن يقف خلف نشاطه من جديد؟
هل هو روسيا فأشعلتها في اعقاب ازمة جورجيا؟ ام هي ايران عندما قررت امريكا فرض المزيد من العقوبات عليها؟ ام الانتخابات الامريكية التي اظهرت تقدما للديموقراطيين؟
ولو توقفنا عند اعنف العمليات الارهابية لوجدنا انها العمليتان اللتان حدثتا في باكستان واليمن، الاولى وجهت لمدنيين آمنين في فندق ماريوت في اسلام اباد والثانية وجهت للسفارة الامريكية في صنعاء.
فالملاحظ ان العمليات التي تحدث في اليمن معظمها جاء مستهدفا للاجانب، واجهزة الامن اليمنية، وهذه العمليات لاتتعدى ثلاثة تنظيمات هي: تنظيم الجهاد الاسلامي في اليمن، وجيش ابين الاسلامي، وتنظيم احفاد الصحابة، فتنظيم الجهاد هو الذي اعلن مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم على السفارة الامريكية في صنعاء 17/9/2008 للميلاد، كما أعلن أنه ينتمي إلى القاعدة.
اما المصدر الامني في اليمن فقد ذكر في اعقاب اعتقال العشرات اثر الحادث ان تنظيم القاعدة اندمج مع جيش عدن ابين الاسلامي، وتنظيم احفاد الصحابة، وتنظيم الجهاد اليمني، فيما سمي تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وارض اليمن، وان هذا التكتل اصدر صحيفة باسمه عرفت باسم صدى الملاحم.
ان المحلل الاستراتيجي للحدث قد يتبادر الى ذهنه ان هذه الجماعات الثلاث ما هي الا جماعة واحدة باسماء متعددة لتشتيت اذهان الجهات الامنية، وتضليل المخابرات الامريكية التي بعثت بعدد من الخبراء والمحققين لمعاينة موقع الانفجار.
واول هذه الجماعات ظهورا كان جيش ابين الاسلامي الذي ظهر الى الوجود في منتصف عام 1997م، واصدر بيانه الاول في 29 مايو عام 1998م، تلته عدة بيانات سياسية ودينية امتدح فيها الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة الامريكية في تنزانيا وكينيا في اغسطس عام 1998م ووصفها بالعملية البطولية ووصف الذين قاموا بتنفيذها بالمجاهدين الابطال.
كما بادر هذا التنظيم الى تأييد اسامة بن لادن عقب الغارة التي شنتها الولايات المتحدة بسبعين صاروخا على مواقعه في افغانستان عام 1999م ودعا في البيان الشعب اليمني الى قتل الامريكيين وتدمير ممتلكاتهم.
وقد نسب الى عدد من اعضاء جيش عدن ابين مشاركتهم في عدد من العمليات من اهمها خطف 16 سائحا في 28 ديسمبر 1998م وتبين ان منفذ العملية كان مصريا ويحمل اسم اسامة وانه كان عضوا سابقا في جماعة الجهاد المصرية وقد قتل يومها كما ينسب الى جيش ابين تورطه في الهجوم على المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن مما ادى الى مقتل 17 بحارا.
لقد ظلت الحكومة اليمنية لسنوات عدة لاتعترف بوجود جيش ابين، لكنها حاولت في بداية عام 1999م الاتصال سرا بزعيم هذا الجيش، الملقب بأبي الحسن، حيث كان يخفي اسمه الحقيقي الذي هو زين العابدين ابو بكر المحضار.
لقد باءت محاولات الحكومة اليمنية في الاتصال بزعيم جيش ابين من خلال القبائل، واستقطابه في النظام السياسي بالفشل، فقد رفض المحضار كل العروض الامر الذي ارغم الحكومة على رصد مكافأة مالية قدرها مليون ريال يمني لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه.
اما كتائب جند اليمن وهي فرع من فروع تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن، فقد ظهر اسمها في العملية الانتحارية التي نفذها احمد سعيد المشجري، وقام بنسف معسكر الأمن العام بسيئون في حضرموت، منذ شهرين في يوم الجمعة 25/7/2008 للميلاد، وأسفرت عن مقتل جندي واصابة 11 آخرين بالاضافة الى ست نساء، لكن تنظيم الجهاد في اليمن هو الذي أعلن عن تفاصيل العملية.
لقد جاءت (عملية سيئون) متزامنة مع الاحتفال المزمع اقامته بتوقيع الموافقة على بناء الجسر الافريقي بين جيبوتي واليمن، وهو الذي تتولى رعايته الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وجندت له عدة شركات عالمية، وعينت له طارق بن لادن الاخ غير الشقيق لأسامة، وهو من أصول يمنية، ولكن الشركات اكتفت بتوقيعه في جيبوتي وحدها.
فهل كان تصعيد النشاط الارهابي في اليمن نتيجة الى رفض المشروع الامريكي، وهل سيشكل العمل الارهابي تهديدا لهذا المشروع، مما يجبر الممولين للجسر سحب تمويلهم؟ تماما كما حدث في عدن يوم رفضت حكومة صنعاء عرض شركة لوكهيد تحويل عدن الى ميناء حر؟
إن الارهاب لا يمكن ان ينشط الا اذا وجد الملاذ الآمن فالارهاب في اليمن وباكستان استطاع ان يتحالف مع بعض القبائل التي توفر له الملاذ الآمن، والدعم والامداد، أما في المملكة فإن موقف القبائل كان رافضاً للارهاب، وفي كل مرة كانت القبائل تعلن رفضها للاعمال الارهابية، وتجرم القائمين عليها.
لقد كان بعض المتشددين، واتباع الفكر الضال من بعض طلبة العلم، هم الذين يوفرون الملاذ الآمن للارهابيين في المملكة بسبب الجهل بأصول الدين، وبعدما بدأت المملكة في عملية التنوير، وتنفيذ خطة الأمن الفكري، وتعزيز الروح الوطنية لم يجد الارهابيون الملاذ الآمن في المملكة، لهذا نجد ان عملية الارهاب قد تراجعت وانهزمت.
والسؤال المطروح اليوم، لماذا اشتعلت جذوة الارهاب من جديد؟ هل لان الضغط العسكري الامريكي أخذ يشتد في افغانستان، فتحول الارهابيون يبحثون عن مناطق أخرى في اليمن، وفي القرن الافريقي؟
ان جبال اليمن تغري الارهابيين بالاستيطان فيها، فالى جانب كونها منيعة، فهي خضراء تستطيع المنظمات ان تجد فيها الى جانب الملاذ الآمن الحماية، والأمن الغذائي، لكن الخطورة تكمن في استمرار الأعمال الارهابية في اليمن، فاستمرارها كفيل بانتشار موجة الارهاب في القرن الافريقي والجزيرة العربية، وقد يفضي الى تقسيم اليمن.
ان علينا مواجهة الارهاب بخطة استراتيجية كاملة، وليس بالعمل العسكري وحده، فالجيوش التقليدية لا تستطيع ان تصمد أمام الضربات الارهابية.
هل هو روسيا فأشعلتها في اعقاب ازمة جورجيا؟ ام هي ايران عندما قررت امريكا فرض المزيد من العقوبات عليها؟ ام الانتخابات الامريكية التي اظهرت تقدما للديموقراطيين؟
ولو توقفنا عند اعنف العمليات الارهابية لوجدنا انها العمليتان اللتان حدثتا في باكستان واليمن، الاولى وجهت لمدنيين آمنين في فندق ماريوت في اسلام اباد والثانية وجهت للسفارة الامريكية في صنعاء.
فالملاحظ ان العمليات التي تحدث في اليمن معظمها جاء مستهدفا للاجانب، واجهزة الامن اليمنية، وهذه العمليات لاتتعدى ثلاثة تنظيمات هي: تنظيم الجهاد الاسلامي في اليمن، وجيش ابين الاسلامي، وتنظيم احفاد الصحابة، فتنظيم الجهاد هو الذي اعلن مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم على السفارة الامريكية في صنعاء 17/9/2008 للميلاد، كما أعلن أنه ينتمي إلى القاعدة.
اما المصدر الامني في اليمن فقد ذكر في اعقاب اعتقال العشرات اثر الحادث ان تنظيم القاعدة اندمج مع جيش عدن ابين الاسلامي، وتنظيم احفاد الصحابة، وتنظيم الجهاد اليمني، فيما سمي تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وارض اليمن، وان هذا التكتل اصدر صحيفة باسمه عرفت باسم صدى الملاحم.
ان المحلل الاستراتيجي للحدث قد يتبادر الى ذهنه ان هذه الجماعات الثلاث ما هي الا جماعة واحدة باسماء متعددة لتشتيت اذهان الجهات الامنية، وتضليل المخابرات الامريكية التي بعثت بعدد من الخبراء والمحققين لمعاينة موقع الانفجار.
واول هذه الجماعات ظهورا كان جيش ابين الاسلامي الذي ظهر الى الوجود في منتصف عام 1997م، واصدر بيانه الاول في 29 مايو عام 1998م، تلته عدة بيانات سياسية ودينية امتدح فيها الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة الامريكية في تنزانيا وكينيا في اغسطس عام 1998م ووصفها بالعملية البطولية ووصف الذين قاموا بتنفيذها بالمجاهدين الابطال.
كما بادر هذا التنظيم الى تأييد اسامة بن لادن عقب الغارة التي شنتها الولايات المتحدة بسبعين صاروخا على مواقعه في افغانستان عام 1999م ودعا في البيان الشعب اليمني الى قتل الامريكيين وتدمير ممتلكاتهم.
وقد نسب الى عدد من اعضاء جيش عدن ابين مشاركتهم في عدد من العمليات من اهمها خطف 16 سائحا في 28 ديسمبر 1998م وتبين ان منفذ العملية كان مصريا ويحمل اسم اسامة وانه كان عضوا سابقا في جماعة الجهاد المصرية وقد قتل يومها كما ينسب الى جيش ابين تورطه في الهجوم على المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن مما ادى الى مقتل 17 بحارا.
لقد ظلت الحكومة اليمنية لسنوات عدة لاتعترف بوجود جيش ابين، لكنها حاولت في بداية عام 1999م الاتصال سرا بزعيم هذا الجيش، الملقب بأبي الحسن، حيث كان يخفي اسمه الحقيقي الذي هو زين العابدين ابو بكر المحضار.
لقد باءت محاولات الحكومة اليمنية في الاتصال بزعيم جيش ابين من خلال القبائل، واستقطابه في النظام السياسي بالفشل، فقد رفض المحضار كل العروض الامر الذي ارغم الحكومة على رصد مكافأة مالية قدرها مليون ريال يمني لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه.
اما كتائب جند اليمن وهي فرع من فروع تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن، فقد ظهر اسمها في العملية الانتحارية التي نفذها احمد سعيد المشجري، وقام بنسف معسكر الأمن العام بسيئون في حضرموت، منذ شهرين في يوم الجمعة 25/7/2008 للميلاد، وأسفرت عن مقتل جندي واصابة 11 آخرين بالاضافة الى ست نساء، لكن تنظيم الجهاد في اليمن هو الذي أعلن عن تفاصيل العملية.
لقد جاءت (عملية سيئون) متزامنة مع الاحتفال المزمع اقامته بتوقيع الموافقة على بناء الجسر الافريقي بين جيبوتي واليمن، وهو الذي تتولى رعايته الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وجندت له عدة شركات عالمية، وعينت له طارق بن لادن الاخ غير الشقيق لأسامة، وهو من أصول يمنية، ولكن الشركات اكتفت بتوقيعه في جيبوتي وحدها.
فهل كان تصعيد النشاط الارهابي في اليمن نتيجة الى رفض المشروع الامريكي، وهل سيشكل العمل الارهابي تهديدا لهذا المشروع، مما يجبر الممولين للجسر سحب تمويلهم؟ تماما كما حدث في عدن يوم رفضت حكومة صنعاء عرض شركة لوكهيد تحويل عدن الى ميناء حر؟
إن الارهاب لا يمكن ان ينشط الا اذا وجد الملاذ الآمن فالارهاب في اليمن وباكستان استطاع ان يتحالف مع بعض القبائل التي توفر له الملاذ الآمن، والدعم والامداد، أما في المملكة فإن موقف القبائل كان رافضاً للارهاب، وفي كل مرة كانت القبائل تعلن رفضها للاعمال الارهابية، وتجرم القائمين عليها.
لقد كان بعض المتشددين، واتباع الفكر الضال من بعض طلبة العلم، هم الذين يوفرون الملاذ الآمن للارهابيين في المملكة بسبب الجهل بأصول الدين، وبعدما بدأت المملكة في عملية التنوير، وتنفيذ خطة الأمن الفكري، وتعزيز الروح الوطنية لم يجد الارهابيون الملاذ الآمن في المملكة، لهذا نجد ان عملية الارهاب قد تراجعت وانهزمت.
والسؤال المطروح اليوم، لماذا اشتعلت جذوة الارهاب من جديد؟ هل لان الضغط العسكري الامريكي أخذ يشتد في افغانستان، فتحول الارهابيون يبحثون عن مناطق أخرى في اليمن، وفي القرن الافريقي؟
ان جبال اليمن تغري الارهابيين بالاستيطان فيها، فالى جانب كونها منيعة، فهي خضراء تستطيع المنظمات ان تجد فيها الى جانب الملاذ الآمن الحماية، والأمن الغذائي، لكن الخطورة تكمن في استمرار الأعمال الارهابية في اليمن، فاستمرارها كفيل بانتشار موجة الارهاب في القرن الافريقي والجزيرة العربية، وقد يفضي الى تقسيم اليمن.
ان علينا مواجهة الارهاب بخطة استراتيجية كاملة، وليس بالعمل العسكري وحده، فالجيوش التقليدية لا تستطيع ان تصمد أمام الضربات الارهابية.