-A +A
عيسى الحليان
رواية خسارة العاملين في المؤسسات والشركات المالية الكبرى في الولايات المتحدة لوظائفهم والتي تمتلئ بتفاصيلها الصحافة الأمريكية لم تعد تبكي أحداً، فالصورة النمطية السائدة لرجال مصارف وشركات تأمين يعملون بأجور خيالية ساهموا في هذا الانهيار لا تزال ماثلة للعيان.
لعبة البوكر الأمريكية لم تنته فصولها بعد بالرغم من أكبر عملية تأميم عرفها التاريخ لشراء البنوك والشركات المتعثرة.

الدوائر المالية الأمريكية توشك على لملمة أوراقها بعد جلسات ماراثونية لتقرير مصير هذه الشركة أو تلك، أما مهندس الانفجار العقاري الكبير وأشد المؤيدين للابتكارات المالية (آلان جريسبان) فقد حمل أوراقه باكراً وخرج من مجلس الاحتياط الفيدرالي قبل انفجار الفقاعة.
الأزمة أعادت الى الواجهة جملة من الشعارات الأيديولوجية التي كنا نعتقد أنها ولت إلى غير رجعة بعد غروب شمس الاشتراكية وسيادة الرأسمالية والتي نظر لها «فوكوياما» في كتابه «نهاية التاريخ» ليستدرك لاحقاً ويعلن عن عودة التاريخ.
الأحزاب الاشتراكية خرجت من جحورها ملوحة بدفاترها القديمة بأن فصول اللعبة لم تنته بعد.. وأنه مازال للقصة بقية.
الخطباء أدلوا بدلوهم في هذه الأزمة.. البعض شخص الأسباب وقدم الوصفات.. والبعض الآخر قال إنه تنبأ بهذا الانهيار قبل أن يحدث!
صحيفة ليبراسيون الفرنسية أعلنت على الملأ وفي عنوان عريض: الرأسمالية تحتضر!
لكن لـ«نيتشة» رأي آخر: «ما لا يقتلني يزيدني قوّة».
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة