-A +A
واس- الرياض
طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- رؤساء تحرير الصحف بعدم الاتكالية على مراسليهم، وبمزيد من الجهد لخدمة الدين والوطن وإزالة الأفكار السيئة، التي جاء بها أعداء الشك، والخوف، والريبة. وأكد -حفظه الله- أثناء استقباله وزير الإعلام إياد مدني ومسؤولي الوزارة والعاملين في قطاعات الصحافة، ورؤساء تحرير الصحف والمجلات على أهمية الحوار كواجب انساني، للتلاقي والنصح والإرشاد في أية عقيدة ودين، قائلا: “إن الحوار لم يكن يدور عندنا أبدا، وإذا خالفتك لا يعني أنني عدوك، خالفتني أقنعني أو أنني اقنعك، وهذا الذي جعلني أدعو للحوار الذي تم في مدريد، ولم آخذ هذه الخطوة إلا بعد أن أخذت الضوء الأخضر من علمائنا، وهذه مصلحة العالم لا مصلحتنا وحدنا وهو يظهر أن الإسلام إسلام حوار، لا إسلام قوة وبطش، الإسلام حوار وهذا ولله الحمد اسلامكم”. وأضاف في حديثه للإعلاميين، أن الحوار أوصل الرسالة الإسلامية إلى الصين بعد خمسين عاما من البعثة النبوية، قبل وجود وسائل الاتصالات الحديثة قائلا: “إن ذلك واجب أبناء الإسلام، أنتم وغيركم بأن تخدموا الإسلام بالكلمة الطيبة، الكلمة الطيبة يا اخوان تأخذ الحق البين مهما كان، مهما صار الكلمة الطيبة مؤثرة”.

وقال: “إن شاء الله سأتوجه إلى أمريكا من أجل حوار اتباع الأديان الجاري حاليا، وأرجو من الله أن يوفقنا وحوار الأديان واجب على كل إنسان وإنسانة وفي نفس الوقت فإنه جاء في وقت العالم ينتقد فيه الإسلام, وأنتم أبناؤه جميعا ولابد من المحافظة عليه, ومع الأسف أن من أبنائنا من غرهم اخوان الشيطان وصار الذي صار, ففكرت ما هو الحل؟ لست أريد هذا وحدي, كلكم وكل مسلم صحيح يريد أن يبقي سمعة اسلامه نقية, فكرت انه لا يمكن أن ينقيه إلا مد يد المسلمين لاخوانهم في الأديان الاخرى, وهذا يمكن أن يردع أعداء الاسلام قليلا”.

وأضاف “يا أخوان أنا منكم وإليكم, لكن تهمني مصلحة ديني ووطني فوق كل شيء وهذه لا أساوم فيها ولا أنظر فيها ولا في الحلم, هذه ما فيها شك وهي في اعتقادي فيكم جميعا ولكنكم تختلفون في بعض الآراء, وبعضكم يريد أن يفتح له المجال, افتح له مجال ونبهه, مطالبا اللإعلاميين بوضع مصلحة الدين والوطن أمام أعينهم واتباع غريزتهم وإيمانهم واخلاصهم, الذي لا يشك فيه أحد أبداً, إلا أن الانسان يغتر بعض المرات, وعليهم تصحيح ذلك, مؤكداً أنه ليس انتقاد ولكنه تنبيه لهم”.

وقال: يا إخوان أنتم من هذا البلد وإليه، ومهما عملتم يطلب منكم المزيد لخدمة دينكم ووطنكم وهذا أهم شيء، أنتم الآن تعرفون ماذا يحصل في العالم كله، وأحب أن أقول لكم إني أعتقد أن العالم الآن في حرب خفية، حرب اقتصادية، ولا بد أن تراعوا هذا الشيء، تراعوا مصلحة الدين والوطن، لا مصلحة أشخاص، لأن الاقتصاد هو أساس كل شيء.

وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى استقباله أمس لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مبدياً سروره أيده الله باستجابتهم للدعوة ولعقد اجتماع طارئ، وقال: ولله الحمد هذه خطوة مباركة لابد أن نتحدث عنها لأن الخليج ولله الحمد ماشي، ولكنه هدف، لا تنسون يا إخوان أن بلادكم هدف لزعزعة هذه النعمة التي تفضل بها الرب عليكم ولا لأحد فيها كرم إلا للرب عز وجل، لا بد أن نقدرها ونحترمها، لا بد أن نراعيها، لا بد أن نحافظ عليها بلا تهور وبلا وطنية مزعومة وبلا ظهور غير نافع، نريد أن يضع الواحد أمام عيونه مخافة ربه وشكره ومصلحة وطنه، هذا الذي نريده، وهذه إن شاء الله كلها فيكم، كلكم رجال فيكم الخير، وهدفكم ليس فيه شك، أنا لا أشك فيه ولا أحد يشك فيه، إن الوطن، الوطن فوق كل شيء، وشعبكم لا يريد أن يبدر منكم إلا كل كلمة طيبة، نعم هناك أخطاء .. وهناك وهناك .. أمس سمعت تقريراً يورد أن مليونين من السعوديين من الممكن أن يصابوا بفشل الكلى، يعني هذا التقرير من أين جاء ؟ وهذا شيء بإرادة الله، مليونان ! ما الذي دفعك لهذا التشويه ؟ الواحد يريد أن يجعل من نفسه وطنياً يريد أن يقول للشعب كلمة أو غير ذلك، لا شعبك يعرفك ونحن نعرفك.

وفي بداية الاستقبال ألقى وزير الثقافة والإعلام كلمة أعرب فيها عن شكر الجميع لخادم الحرمين الشريفين على استقباله لهم وتطلعهم الدائم إلى مثل هذا اللقاء للاستماع إلى توجيهاته الكريمة.

وأكد أن جميع العاملين في الصحافة حريصون دائماً على أن يكونوا في خدمة هذا الدين والوطن، راجياً أن يكون الجميع عند حسن ظن الملك ومحل ثقته، وأن تكون الصحافة أداة من أدوات تكريس الوحدة الوطنية والتكافل والتضامن الاجتماعي، وكذلك عاملة ومعينة وداعية إلى كل ما فيه خير ومصلحة هذا الوطن ويتسق مع التوجيهات الكريمة.

وقال: هذا القطاع قطاع منتج ومثمر، والإخوة - إن شاء الله - يكونون دائماً على قدر المسؤولية.

بعد ذلك ألقى رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي بن عبدالله السديري كلمة أكد فيها أن علاقة خادم الحرمين الشريفين بالصحافة أو علاقة الصحافة به أيده الله ليست بالجديدة، مشيراً إلى ما كان يستمع إليه الصحفيون من الملك المفدى من الأفكار والرؤى عندما كانوا ضيوفاً عليه في مناورات الحرس الوطني منذ زمن بعيد، ثم بعد ذلك تتوالى الرحلات والمناسبات حتى تمكن -حفظه الله- من القفز بالصحافة المحلية إلى مستواها المرموق عربيا وتمكين علاقاتها أيضا خارج المملكة بشكل مرض وتطورها على مستويات عديدة، مستويات الإمكانيات ومستوى النشر وعدد العاملين في ميدانها وهو عدد ربما لا يدركه كثيرون.