-A +A
كارولين بعيني - بيروت
أكد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري أنه سيلتزم ويحترم كل ما سيصدر عن المحكمة الدولية من أحكام بخصوص اغتيال والده الراحل الرئيس رفيق الحريري. واستبعد في حوار مع "عكاظ" وهو الأول له بعد اللقاء الذي جمعه بأمين عام حزب الله حسن نصر الله أن تكون جهات أصولية هي التي تقف خلف هذا الاغتيال. وفيما يخص الانتخابات اللبنانية قال الحريري إن المصالحات التي تمت في لبنان مؤخراً، ستساعد في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفي وضع أمني مستقر. كما حدد رؤيته لكل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، وهنا تفاصيل الحوار :
كيف تقيم لقاءك بأمين عام حزب الله حسن نصرالله، وما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقة مع حزب الله؟

- اللقاء كان إيجابيا، حيث سادته المصارحة ومراجعة لكل ماحصل. كانت هناك آراء مختلفة وثوابت عند كل من الطرفين إزاء التطلعات السياسية ولكن كان هناك إجماع على أنه كلما كان هناك تحاور بين الأطراف اللبنانية، كانت الوحدة الداخلية اللبنانية متماسكة أمام أي محاولة لزعزعة الاستقرار في البلد.
نحن مقبلون على انتخابات نيابية هل هذه المصالحات التي تمت كفيلة لتمرير الاستحقاق بسلام وماذا عن تحالفات قوى 14 آذار في هذه الانتخابات؟


- لا شيء يمنع من إجراء الانتخابات في لبنان وماحصل من مصالحات سيسمح بإجرائها في أجواء أفضل بكثير، ونحن في 14 آذار سنخوض الانتخابات معاً، انطلاقا من ثوابتنا التي حققنا من خلالها الكثير من الأمور، خلال السنوات الثلاث الماضية لا أقول إننا لم نخطئ، ولكن برأيي أن صناديق الاقتراع هي التي سترد على 7 آيار وعلى كل ما حصل في السابق.
كيف تصف علاقتك برئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط..وهل انزعجت من مواقفه الأخيرة؟

- علاقتي بوليد بك ممتازة، فنحن حلفاء درب ولا شيء يفرقنا، قد تحصل أحياناً بعض الخلافات الصغيرة ولكن العلاقة بيننا متينة واستراتيجية وأخوية. أنا أعتبر أن وليد بك من الأشخاص الذين كانوا محوريين منذ لحظة اغتيال الوالد، ونحن كعائلة كنا حينها ضائعين ولكنه حمل المشعل وخاض المعركة، وخلال السنوات الثلاث والنصف الماضية تعاملنا مع بعضنا بكل صدقية وشفافية وكانت هناك علاقة مميزة بيننا وهي ستستمر لأنني أعتبره بمثابة أخ كبير لي.
أنتم مصرون على اتهام جيرانكم باغتيال الحريري وهل سترضون بنتائج تحقيقات المحكمة الدولية ؟

- هذا صحيح ، ولكنني قلت أيضاً إن المحكمة الدولية هي التي ستكون لها الكلمة الفصل بهذا الشأن وهي من سيقرر التهم والأحكام، وهناك لجنة تحقيق تقوم بعملها، نحن من المطالبين بإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا وهذا أمر يصب لمصلحتنا في لبنان، لأن هذه العلاقات يجب أن تكون ندية، وفي حال وجود أي خلاف سياسي، فيجب أن يتم حله في إطار العلاقات الدبلوماسية بين بلدين وليس من خلال علاقات مع حزب وآخر.
ولكن البعض يؤكدو أن نتائج التحقيق الدولي ستظهر وقوف جهات أصولية وراء اغتيال الحريري؟
أشك في ذلك، ولكن نحن طالبنا بالمحكمة الدولية ونتقبل نتائجها سلفاً.
عشية انعقاد طاولة الحوار هناك من يتحدث عن توسيع هذه الطاولة وتعديل جدول أعمالها، ماذا تقولون في هذا الشأن؟
- بصراحة أنا ضد توسيع طاولة الحوار ولن أقبل به وأعتقد أن هذا الأمر لا جدوى منه، واتفاق الدوحة واضح وصريح فلا داعي للف والدوران. هناك قوى سياسية موجودة ومنتخبة في مجلس النواب وبرأيي من الممكن أن تعدل طاولة الحوار فقط بعد الانتخابات إذا انبثقت عنها أمور جديدة.
ماذا عن اقتراح رئيس الجمهورية بإضافة خمسة أسماء إلى لائحة المشاركين في الحوار؟

- رئيس الجمهورية قال إن طاولة الحوار مشكلة من 14 مشاركاً، وهناك مطالبة بالتوسيع، وهو يريد أن يسأل رأي الأطراف، فإذا حصل قبول سيوافق الرئيس سليمان عليه، لكنه لن يقبل إذا لم يحصل هذا القبول.
هل يمكن الوصول إلى رؤية موحدة بين الأطراف اللبنانية حول الاستراتيجية الدفاعية أم أن هذا الحوار هو لتقطيع الوقت؟

- أنا أعتقد أن الحوار حول سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية يجب أن يتم على نار هادئة ولا يجب أن يحصل في الإعلام أو في أجواء متشنجة وهذا يتطلب وقتاً ولا يمكن أن يحل هذا الموضوع الكبير بجلسة أو اثنتين من الحوار.
هل لا زلت متفائلاً بمستقبل لبنان؟

أكيد، أنا متفائل. أؤمن بشعب لبنان ومتفائل به وهذا الشعب الذي كان ينهض من محنته في أحلك الأوضاع ولم يرضخ لأي صعوبات تعرض لها في السنوات الثلاثه والنصف الأخيرة، رغم كل ما حصل من مصائب كبيرة، لكن الاستقرار عاد إلى هذا البلد إثر اتفاق الدوحة، ونهض لبنان ودارت عجلة الاقتصاد فيه، ووزارة المالية والبنك المركزي يقولان إن نسبة النمو الاقتصادي، قد تبلغ 5 أو 6%. والحمد لله أنه رغم الأزمة الاقتصادية التي أصابت العالم، لم يتأثر لبنان بها بفضل إجراءات اتخذها حاكم مصرف لبنان في السابق لحماية المصارف اللبنانية من هذه المخاطر.
كيف ترون علاقة لبنان بالمملكة؟
- لا شك أن المملكة تقف دائماً إلى جانب الشعب اللبناني عبر حكومته ودولته والمؤسسات الدستورية الشرعية، وبعد الحرب الأهلية، وفي مرحلة إعادة الإعمار ساهمت في دعم الليرة بواسطة المصرف المركزي، وبعد عدوان تموز، ساهمت في إعادة الإعمار مجددا، وفي مشاريع الإغاثة المتواصلة، إضافة إلى مكرمة خادم الحرمين الشريفين إلى جميع تلاميذ لبنان وفي جميع المناطق بلا استثناء. ومن الطبيعي لكل من لا يريد للبنان أن يكون له دولة قوية ومؤسسات شرعية وشعب صامد ألا يروقه هذا الأمر، وبالتالي يحاول التعرض للمملكة وشعبها بما لا يمت بأي صلة للمشاعر الحقيقية التي يكنها لهم شعب لبنان وحكومته ورئيسه.