من أروع لحظات التأمل هي تلك التي ننظر فيها إلى الأعلى... إلى أعلى النقاط في السماء وخصوصا في الليالي الخالية من السحب والغبار والتلوث..
ولكن سماء كوكبنا تحتوى على بعض الغرائب التي تعكس قدرات البشر العجيبة على التلوث... خلال الخمسين سنة الماضية تم إطلاق أكثر من 4600 رحلة فضائية باستخدام صواريخ حملت أكثر من ستة آلاف قمر صناعي، ومركبات فضائية، ورواد ورائدات فضاء،وقرود، وفئران، ودود، ونباتات، وبكتيريا... واليوم يقدر عدد المركبات العاملة منها في الفضاء بحوالى ثمانمائة فقط... وأما الباقي فمعظمه هو عبارة عن «خردة» سابحة في الفضاء تدور حول الأرض... وترصد وكالات الفضاء أوضاع تلك القمائم الفضائية التي يفوق حجمها حجم «الفولة» وأعدادها تفوق العشرة آلاف... وأما ما هو أصغر من ذلك فيقدر عدده بحوالى أربعمائة ألف قطعة... وبعضها غير قابلة للوصف على صفحات صحيفتك المفضلة وسأتركها لمخيلتك... تأمل في قدرة الإنسان على استخدام كل مكان وأي مكان كمزبلة... حتى الفضاء الخارجي... وعندما نهبط إلى الأرض نجد أيضا غرائب القمائم في الكمية، والنوعية، والسلوكيات... القمائم هي إحدى المقاييس الدقيقة لثقافة وحضارة البشر في كل مكان وزمان... ولكن هناك نوع خاص من الزبالة يستحق وقفة تأمل حضارية وهو المبعثرات... ويرمز هذا المصطلح إلى النفايات الشخصية في الأماكن العامة... رمي المخلفات الشخصية مثل أعقاب السجائر، والأوراق، وفضلات الأكل على الطرقات و في الحدائق، و في الساحات والمطارات والمحطات وداخل وخارج المباني... وأوضاع المبعثرات غير مقبولة حول العالم فهناك كميات هائلة من هذا النوع من القمائم حول العالم يوميا... كميات تفوق إجمالي وزن جميع سكان بريطانيا... ولكن هناك ما هو أهم من كل هذا وهو وضع المبعثرات في بلدنا... فضلا تخيل لو أكل كل منا تمرة واحدة اليوم ورمى النواة في الشارع... تمرة سكرية واحدة لكل فرد فوق الخمس سنوات... ستتراكم على شوارعنا كميات تفوق وزن طائرة بوينج 400_747 جامبو بكامل حمولتها... يوميا... تخيل ردة الفعل... سيقع اللوم على البلديات لأنها لم توفر برامج التوعية الكافية لعدم الرمي... والأماكن المخصصة للنواة بالتحديد... وماذا عن دور المجالس البلدية في الموضوع؟ وهل يستحق الموضع استقالة بعض أعضاء المجلس البلدي؟ ولكن الموضوع أبسط من ذلك بكثير فماذا عن قيمنا؟ والغيرة على وطننا؟ وعلى مدننا؟ وبمناسبة الحديث عن الغيرة الوطنية في مجال نظافة مدننا فقد قام أحد طلبتي المتميزين وهو م.محمد إبراهيم العسيري بدراسة مستفيضة عن المبعثرات في جدة كمشروع تخرجه من جامعة الملك عبدالعزيز قبل ثلاث سنوات... زار مسقط، والبحرين، ودبي، وكوالالومبور ليقارن أوضاع المبعثرات عندهم بوضعنا... وأجرى دراسات علمية شاملة الدراسات الميدانية في تلك المدن و في جدة جمع خلالها أكثر من ألف وستمائة استبيان عن دوافع السكان لإلقاء المخلفات الشخصية في الحدائق والمطارات والشوارع والميادين... ووجد أن تلك المدن تفوقت على جدة في نظافتها... ولكن المفاجأة الكبرى كانت أن الاستبيان أوضح أن سكان جدة هم الأكثر غيرة على نظافة مدينتهم بين المدن المذكورة أعلاه... وأثارت هذه النتيجة الشكوك فأعاد جزءاً من دراسته في جدة... ولكن الدراسة أظهرت أن مستوى الغيرة عندنا هو فعلا الأعلى بين المدن المذكورة بالرغم من وضع المبعثرات المحزن في مدينتنا... عجيب... وبالرغم من عقد ورشة عمل متخصصة لمحاولة مناقشة التحديات والفرص في مجال المبعثرات لا يزال وضع مدينتنا غير مقبول لأي من يغار عليها.
* أمنيـــتان :
تميزت جدة منذ القدم بفتح ذراعيها مرحبة بالجميع وهذا قلبها وقالبها.
ومن غير الجائز أن ترمى بشوارعها وساحاتها وحتى بيوتها كل هذه القاذورات...
لذلك أتمنى أن نسرع بالعمل الجاد في برامج الحد من الإساءة إلى مدينتنا، ويتطلب هذا المشاركة في الحرص على المكتسبات الحضارية لهذه الأرض... ولا تستغربوا البدء في برامج غرامات للمخالفين قريبا بعد حملة توعية شاملة بمشيئة الله... وأتمنى أيضا أن نفعّل غيرتنا على مدينتنا على مستوى المسؤول والساكن والزائر
والله من وراء القصد.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة
ولكن سماء كوكبنا تحتوى على بعض الغرائب التي تعكس قدرات البشر العجيبة على التلوث... خلال الخمسين سنة الماضية تم إطلاق أكثر من 4600 رحلة فضائية باستخدام صواريخ حملت أكثر من ستة آلاف قمر صناعي، ومركبات فضائية، ورواد ورائدات فضاء،وقرود، وفئران، ودود، ونباتات، وبكتيريا... واليوم يقدر عدد المركبات العاملة منها في الفضاء بحوالى ثمانمائة فقط... وأما الباقي فمعظمه هو عبارة عن «خردة» سابحة في الفضاء تدور حول الأرض... وترصد وكالات الفضاء أوضاع تلك القمائم الفضائية التي يفوق حجمها حجم «الفولة» وأعدادها تفوق العشرة آلاف... وأما ما هو أصغر من ذلك فيقدر عدده بحوالى أربعمائة ألف قطعة... وبعضها غير قابلة للوصف على صفحات صحيفتك المفضلة وسأتركها لمخيلتك... تأمل في قدرة الإنسان على استخدام كل مكان وأي مكان كمزبلة... حتى الفضاء الخارجي... وعندما نهبط إلى الأرض نجد أيضا غرائب القمائم في الكمية، والنوعية، والسلوكيات... القمائم هي إحدى المقاييس الدقيقة لثقافة وحضارة البشر في كل مكان وزمان... ولكن هناك نوع خاص من الزبالة يستحق وقفة تأمل حضارية وهو المبعثرات... ويرمز هذا المصطلح إلى النفايات الشخصية في الأماكن العامة... رمي المخلفات الشخصية مثل أعقاب السجائر، والأوراق، وفضلات الأكل على الطرقات و في الحدائق، و في الساحات والمطارات والمحطات وداخل وخارج المباني... وأوضاع المبعثرات غير مقبولة حول العالم فهناك كميات هائلة من هذا النوع من القمائم حول العالم يوميا... كميات تفوق إجمالي وزن جميع سكان بريطانيا... ولكن هناك ما هو أهم من كل هذا وهو وضع المبعثرات في بلدنا... فضلا تخيل لو أكل كل منا تمرة واحدة اليوم ورمى النواة في الشارع... تمرة سكرية واحدة لكل فرد فوق الخمس سنوات... ستتراكم على شوارعنا كميات تفوق وزن طائرة بوينج 400_747 جامبو بكامل حمولتها... يوميا... تخيل ردة الفعل... سيقع اللوم على البلديات لأنها لم توفر برامج التوعية الكافية لعدم الرمي... والأماكن المخصصة للنواة بالتحديد... وماذا عن دور المجالس البلدية في الموضوع؟ وهل يستحق الموضع استقالة بعض أعضاء المجلس البلدي؟ ولكن الموضوع أبسط من ذلك بكثير فماذا عن قيمنا؟ والغيرة على وطننا؟ وعلى مدننا؟ وبمناسبة الحديث عن الغيرة الوطنية في مجال نظافة مدننا فقد قام أحد طلبتي المتميزين وهو م.محمد إبراهيم العسيري بدراسة مستفيضة عن المبعثرات في جدة كمشروع تخرجه من جامعة الملك عبدالعزيز قبل ثلاث سنوات... زار مسقط، والبحرين، ودبي، وكوالالومبور ليقارن أوضاع المبعثرات عندهم بوضعنا... وأجرى دراسات علمية شاملة الدراسات الميدانية في تلك المدن و في جدة جمع خلالها أكثر من ألف وستمائة استبيان عن دوافع السكان لإلقاء المخلفات الشخصية في الحدائق والمطارات والشوارع والميادين... ووجد أن تلك المدن تفوقت على جدة في نظافتها... ولكن المفاجأة الكبرى كانت أن الاستبيان أوضح أن سكان جدة هم الأكثر غيرة على نظافة مدينتهم بين المدن المذكورة أعلاه... وأثارت هذه النتيجة الشكوك فأعاد جزءاً من دراسته في جدة... ولكن الدراسة أظهرت أن مستوى الغيرة عندنا هو فعلا الأعلى بين المدن المذكورة بالرغم من وضع المبعثرات المحزن في مدينتنا... عجيب... وبالرغم من عقد ورشة عمل متخصصة لمحاولة مناقشة التحديات والفرص في مجال المبعثرات لا يزال وضع مدينتنا غير مقبول لأي من يغار عليها.
* أمنيـــتان :
تميزت جدة منذ القدم بفتح ذراعيها مرحبة بالجميع وهذا قلبها وقالبها.
ومن غير الجائز أن ترمى بشوارعها وساحاتها وحتى بيوتها كل هذه القاذورات...
لذلك أتمنى أن نسرع بالعمل الجاد في برامج الحد من الإساءة إلى مدينتنا، ويتطلب هذا المشاركة في الحرص على المكتسبات الحضارية لهذه الأرض... ولا تستغربوا البدء في برامج غرامات للمخالفين قريبا بعد حملة توعية شاملة بمشيئة الله... وأتمنى أيضا أن نفعّل غيرتنا على مدينتنا على مستوى المسؤول والساكن والزائر
والله من وراء القصد.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة