-A +A
إبراهيم عبدالله مفتاح
لا أدري.. هل بعضنا مصاب بسوء سلوك حضاري أو بعدم إدراك لمعنى كلمة (وطن) أم أن هذا البعض يدرك كل ذلك ولكن يغلب على إحساسهم ومشاعرهم حب المصلحة الشخصية ولو كان ذلك على حساب صورة الوطن ومضاعفة معاناة الآخرين وما ينتج عن ذلك من ملحقات سيئة.
وعندما تأتي هذه الصور السيئة واللامبالاة من أناس عاديين أو غير قادرين على أداء ما يجب أن يؤدوه تجاه وطنهم وأمتهم، قد يلتمس لهم العذر فيما يحصل من تقصير ولكن عندما يأتي هذا الفعل – المرفوض وطنيا واجتماعيا – من شركات أو مؤسسات لديها من الإمكانات المادية والخبراتية وما يتعلق بالوعي المجتمعي والسلوك الحضاري ما يكفي فذلك ما يجب أن يحاسب عليه أمثال هؤلاء.
نماذج خدماتية حياتية كثيرة وكمثال على ذلك ما أشارت إليه إحدى كاتباتنا في زاويتها الأسبوعية (صوتها) في عدد جريدة الوطن الصادر يوم السبت 10/11/1429هـ من بدائية ورداءة وسوء خدمات تقوم على أدائها شركة تعتبر الناقل الوحيد المعتمد للنقل الجماعي الداخلي في المملكة للسفر عن طريق البر خاصة إلى المناطق التي لا تتوفر فيها مطارات او التي يخشى – مستقبلا – أن تضيف الخطوط السعودية نسبة مئوية إلى أسعار تذاكرها السياحية كما حصل بالأمس القريب لتذاكر ركاب الدرجة الأولى ودرجة الأفق.
لقد جسدت الكاتبة انطباعاتها عن شركة النقل ابتداء من دخولها موقع هذا النقل في منطقة ( الكورنيش) بجدة وصالته الضيقة التي تئن فيها الكراسي القديمة من سوء حالها كما نصحت المسافرين على حافلات الشركة بأن يصطحبوا معهم أدوات تنظيف للاستعانة بها في مسح أماكن جلوسهم مما تراكم عليها من غبار وأتربة وأشياء أخرى، وتساءلت إذا كان هذا هو الحال في جدة إحدى واجهات المملكة، فكيف يكون الحال في المحطات الثانوية؟
إنني اعتقد بل أجزم بأن الكاتبة لم ينطق قلمها بلسانها وحدها بل بلسان كل الذين تحكم عليهم ظروفهم بالسفر على الحافلات.
أسئلتي التي أطرحها على مسؤولي هذه الشركة : ألم يحدث لأحدهم أن سافر على خطوط نقل جماعي مماثلة في بلدان أخرى؟ وهل هذه الصورة تتناسب مع صورة هذا الوطن الذي تفد إليه شرائح مختلفة من أمم الأرض؟!.

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة