-A +A
محمد العسيري - أبها
تتجه الأنظار هذا المساء إلى الجولة الحادية عشرة والأخيرة من الدور الأول لدوري المحترفين، التي ستشهد أربع مباريات، لعل أبرزها تلك التي ستجمع الاتحاد المتصدر مع وصيفه الهلال على ستاد الأمير عبد الله الفيصل في جدة.
«الاتحاد × الهلال» المواجهة الأهم والأقوى تترقبها الجماهير السعودية على مختلف ميولها، بعد أن حشد الاتحاد والهلال أسلحتهما من أجل تحقيق النتيجة التي تصب في مصلحة كل طرف، خاصة أن فارق النقاط الثلاث بين الفريقين، سيزيد من اشتعال المواجهة. ويدخل الاتحاد المتصدر اللقاء بـ(29) نقطة، وهو أجرى بروفة سهلة أمام أبها في لقائهما المقدم من الجولة السابعة عشرة وكسبه بسهولة، بعدما أراح العديد من لاعبيه، ويسعى من خلال هذا اللقاء إلى أكثر من هدف، فهو أولا يريد أن يبقى في الصدارة التي تمسك بها منذ الجولة الأولى، ثم توسيع الفارق بينه وبين الهلال، وثالثا رد اعتباره أمام ضيفه عقب خسارته أمامه في نهاية دوري الموسم المنصرم، وكذلك الإبقاء على سجله خاليا من الخسائر، لذا فإنه من المتوقع أن يرمي بكل أسلحته الهجومية التي يمتلكها، مع العلم أن الاتحاد لا يعرف اليأس ويملك أسماء مرعبة وقوية لها دور في صنع الفارق في أي لحظة من لحظات اللقاء، ولديه هدافون من الطراز الجيد، يستطيعون الاستفادة من كل الكرات التي يجدونها أمام مرمى الفريق المقابل.

كما أن الاتحاد فريق جيد ومنظم ويؤدي بشكل جماعي، ولديه البدلاء الجيدون الذين يؤثرون في حالة مشاركتهم. المدرب كالديرون منح الفرصة خلال هذا الموسم لأكثر من لاعب شاب، وهو يعتمد على اللعب بأسلوب 4/4/2 وبشكل جماعي، ويمتاز كذلك بالقوتين الهجومية والدفاعية، ولديه مفاتيح لعب متميزة، ويملك لاعبوه الخبرة الكافية، التي تجعله قادرا على حسم الأمور لصالحه بشكل سهل.
لكن الخصم مختلف هذا المساء، وهذا ما يدركه الاتحاديون جيدا، ويحسبون له ألف حساب، ويظهر جليا اعتماد الفريق الاتحادي على الأطراف وتحركات ظهيري الجنب، مع صانع اللعب الرائع محمد نور، والشاب المبهر سلطان النمري، والاستفادة من قوة الهجوم المتمثل في متعب وهزازي أو بوشروان، مع التغطية الجيدة من قبل الخطوط الخلفية، ولكن الخلل الذي يؤرق مضجع كالديرون هو الفراغ الحاصل بين متوسطي الدفاع من جهة، ولاعبي المحور من جهة أخرى، والتي يستفيد منها الفريق المقابل.
في الجهة المقابلة نجد أن الهلال يخوض اللقاء، وهو الوصيف حتى الآن بـ(26) نقطة، بعد أن تمكن من تجاوز الحزم في اللقاء المقدم من الجولة السابعة عشرة، ويريد أن يصطاد أكثر من عصفور بحجر واحد، فإلحاق الخسارة الأولى بالاتحاد هو المطلب، ومن ثم خطف الصدارة في المنعطف الأهم، وإعلان نفسه متصدرا للدور الأول.
والفريق الهلالي قدم مستويات راقية وملفتة للأنظار في الجولات الأخيرة، عقب عودة محترفه الليبي طارق التائب، كما عاد كوزمين لاتباع أسلوبه السابق 4/5/1 بالاعتماد على مهاجم وحيد، يقف خلفه ثلاثة لاعبين في الوسط الهجومي، وهذا الأسلوب يجيد تنفيذه لاعبو الهلال بشكل ممتاز. ويملك الزعيم في صفوفه العديد من اللاعبين القادرين على فعل ما يريده الجمهور الأزرق، من إمتاع وتحقيق نتائج إيجابية، ومن الملفت للنظر بأن الفريق لم يتأثر بغياب لاعبيه المؤثرين في أي فترة من فترات الدوري، ويملك مفاتيح لعب كثيرة، كالتائب والشلهوب وفيلهيلمسون، بالإضافة إلى الحضور الجيد لمحمد العنبر وأحمد الصويلح، في ظل غياب ياسر القحطاني.
الخطوط الهلالية متماسكة، وهو يملك أقوى خط دفاع في الدوري حتى الآن، ويدرك أنه يواجه أقوى خط هجوم في لقاء اليوم، ولدى الفريق الأزرق ساترا دفاعيا جيدا من منتصف الملعب، يشكله الثنائي الغنام وعزيز، ويتفرغ ثلاثي الوسط المهاجم، لصناعة اللعب والمساندة الهجومية، ولدى الهلال من البدلاء من لديه القدرة على تعويض أي غياب. عموما المباراة ستكون مثيرة أيضا، لكون حسم اللقب في الدوري السعودي، يتم عن طريق نتيجة اللقاءات المباشرة بين الفريقين المتساويين في النقاط، كما حصل في الموسم الماضي، حين فاز الهلال باللقب، رغم تساويه مع الاتحاد بالنقاط.
«الشباب × أبها»
وعلى ستاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض، يلتقي الشباب مع أبها في لقاء تميل الكفة فيه لصالح المضيف الذي يعد أفضل حالا من ضيفه، ولكن كل من الفريقين يريد أن يحقق نتيجة ايجابية يختم بها القسم الأول من الدوري. فالشباب يحضر اللقاء وهو الذي تعافى من جراحه نسبيا بعد أن استطاع أن يقفز للمركز الثالث بـ(19) نقطة ورد اعتباره أمام الرائد وكسبه في اللقاء المقدم من الجولة السابعة عشرة. وهو يريد أن يواصل حضوره ويؤكد بأنه فاق من غفوته التي أصابته خلال الجولتين التاسعة والعاشرة، ومن ثم الاقتراب من فريقي القمة. ويدرك الشبابيون أن الوقت ما زال مبكرا، ولكنهم يخشون الوقوع في تعثر جديد، قد يؤثر سلبا على الأداء، بالرغم من أنه يتفوق على ضيفه فنيا وفرديا.
أما أبها الثاني عشر والأخير بـ(4) نقاط والمثخن بالجراح، فهو يعاني كثيرا على جميع الأصعدة وموقفه صعب ويدرك بأنه يواجه فريقا صعبا، ولكنه يأمل في أن يبتسم له الحظ وأن يحقق نتيجة جيدة تساعده في لملمة الجروح والبدء من جديد ونسيان الخسائر المتتالية التي كان آخرها أمام الاتحاد في اللقاء المقدم من الجولة السابعة عشرة.
«الرائد× الاتفاق»
وعلى ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبدالعزيز الرياضية ببريدة يلتقي الرائد مع الاتفاق في مواجهة لملمة الجراح ومحاولة معاودة الانتصارات ونسيان ما حدث في الجولة الماضية. فالرائد غاب كثيرا عن المنافسة ثم عاد ليصطدم بالشباب الذي جعله يعود مجددا للخسائر السابقة وجعل رصيده يتجمد عند (9) نقاط في المركز التاسع ويريد أن يعود للانتصارات من جديد وأن يمسح الصورة التي ظهر بها في لقاء الشباب وأن يستعيد أنفاسه ويحاول أن يحقق نتيجة تساعده على أخذ خطوة إلى الأمام.
الاتفاق من جهته واصل التفريط وخرج بتعادل جديد مع نجران ويبدأ لقاء الليلة وهو في المركز الخامس بـ(14) نقطة حتى نهاية الجولة السابقة ويريد أن يوقف نزيف النقاط الذي استمر معه لأربع جولات متتالية وأن يستعيد نغمة الانتصارات. ويقدم الاتفاق مستويات فنية جيدة، ولكنه يفرط في النقاط بشكل ملفت.
«الوطني× الوحدة»
وعلى ملعب مدينة الملك خالد الرياضية بتبوك يستضيف الوطني فريق الوحدة في لقاء لا يقل أهمية عن سابقه حيث يبحث كل فريق عن غسل أحزانه وعن تحسين وضعه وموقفه. فالوطني يبدأ اللقاء وهو في موقف صعب في مركزه الحادي عشر بـ(5) نقاط بعد أن عاد لدوامة الخسائر بخسارته في الجولة العاشرة من الأهلي ويريد أن يسترد أنفاسه وأن يحقق فوزه الثاني في الدوري وأن يحسن من وضعه لأن خسارته تعني تأزم الموقف أكثر وأكثر.
الوطني أحضر مدربا جديدا هو البرازيلي فيريرا ويأمل في أن يحتفي بقدومه بفوز مهم بالرغم من أن الند المقابل ليس بالسهل، ولكن الوطني قادر على تجاوز أي فريق قادم لتبوك، إذا ما تعامل مهاجموه مع الهجمات التي يحصل عليها الفريق بشكل جيد واستطاع فيريرا أن يسد الخلل الواضح في الخطوط الدفاعية.
أما الوحدة فإنه الحزين محليا وخارجيا، فبعد تراجعه للمركز السابع بـ(12) نقطة وغيابه عن الجولة الماضية صدم بالخروج العربي وعدم تأهله على يد اتحاد الجزائر، لذلك يسعى للخروج من تبعات ذلك الاخفاق المر والعودة للمنافسة المحلية وبشكل جيد ويريد أن يحقق نتيجة تدفع به نحو منطقة جيدة ومركز أفضل من مركزه الحالي ويملك الفريق الوحداوي من الأسلحة الهجومية الكم الهائل حتى أن لديه لاعبين من الخطوط الخلفية يستطيعون أن يسجلوا ويرجحوا كفة فريقهم.