أكد القادة الأمنيون في الحلقة الثالثة لمنتدى “ عكاظ “ الإعلامي في المشاعر المقدسة أن القوات المشاركة في موسم الحج تعمل ضمن منظومة واحدة لتسهيل انسيابية حركة ضيوف الرحمن، ومنع أية تجاوزات تعكر صفو الحج مشيرين إلى أن قوات الطوارئ جاهزة بإمكانياتها البشرية والآلية والفنية لاتخاذ أية إجراءات تضمن سلامة وأمن الحجيج.
وفيما يلي مادار في الحلقة :
الممارسات السلبية
* لاشك في أن الممارسات السلبية مثل الافتراش والتسول والبيع بطريقة غير نظامية مرفوضة، فما هي العقوبات التي تطبق بحق المخالفين لتعليمات الحج؟
** اللواء التركي : العقوبات تختص بها جهات مثل وزارة التجارة وأمانة العاصمة المقدسة ودورنا هو منع مثل هذه الممارسات التي من الممكن أن تؤثر على خدمات الحج، وكنا نلاحظ في فترات سابقة أن ساحات الجمرات تكون ممتلئة بالبسطات، والآن أصبحت من أنظف الساحات في المشاعر ، وأصبح الافتراش ممنوعا في منى . ونحن نعمل منذ فجر العاشر من شهر ذي الحجة على منع الحجاج من دخول منى بالأمتعة وهو العامل المحفز لعودتهم بعد رمي الجمرات إلى حيث تركوا أمتعتهم بدلا من البحث عنها في مواقع قريبة من الجمرات . وتشارك الكثير من الجهات في تنظيم دخول سيارات الخدمات للمشاعر ، ونحقق من خلال هذا التنظيم سيطرة على الممارسات السلبية ، ومن خلال منع دخول السيارات إلى المشاعر إلا السيارات المكلفة بتوفير خدمة معينة للحجاج لكن هذا لا يعني أن لا تتم بعض التجاوزات في ظل تركيز رجال الأمن خلال ساعات الذورة على المواقع الأهم واللحظات الأكثر صعوبة .
قوة شاملة
*ما هي مهام قوات الطوارئ الخاصة في الحج في إدارة الحشود البشرية؟
** اللواء التركي : هذه القوة من المفترض أن نسميها القوة الشاملة فهي تتميز بقدرات هائلة وتمارس مهامها في مكة والمشاعر المقدسة بشكل مستمر ورجل قوة الطوارئ يتنقل مع الخطة من مكان إلى آخر وبشكل مستمر، وممكن أن يكلف بمهمة أو مهمتين ويؤديها بكفاءة واقتدار .
** العميد الشهراني : مهام قوات الطوارئ الخاصة تتمثل في حفظ النظام العام في جميع مناطق المملكة سواء في الحج أو في العمرة ، ففي موسم الحج تبدأ مهام القوة منذ وصول الحجاج عبر مختلف المنافذ البرية والجوية و البحرية وتتابع سير دخولهم حتى جبل الرحمة مرورا بالمدينة ومكة والمشاعر والمقدسة ثم العكس حتى لحظة مغادرتهم . والهدف الأساسي للقوة في الحج هو أمن وسلامة الحجيج، وهي تعمل كمنظومة واحدة ضمن إدارات الأمن العام والخطط الأمنية التي توكل إليها، وهي جاهزة بجميع إمكانياتها المتاحة سواء كانت بشرية أو آلية أو فنية لاتخاذ أية إجراءات تضمن سلامة الحجيج، ومنع ما يعكر الصفو العام .
عمل إنساني
* هل هناك تغيرات في القوة على جسر الجمرات أو زيادتها أو توزيعها؟
العميد الشهراني : عمل قوات الطوارئ هو عمل إنساني قبل أن يكو ن وظيفياً أو أمنياً وتتعامل مع الحدث على ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الحدث وهي المرحلة الوقائية ومن خلال التنبؤات والمؤشرات ومن خلال ما يرفع من تقارير إلى مركز القيادة والسيطرة، فيما يتعلق بكثافة الحشود في أي جزء من مناطق المشاعر المقدسة ومن خلال المتابعة الجوية أيضا في أي مسار، وعند وجود كثافة في جزء معين يكون هناك تنسيق بين قوة تنظيم المشاه في أي مشعر. و المرحلة الثانية: هي مرحلة وقوع الحدث حيث يتم التعامل معه في حينه، وهناك مجموعات منتشرة في جميع المواقع. والمرحلة الثالثة هي: بعد الحدث وتتعامل القوة باحترافية بالغة لإعادة الأمور إلى نصابها بالنسبة فيما يخص خطط قوة الطوارئ الخاصة تعتمد على سياسة التحويل والتعديل.
الخطة الأمنية
* تحدثتم عن مهامكم كقوة طوارئ لكن ماذا بخصوص جسر الجمرات ماهي أبرز النقاط التي سيتم التركيز عليها؟
** العميد الشهراني : فيما يتعلق بالخطة التي سوف نسير عليها في حج هذا العام فقد تم فيها العديد من التحديثات والتجديدات عطفا على تطور خطط الحج، ومنطقة الجمرات أصبح يطلق عليها مسمى منشأة أو شبه مدينة لتعدد الأدوار والجسور والمداخل والأبراج والمخارج بدلا من مسمى جسر الجمرات، وهو مشروع كبير وفريد من نوعه من حيث التصميم والإنشاء، ويطلق عليه مشروع الزمن وهذا المشروع يعتبر نقله تنموية وحضارية وتطويرية لمنطقة الجمرات.
وكذلك ما حظيت به مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة من مشاريع عملاقة تعتبر هدية من حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار ، ونحن في هذا العام نقول باسم جهاز الأمن العام عامة وقوات الطوارئ الخاصة مرحباً بضيوف بيت الله، ونتمنى لهم إقامة سعيدة وحجا مقبولا وسعيا مشكوراً وذنباً مغفوراً إن شاء الله، حيث إن خدمتهم مهمة إنسانية قبل أن تكون وظيفة أمنية.
وقوات الطوارئ الخاصة أكملت استعداداتها وفق إمكانياتها المتاحة لها في التدريب والاستعداد النفسي ورفع المعدل اللياقي للجميع، وجاهزة لتنفيذ ما يؤكل لها من أعمال في مهمة أمن الحج وهي تتابع تحركات وتنقلات حجاج بيت الله الحرام بداء من المدينة المنورة ثم مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حرصاً منها على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
ونحن سنوياً نقوم بإعداد خطط أمنية مرنة قابلة للتعديل والتحويل في أي مكان وزمان، وتم شرح تلك الخطط للقوات المشاركة في مواقعها الأساسية قبل الذهاب إلى الحج، وكذلك تم إجراء فرضيات للتأكد من فهم جميع المشاركين من القوات ما هو مطلوب منهم في تنفيذ واجباتهم ومسؤولياتهم ضباطا وأفرادا على ضوء الخطط الأمنية المعدة لهم كل في منطقة عمله أو مربعه.
وخطة تشغيل منطقة الجمرات تتصف بأساسيات منها تحديد المسارات في الطرق المؤدية إلى رمي الجمرات حيث لم تعد مثلها في السابق، وإنما أصبحت الجمرات عبارة عن طوابق متعددة الأدوار ويجب على الحاج أن يرسم طريقه من لحظة انطلاقه من موقع سكنه أو مخيمه إلى الدور الذي يرغب الرمي من خلاله. وخصص البدروم لضيوف الدولة والوفود الرسمية وكبار الشخصيات وأصحاب الكراسي المتحركة وذوي الاحتياجات الخاصة وبإمكانهم الرمي بكل يسر وسهولة عبر الأنفاق الأرضية من خلال نفق الجوهرة، وسوق العرب شمال الجمرات، ونفق الملك فيصل عبر شارع الملك فيصل جنوب الجمرات، ونطلب من ذوي الكراسي المتحركة أن يتجنبوا وسط الطريق، وأن يسلكوا جانبي الطريق حتى يحظوا بخدمات أمنية أو وقائية تساعدهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. وخصص الدور الأرضي للقادمين عبر طريق الجوهرة وسوق العرب، وكذلك الشارع الجديد ، والدور الأول في رمي الجمرات للقادمين عبر طريق المعيصم وطريق المشاة المظلل، والدور الثاني للقادمين من غرب مكة المكرمة الساكنين في العزيزية والششه وشارع الحج وما جاورها عبر مدخلين من الناحية الغربية للجمرات وهما : المدخل الأول: غربي جنوبي ويخدم القادمين من العزيزية عبر شارع صدقي ومحطة النقل العام والمدخل الثاني: شمالي غربي ويخدم القادمين من شارع الششه وشارع الحج وما حوله وكذلك يخدم القادمين عبر محطة النقل شمال غرب الجمرات.
والجديد في خطة هذا العام الدور الثالث والأبراج المقامة عليه حيث خصص الدور الثالث في منشأة الجمرات للقادمين من مجر الكبش شمال الجمرات عبر المدخل الشمالي للدور الثالث، وكذلك للقادمين من الحجاج الساكنين في العمائر التي تقع في سفح جبل منى من الناحية الشمالية للجمرات.. وهذا الدور لابد من مراعاة الطاقة الاستيعابية كون المخارج عبر سلالم كهربائية وعادية. ويوجد في منشأة الجمرات أحد عشر برجاً منها أربعة أبراج للدخول من الناحية الشرقية للجمرات، وهذه الأبراج مخصصة للدخول من الجهات المذكورة.
كما توجد سبعة أبراج للخروج من الجمرة الكبرى من الناحية الغربية للجمرات، ويعمل منها حالياً ستة أبراج؛ والسابع لا زال تحت الإنشاء ومن المتوقع عدم تشغيله أو الاستفادة منه في حج هذا العام.
وهناك خطط أمنية للطوارئ وخطط بديلة في حالة وقوع حدث لا قدر الله وهي واضحة لمنسوبي القوات الأمنية، وتم التطبيق الميداني عليها ليعرف كل واحد دوره وعمله في حدود مسؤولياته وواجباته في منشأة الجمرات، ولا تتصف هذه الخطط الأمنية بالمنع أو القفل وإنما على التحويل والتبديل في جميع الظروف الحرجة أو في الظروف المناخية والجوية.
الاختلافات المذهبية
* تحصل أحيانا مشاكل مذهبية في بعض الدول وتلقي بظلالها على الحجاج، البعض يستغلون الموسم لترويج فكر ما أو مذهب معين الأمر الذي يؤدي إلى تصادمات قد تعكر صفو الحج، فما هي استعدادات الأمن العام لذلك؟
التركي: كل دولة إسلامية لها بعثـــة حج وهي من تعلم بظــروفــها الســياسـيــة أو الفكرية، وهـــذا مأخوذ بعــين الاعــتـبــار، والحاج عندمـــا يصـل إلى مكـــة يكـــون مشـــغولا بأداء فريــــضـــة الحج، وهــناك مــشــــقة في أداء الفريضة بالإضـــافـــة إلى الــترتــيــبــــات المختلــفــة من التنقـــل وخلافـــه والمـــشي لأداء النسك وبالــتالي نحن نستبعد حصول مثل هذه الاختلافـــات بين الحجـــاج . ووزارة الحج هي أفضل جهة يمكن أن تعنى بهذا الأمر ، وهي من تربط بعثات الحـج بمؤسسات الطوافة والمطوفين، وتـــسـعى إلى فصل المختلفين مذهبيا وهنا تنتهي المشكلة، ونحن مستعدون لكل شيء لا ننتـــظر حتى يظـــهر الحدث ويـــكبــر، وجــميع القيادات تتابــع وترصد فيما يخصها، ولا يمكن أن تتأخر حتى في الحادث المروري لأن التأخر يعني الانعكاس سلبا على مســــيرة الحج، ونحن نحرص على أن يكون لدينا عدد كاف من القـــوات المنـــتشرة على كـــافـــة مسطح المــشاعر المقدســة، وكل رجل أمن يتابع دوره بفعــالية أضف إلى ذلك القوات المدربة للتعامل مع الحوادث المختلفة، ولديها الخطط المناسبة المدروسة وبالتالي لا نسمح لأي حدث أن يحصل وإن حدث لا نسمح له بالتطور .
توازن بين اللين والحزم
* كيف يمكن لرجل الأمن السعودي اعتماد سياسية الموازنة بين أخلاقيات التراحم في الحج وبين ثقافة الصرامة والحزم؟
** التركي : نحن نعتمـد الطريقتين في عملنا، ولدــينا توجيهات بأن نغلب جانب اللين في عملنا أكثر من جانب الصرامة، خاصة وأن رجل الأمن يــتـعـامـــل مع المجتمع ربما جانب الصرامة ظـــهر عندما دعت الظروف إلـــيه في وقت من الأوقات عند مكافحة الإرهاب، ولكن هذه الصرامة على النقيض تماما فيما يتعلق بكل الأعمال التي نعملها في خدمة المجتمع ونحن نتشكل حسب الظرف .
وفيما يلي مادار في الحلقة :
الممارسات السلبية
* لاشك في أن الممارسات السلبية مثل الافتراش والتسول والبيع بطريقة غير نظامية مرفوضة، فما هي العقوبات التي تطبق بحق المخالفين لتعليمات الحج؟
** اللواء التركي : العقوبات تختص بها جهات مثل وزارة التجارة وأمانة العاصمة المقدسة ودورنا هو منع مثل هذه الممارسات التي من الممكن أن تؤثر على خدمات الحج، وكنا نلاحظ في فترات سابقة أن ساحات الجمرات تكون ممتلئة بالبسطات، والآن أصبحت من أنظف الساحات في المشاعر ، وأصبح الافتراش ممنوعا في منى . ونحن نعمل منذ فجر العاشر من شهر ذي الحجة على منع الحجاج من دخول منى بالأمتعة وهو العامل المحفز لعودتهم بعد رمي الجمرات إلى حيث تركوا أمتعتهم بدلا من البحث عنها في مواقع قريبة من الجمرات . وتشارك الكثير من الجهات في تنظيم دخول سيارات الخدمات للمشاعر ، ونحقق من خلال هذا التنظيم سيطرة على الممارسات السلبية ، ومن خلال منع دخول السيارات إلى المشاعر إلا السيارات المكلفة بتوفير خدمة معينة للحجاج لكن هذا لا يعني أن لا تتم بعض التجاوزات في ظل تركيز رجال الأمن خلال ساعات الذورة على المواقع الأهم واللحظات الأكثر صعوبة .
قوة شاملة
*ما هي مهام قوات الطوارئ الخاصة في الحج في إدارة الحشود البشرية؟
** اللواء التركي : هذه القوة من المفترض أن نسميها القوة الشاملة فهي تتميز بقدرات هائلة وتمارس مهامها في مكة والمشاعر المقدسة بشكل مستمر ورجل قوة الطوارئ يتنقل مع الخطة من مكان إلى آخر وبشكل مستمر، وممكن أن يكلف بمهمة أو مهمتين ويؤديها بكفاءة واقتدار .
** العميد الشهراني : مهام قوات الطوارئ الخاصة تتمثل في حفظ النظام العام في جميع مناطق المملكة سواء في الحج أو في العمرة ، ففي موسم الحج تبدأ مهام القوة منذ وصول الحجاج عبر مختلف المنافذ البرية والجوية و البحرية وتتابع سير دخولهم حتى جبل الرحمة مرورا بالمدينة ومكة والمشاعر والمقدسة ثم العكس حتى لحظة مغادرتهم . والهدف الأساسي للقوة في الحج هو أمن وسلامة الحجيج، وهي تعمل كمنظومة واحدة ضمن إدارات الأمن العام والخطط الأمنية التي توكل إليها، وهي جاهزة بجميع إمكانياتها المتاحة سواء كانت بشرية أو آلية أو فنية لاتخاذ أية إجراءات تضمن سلامة الحجيج، ومنع ما يعكر الصفو العام .
عمل إنساني
* هل هناك تغيرات في القوة على جسر الجمرات أو زيادتها أو توزيعها؟
العميد الشهراني : عمل قوات الطوارئ هو عمل إنساني قبل أن يكو ن وظيفياً أو أمنياً وتتعامل مع الحدث على ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الحدث وهي المرحلة الوقائية ومن خلال التنبؤات والمؤشرات ومن خلال ما يرفع من تقارير إلى مركز القيادة والسيطرة، فيما يتعلق بكثافة الحشود في أي جزء من مناطق المشاعر المقدسة ومن خلال المتابعة الجوية أيضا في أي مسار، وعند وجود كثافة في جزء معين يكون هناك تنسيق بين قوة تنظيم المشاه في أي مشعر. و المرحلة الثانية: هي مرحلة وقوع الحدث حيث يتم التعامل معه في حينه، وهناك مجموعات منتشرة في جميع المواقع. والمرحلة الثالثة هي: بعد الحدث وتتعامل القوة باحترافية بالغة لإعادة الأمور إلى نصابها بالنسبة فيما يخص خطط قوة الطوارئ الخاصة تعتمد على سياسة التحويل والتعديل.
الخطة الأمنية
* تحدثتم عن مهامكم كقوة طوارئ لكن ماذا بخصوص جسر الجمرات ماهي أبرز النقاط التي سيتم التركيز عليها؟
** العميد الشهراني : فيما يتعلق بالخطة التي سوف نسير عليها في حج هذا العام فقد تم فيها العديد من التحديثات والتجديدات عطفا على تطور خطط الحج، ومنطقة الجمرات أصبح يطلق عليها مسمى منشأة أو شبه مدينة لتعدد الأدوار والجسور والمداخل والأبراج والمخارج بدلا من مسمى جسر الجمرات، وهو مشروع كبير وفريد من نوعه من حيث التصميم والإنشاء، ويطلق عليه مشروع الزمن وهذا المشروع يعتبر نقله تنموية وحضارية وتطويرية لمنطقة الجمرات.
وكذلك ما حظيت به مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة من مشاريع عملاقة تعتبر هدية من حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار ، ونحن في هذا العام نقول باسم جهاز الأمن العام عامة وقوات الطوارئ الخاصة مرحباً بضيوف بيت الله، ونتمنى لهم إقامة سعيدة وحجا مقبولا وسعيا مشكوراً وذنباً مغفوراً إن شاء الله، حيث إن خدمتهم مهمة إنسانية قبل أن تكون وظيفة أمنية.
وقوات الطوارئ الخاصة أكملت استعداداتها وفق إمكانياتها المتاحة لها في التدريب والاستعداد النفسي ورفع المعدل اللياقي للجميع، وجاهزة لتنفيذ ما يؤكل لها من أعمال في مهمة أمن الحج وهي تتابع تحركات وتنقلات حجاج بيت الله الحرام بداء من المدينة المنورة ثم مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حرصاً منها على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
ونحن سنوياً نقوم بإعداد خطط أمنية مرنة قابلة للتعديل والتحويل في أي مكان وزمان، وتم شرح تلك الخطط للقوات المشاركة في مواقعها الأساسية قبل الذهاب إلى الحج، وكذلك تم إجراء فرضيات للتأكد من فهم جميع المشاركين من القوات ما هو مطلوب منهم في تنفيذ واجباتهم ومسؤولياتهم ضباطا وأفرادا على ضوء الخطط الأمنية المعدة لهم كل في منطقة عمله أو مربعه.
وخطة تشغيل منطقة الجمرات تتصف بأساسيات منها تحديد المسارات في الطرق المؤدية إلى رمي الجمرات حيث لم تعد مثلها في السابق، وإنما أصبحت الجمرات عبارة عن طوابق متعددة الأدوار ويجب على الحاج أن يرسم طريقه من لحظة انطلاقه من موقع سكنه أو مخيمه إلى الدور الذي يرغب الرمي من خلاله. وخصص البدروم لضيوف الدولة والوفود الرسمية وكبار الشخصيات وأصحاب الكراسي المتحركة وذوي الاحتياجات الخاصة وبإمكانهم الرمي بكل يسر وسهولة عبر الأنفاق الأرضية من خلال نفق الجوهرة، وسوق العرب شمال الجمرات، ونفق الملك فيصل عبر شارع الملك فيصل جنوب الجمرات، ونطلب من ذوي الكراسي المتحركة أن يتجنبوا وسط الطريق، وأن يسلكوا جانبي الطريق حتى يحظوا بخدمات أمنية أو وقائية تساعدهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. وخصص الدور الأرضي للقادمين عبر طريق الجوهرة وسوق العرب، وكذلك الشارع الجديد ، والدور الأول في رمي الجمرات للقادمين عبر طريق المعيصم وطريق المشاة المظلل، والدور الثاني للقادمين من غرب مكة المكرمة الساكنين في العزيزية والششه وشارع الحج وما جاورها عبر مدخلين من الناحية الغربية للجمرات وهما : المدخل الأول: غربي جنوبي ويخدم القادمين من العزيزية عبر شارع صدقي ومحطة النقل العام والمدخل الثاني: شمالي غربي ويخدم القادمين من شارع الششه وشارع الحج وما حوله وكذلك يخدم القادمين عبر محطة النقل شمال غرب الجمرات.
والجديد في خطة هذا العام الدور الثالث والأبراج المقامة عليه حيث خصص الدور الثالث في منشأة الجمرات للقادمين من مجر الكبش شمال الجمرات عبر المدخل الشمالي للدور الثالث، وكذلك للقادمين من الحجاج الساكنين في العمائر التي تقع في سفح جبل منى من الناحية الشمالية للجمرات.. وهذا الدور لابد من مراعاة الطاقة الاستيعابية كون المخارج عبر سلالم كهربائية وعادية. ويوجد في منشأة الجمرات أحد عشر برجاً منها أربعة أبراج للدخول من الناحية الشرقية للجمرات، وهذه الأبراج مخصصة للدخول من الجهات المذكورة.
كما توجد سبعة أبراج للخروج من الجمرة الكبرى من الناحية الغربية للجمرات، ويعمل منها حالياً ستة أبراج؛ والسابع لا زال تحت الإنشاء ومن المتوقع عدم تشغيله أو الاستفادة منه في حج هذا العام.
وهناك خطط أمنية للطوارئ وخطط بديلة في حالة وقوع حدث لا قدر الله وهي واضحة لمنسوبي القوات الأمنية، وتم التطبيق الميداني عليها ليعرف كل واحد دوره وعمله في حدود مسؤولياته وواجباته في منشأة الجمرات، ولا تتصف هذه الخطط الأمنية بالمنع أو القفل وإنما على التحويل والتبديل في جميع الظروف الحرجة أو في الظروف المناخية والجوية.
الاختلافات المذهبية
* تحصل أحيانا مشاكل مذهبية في بعض الدول وتلقي بظلالها على الحجاج، البعض يستغلون الموسم لترويج فكر ما أو مذهب معين الأمر الذي يؤدي إلى تصادمات قد تعكر صفو الحج، فما هي استعدادات الأمن العام لذلك؟
التركي: كل دولة إسلامية لها بعثـــة حج وهي من تعلم بظــروفــها الســياسـيــة أو الفكرية، وهـــذا مأخوذ بعــين الاعــتـبــار، والحاج عندمـــا يصـل إلى مكـــة يكـــون مشـــغولا بأداء فريــــضـــة الحج، وهــناك مــشــــقة في أداء الفريضة بالإضـــافـــة إلى الــترتــيــبــــات المختلــفــة من التنقـــل وخلافـــه والمـــشي لأداء النسك وبالــتالي نحن نستبعد حصول مثل هذه الاختلافـــات بين الحجـــاج . ووزارة الحج هي أفضل جهة يمكن أن تعنى بهذا الأمر ، وهي من تربط بعثات الحـج بمؤسسات الطوافة والمطوفين، وتـــسـعى إلى فصل المختلفين مذهبيا وهنا تنتهي المشكلة، ونحن مستعدون لكل شيء لا ننتـــظر حتى يظـــهر الحدث ويـــكبــر، وجــميع القيادات تتابــع وترصد فيما يخصها، ولا يمكن أن تتأخر حتى في الحادث المروري لأن التأخر يعني الانعكاس سلبا على مســــيرة الحج، ونحن نحرص على أن يكون لدينا عدد كاف من القـــوات المنـــتشرة على كـــافـــة مسطح المــشاعر المقدســة، وكل رجل أمن يتابع دوره بفعــالية أضف إلى ذلك القوات المدربة للتعامل مع الحوادث المختلفة، ولديها الخطط المناسبة المدروسة وبالتالي لا نسمح لأي حدث أن يحصل وإن حدث لا نسمح له بالتطور .
توازن بين اللين والحزم
* كيف يمكن لرجل الأمن السعودي اعتماد سياسية الموازنة بين أخلاقيات التراحم في الحج وبين ثقافة الصرامة والحزم؟
** التركي : نحن نعتمـد الطريقتين في عملنا، ولدــينا توجيهات بأن نغلب جانب اللين في عملنا أكثر من جانب الصرامة، خاصة وأن رجل الأمن يــتـعـامـــل مع المجتمع ربما جانب الصرامة ظـــهر عندما دعت الظروف إلـــيه في وقت من الأوقات عند مكافحة الإرهاب، ولكن هذه الصرامة على النقيض تماما فيما يتعلق بكل الأعمال التي نعملها في خدمة المجتمع ونحن نتشكل حسب الظرف .