كما هو معروف تعتبر الهند أكبر ديموقراطية في العالم, ولديها نظام سياسي ديموقراطي مستقر إلى حد بعيد, وهذا ساعدها على تبني مشاريع تنموية طموحة, والسير بخطى واضحة نحو تحقيق نمو اقتصادي كبير جعلها من أكبر عشرة اقتصاديات في العالم. بل إنها استطاعت أن تحقق قدراً لا بأس به من الاندماج الاجتماعي والوحدة الوطنية بين مختلف شرائح وطوائف ومذاهب المجتمع الهندي المتنوع. رغم التفاوت الكبير والواضح في الثروة داخل الهند, ورغم تنامي النزعات القومية لدى البعض الآخر.
لكن وجود نظام ديموقراطي أضفى قدراً جيداً من الشرعية السياسية على النظام السياسي ومكّن الحكومة من ممارسة صلاحياتها التنفيذية بفاعلية.
لكن الاعتداء الأخير على مومباي, وهي العاصمة التجارية للهند, أصاب الهند والعالم بأسره بالصدمة, وذلك مردّه قدرة منفذي الاعتداء على اختراق الإجراءات الأمنية وجسامة العمل نفسه. ولعله في أحد جزئياته لا يختلف عن أحداث الحادي من سبتمبر لأنه حاول ضرب مواقع تعبر عن عنفوان الهند الاقتصادي وقد هدف منها منفذوها النيل من التطور الاقتصادي الهندي وإحداث أكبر قدر من عدم الثقة لدى قطاع الأعمال في الهند وكذلك الاستثمارات الأجنبية فيها.
لكن ما يجهله من يقوم بمثل هذه الأفعال المشينة أنهم يشرعون لمزيد من التضامن العالمي ضدهم, ويجعلون العالم بأسره يقف صفاً واحداً ضد الجريمة المنظمة أياً كان شكلها وأياً كان زمانها ومكانها. هناك فرق بين من يقوم بالبناء ومن يقوم بالهدم.
وهناك فرق بين من يحاول تحقيق أهدافه من خلال العنف ومن يحاول تحقيقها من خلال المنطق والتفاوض, فالحق والباطل لا يجتمعان, والتغيير لا يكون من خلال سفك الدماء بطريقة وحشية, لكن من يقومون بتلك الأعمال المشينة يجهلون أبسط أبجديات العمل السياسي ويفتقدون إلى الوازع الأخلاقي دون شك.
لا أحد يشك في أن الهجمات الإرهابية على الهند كان مخطط لها وكانت مدعومة من الخارج, لاسيما أن الجماعات المسلحة تعمل بقدر من الحرية في شبه القارة الهندية عطفاً على تقاطع العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ فالمنطقة تتميز بتركيبة اجتماعية فريدة وعدم وضوح في الرؤية السياسية لدى الكثيرين من جماعات العمل السياسي نظراً كون بعضها مبنياً على أسس طائفية بينما البعض الآخر يعتنق فكراً أيديولوجياً متشدداً ويرتكز البعض الآخر على الشعاراتية والمنظور التاريخي في تفسيره للفعل السياسي والعلاقات الإقليمية, خاصةً فيما بين الباكستان والهند.
العلاقات بين هذين البلدين علاقات شائكة ومتوترة وشهدت عدة حروب, ومنّع عامل الردع النووي وقوع حرب أخرى في مطلع الألفية, ولا يزال هناك الكثير الذي يجب فعله لتعزيز السلم في تلك المنطقة.
فكشمير المتنازع عليها تمثل عقبة كأداء بين الجارين اللدودين ورغم التهدئة الحاصلة على الجبهة الكشميرية في الفترات الأخيرة إلا أن حلاً دائماً لها يعتبر الوسيلة الأمثل لنزع فتيل التوتر بين الدولتين وهو كفيل بسحب البساط من تحت الجماعات المسلحة التي دائماً ما تبحث عن ذريعة لها للقيام بفضاعات غير مبررة.
كما أن تعزيز النهج الديموقراطي داخل باكستان, وهي الدولة التي يختلط فيها الكثير من المتناقضات السياسية من فساد إداري وديكتاتورية عسكرية وولاءات تقليدية, تحت غطاء ديموقراطي هش, أمر ضروري لتحجيم دور التنظيمات المسلحة والأفكار المتشددة التي تولد جماعات مناصرة للعنف السياسي, مما يعطي الحكومة المركزية شرعية أكبر للمضي قدماً وبفعالية في مناقشة المشكلة الكشميرية.
وهذا بدوره يتطلب تفهماً أكبر من قبل الولايات المتحدة حول الوضع الداخلي المتأزم في باكستان وضرورة التنسيق الكامل مع القوات العسكرية والحكومة الباكستانية فيما يتعلق بمتابعة القاعدة وأنصارها في باكستان, وتلافي إضعاف الحكومة الباكستانية من خلال القيام بأعمال عسكرية أمريكية انفرادية على الأراضي الباكستانية.
knhabbas@hotmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 145 مسافة ثم الرسالة
لكن وجود نظام ديموقراطي أضفى قدراً جيداً من الشرعية السياسية على النظام السياسي ومكّن الحكومة من ممارسة صلاحياتها التنفيذية بفاعلية.
لكن الاعتداء الأخير على مومباي, وهي العاصمة التجارية للهند, أصاب الهند والعالم بأسره بالصدمة, وذلك مردّه قدرة منفذي الاعتداء على اختراق الإجراءات الأمنية وجسامة العمل نفسه. ولعله في أحد جزئياته لا يختلف عن أحداث الحادي من سبتمبر لأنه حاول ضرب مواقع تعبر عن عنفوان الهند الاقتصادي وقد هدف منها منفذوها النيل من التطور الاقتصادي الهندي وإحداث أكبر قدر من عدم الثقة لدى قطاع الأعمال في الهند وكذلك الاستثمارات الأجنبية فيها.
لكن ما يجهله من يقوم بمثل هذه الأفعال المشينة أنهم يشرعون لمزيد من التضامن العالمي ضدهم, ويجعلون العالم بأسره يقف صفاً واحداً ضد الجريمة المنظمة أياً كان شكلها وأياً كان زمانها ومكانها. هناك فرق بين من يقوم بالبناء ومن يقوم بالهدم.
وهناك فرق بين من يحاول تحقيق أهدافه من خلال العنف ومن يحاول تحقيقها من خلال المنطق والتفاوض, فالحق والباطل لا يجتمعان, والتغيير لا يكون من خلال سفك الدماء بطريقة وحشية, لكن من يقومون بتلك الأعمال المشينة يجهلون أبسط أبجديات العمل السياسي ويفتقدون إلى الوازع الأخلاقي دون شك.
لا أحد يشك في أن الهجمات الإرهابية على الهند كان مخطط لها وكانت مدعومة من الخارج, لاسيما أن الجماعات المسلحة تعمل بقدر من الحرية في شبه القارة الهندية عطفاً على تقاطع العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ فالمنطقة تتميز بتركيبة اجتماعية فريدة وعدم وضوح في الرؤية السياسية لدى الكثيرين من جماعات العمل السياسي نظراً كون بعضها مبنياً على أسس طائفية بينما البعض الآخر يعتنق فكراً أيديولوجياً متشدداً ويرتكز البعض الآخر على الشعاراتية والمنظور التاريخي في تفسيره للفعل السياسي والعلاقات الإقليمية, خاصةً فيما بين الباكستان والهند.
العلاقات بين هذين البلدين علاقات شائكة ومتوترة وشهدت عدة حروب, ومنّع عامل الردع النووي وقوع حرب أخرى في مطلع الألفية, ولا يزال هناك الكثير الذي يجب فعله لتعزيز السلم في تلك المنطقة.
فكشمير المتنازع عليها تمثل عقبة كأداء بين الجارين اللدودين ورغم التهدئة الحاصلة على الجبهة الكشميرية في الفترات الأخيرة إلا أن حلاً دائماً لها يعتبر الوسيلة الأمثل لنزع فتيل التوتر بين الدولتين وهو كفيل بسحب البساط من تحت الجماعات المسلحة التي دائماً ما تبحث عن ذريعة لها للقيام بفضاعات غير مبررة.
كما أن تعزيز النهج الديموقراطي داخل باكستان, وهي الدولة التي يختلط فيها الكثير من المتناقضات السياسية من فساد إداري وديكتاتورية عسكرية وولاءات تقليدية, تحت غطاء ديموقراطي هش, أمر ضروري لتحجيم دور التنظيمات المسلحة والأفكار المتشددة التي تولد جماعات مناصرة للعنف السياسي, مما يعطي الحكومة المركزية شرعية أكبر للمضي قدماً وبفعالية في مناقشة المشكلة الكشميرية.
وهذا بدوره يتطلب تفهماً أكبر من قبل الولايات المتحدة حول الوضع الداخلي المتأزم في باكستان وضرورة التنسيق الكامل مع القوات العسكرية والحكومة الباكستانية فيما يتعلق بمتابعة القاعدة وأنصارها في باكستان, وتلافي إضعاف الحكومة الباكستانية من خلال القيام بأعمال عسكرية أمريكية انفرادية على الأراضي الباكستانية.
knhabbas@hotmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 145 مسافة ثم الرسالة