هذه الجمعة كانت مختلفة لا تشابهها جمعة، ليس لأنها من بقايا رائحة العيد، ولا لأنها كانت عامرة بالاحتفالات الخاصة (ومن شاهد قاعات الأفراح يومها يلمس ذلك)، بل لأنها حلت مكان الخميس وتركت ليوم السبت مهمة مقابلة أسبوع العودة إلى الأعمال والمدارس بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، تركته يلبس لباس التعاسة الذي يلازم الطلاب وأسرهم فيه، ويعرف معنى النكد الذي يرتسم على ملامح الناس، ويذوق طعم الزحمة التي تصاحبها نفوس أضيق من سم الخياط (اللي هو خرم الإبرة طبعا)، حتى أصبح من الطبيعي أن تسمع أحدهم يقول ((بكرة الجمعة الله يعين !!)) أحرمنا كون الجمعة هي باب العودة للعمل بعد عطلة الأسبوع أو بعد الاجازات من أن نعيش هذا اليوم بصفته عيد الأسبوع بالنسبة للمسلمين حتى غدا وكأنه يوم مشؤوم، لا الطلاب ولا أولياء أمورهم يجدون لذة ليوم العودة للمدارس فكيف إذا أتت هذه العودة بعد عيد تخلله ذبح أضاح (يعني مصاريف مالية مرهقة)، ومع متطلبات مدارس تشعرك أن التعليم مكلف (وكأنه ليس مجانيا) عندها سيكون أولياء الأمور أعانهم الله في وضع نفسي لا يتناسب وكون الجمعة يوم عيد !! لكن هذه الجمعة أتت مختلفة (تتبختر) وتتباهى بين أيام الأسبوع بوصفها عيداً حقيقياً ترتسم فيه السعادة حتى يتمكن كل منا أن يقرأ على الملامح تلك السعادة بيسر وسهولة. أعجب لمن يرفض أن تكون الاجازة ليومي الجمعة والسبت، طالما أنه لا مانع شرعيا يحول دون ذلك، بغض النظر عن البنوك والاقتصاد (لأن المواطن ما تفرق معاه)، لكن من أجل أن يكون يوم الجمعة دائما بروعة هذه الجمعة الأخيرة التي حين أصبحت (خميس) كانت (غير) ومبهرة وممتعة و(جميلة) حد أن تتمنى أن تطول إلى أن تقول لها لم يطل ليلي ولكن.. كنت سعيدا وغدا سأنام.
alnaashi_s@hotmail.com
alnaashi_s@hotmail.com