-A +A
بدر بن أحمد كريِّم
كنتُ حتى عهد قريب أتساءل: متى أرى في وطني مدينة إعلامية سعودية، مبنية بطريقة مميزة، تضم شتات مقرات الصحف، والمجلات، والإذاعات المسموعة، والقنوات الفضائية، والأرضية السعودية، وتغدو مركزا إعلاميا مهما، يتيح وجود مؤسسات وشركات إعلامية كبرى، تتبادل الخدمات، وتستفيد من الخبرات، وتُستثمر فيها الأموال السعودية استثمارا راشدا، وأمينا، وجديرا بأنْ يوسِّع قاعدة الإعلام السعودي المسؤول، ذي الكلمة العفيفة النظيفة، والصورة التي تحمل الهُويّة السعودية، والبرنامج السعودي المُميّز، والدراما السعودية المُوقّعة بإمضاء مَنْ يعرفون كيف يبقون مجتمعهم على صلة مستمرة بالحياة والأحياء.
* * *
كانت مصر أنشأت على أراضيها مدينة إعلامية متكاملة، ودُبي أنشأت مدينة إعلامية مميزة، فهل المجتمع السعودي سيئ الحظ، عندما ما زال يبحث عن هامة إعلامية؟ من الواضح أن هناك معوقات بيروقراطية تنوء بها ساحة الإعلام السعودي، تبقى أسلوبا لا يتماهى وحلم الإعلام الحديث، المكتَسِب هيبة في عيون مجتمعه.
* * *
لو سئلتُ اليوم: لماذا مدينة إعلامية سعودية؟ لأجبتُ: إنّ هذا السؤال يُطرح في الوقت الذي تكاملت فيه معظم الخدمات الإعلامية السعودية، باستثناء الإعلام الخاص الذي يقوم على أيدٍ أو مؤسسات وطنية، من شأنها تحقيق ترابط إعلامي منطقي، فهي مجتمع يتوق لطعام إعلامي سهل الهضم والتمثيل، بعيد عن القراءة المغرِضة الاستدلالية القبلِيّة والبَعْدِيّة. إعلام سعودي يُطبخ ويُصنع منزوعة عنه العراقيل، من أجل إنهاء حالات إعلام وافد، ذي قيم أبقته يغرد خارج السرب، وخارج إطار القيم والأخلاق العربية الأصيلة. إعلام موبوء يناقش هل عذرية الفتاة دليل على عفتها؟ إنه إعلام أمراض معدية، ومن ثم فهو يحتاج إلى حجر الجمهور عنه حجرا صحيا.
* * *
لقد سعدتُ وأنا أقرأ أنّ وليد الإبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC قرر إنشاء مدينة إعلامية سعودية في مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاقتصادية في محافظة رابغ، وأتوقع أنْ تكون مُسَوِّغات ظهورها، إنتاجُ إعلام راق مهما كانت التكاليف، في مواجهة إعلام يمارس التضليل، ينبغي أن يقابله إعلام ينشر خطابا متزنا، عاقلا، موزونا، متوازنا، متلافيا التجاوزات، والاستبداد في مخاطبة الجماهير العربية.
* * *
إنّ رجلا في وزن وثِقَل وليد الإبراهيم، حريّ بأنْ يكون المنقِذ من إعلام أكثرية الجمهور يقابله بتحفظ ذهني، خطابه يسوده التشويش، ولا يوجَد سببٌ تاريخي أو ديني لوجوده، راح يُشهر في كل مرة الروح العدائية المطلقة، وإن وليد الإبراهيم المعروف بسخائه المعهود إعلاميا، سيُحبط معسكرات إعلام أفرط في الغش.
أسأل الله أن يسير هذا الرّجُل محفوفاً بتوفيق الله، والكل منتظِر.
فاكس: الرياض 4543856

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة