-A +A
ماجد عقيلي، عبده علواني _ جازان، عبد الرحمن القرني _ عسير، محمد المؤيد _ نجران، إبراهيم المتحمي _ القنفذة، حامد الإقبالي _ الليث
ماذا تعني الميزانية الجديدة للمواطنين البسطاء في القرى والهجر النائية والبعيدة في مختلف المناطق بالمملكة؟
وماذا تحمل الأرقام التي تضمنتها والتي تم رصدها لمختلف القطاعات من بشريات ورفاهية ورخاء لهم ولأبنائهم؟ وما المشاريع والخدمات التي ينتظرونها ويتطلعون إليها من هذه الميزانية؟

بقراءة متأنية في أرقام الميزانية الجديدة نستنتج أنها جاءت لتعزيز رفاهية المواطن وتسخير موارد البلاد وطاقاتها للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، ولتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات وتحقيق الرخاء والتنمية، كما جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عند إعلان الميزانية.
وإذا جاء وصف الميزانية الجديدة بأنها ميزانية توسعية في الإنفاق، فإن هذا الوصف لا يتعارض وواقع الميزانية التي جاءت بقيمة 475 مليار ريال وبزيادة في حجم الإنفاق بلغت 65 مليار ريال مقارنة بالعام الماضي، متضمنة مشاريع جديدة بقيمة 225 مليار ريال، ويمثل هذا الرقم ربع الاعتمادات المالية في الميزانية، وجميعها مشاريع تستهدف الرفاه الاجتماعي وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين.
وأصدق مثال على ذلك أنه تم رصد أكثر من ربع اعتمادات الميزانية الجديدة بما يوازي 122 مليار ريال للتعليم، والتعليم العالي، وتدريب القوى العاملة، والعلوم والتقنية والبحث العلمي، والابتعاث الخارجي، واعتماد إنشاء 1500 مدرسة جديدة للبنين والبنات في جميع المناطق، في رهان على الأجيال الشابة في صناعة مستقبل البلاد.
ورصد 52 مليار ريال لقطاعي الصحة، والتنمية الاجتماعية، متضمنة إنشاء وتجهيز مراكز للرعاية الصحية في جميع المناطق وتطوير 22 مستشفى، فيما يجري تنفيذ 68 مستشفى جديدا بطاقة سريرية تبلغ 11750 سريرا، فضلا عن اعتمادات لدعم برامج معالجة الفقر وزيادة المخصصات السنوية للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لرصد 49 مليار ريال لقطاعي المياه، والخدمات و19 مليار ريال للنقل والمواصلات.
ومن هذه المنطلقات تأتي أحلام المواطنين في المناطق والمراكز والقرى والهجر منسجمة مع ما حملته الميزانية الجديدة من مشاريع لخدمتهم بالدرجة الأولى، وهو حصيلة اللقاءات التي أجرتها «عكـاظ» مع عدد من المواطنين في مختلف المناطق، مستشرفة آمالهم وأحلامهم من هذه الميزانية.
مشاريع المياه
تظل مشاريع المياه حلم الأهالي الذين يتوقون لمياه عذبة نقية تريحهم من مياه الآبار أو جلبها بالوايتات. في شعف بلقرن على سبيل المثال يقول الأهالي إن لديهم مشروعا للمياه منذ أكثر من 40 عاما لم يستفيدوا منه نظرا لعدم صلاحيته ولأنه بدون صيانة.
وفي منطقة جازان يشير محمد محرق إلى أن مشكلة أهالي القوز تكمن في المياه فهم يعانون من شح المياه العذبة فيما يشربون مياها مالحة، وقد قام فاعل خير بمد أنبوب للمياه من منطقة قريبة من صبيا يكفي عشرة منازل فقط، فيما هم بحاجة إلى شبكة مياه تغذي 900 منزل تخفف من معاناتهم من المالحة وجلب المياه العذبة من محافظة صبيا بأسعار مرتفعة.
ولا يختلف نقص المياه عنها في قرى الساحل، ومنها الشقيق، والدرب وقراهما، والقحمة، والقوز، والبرك.
مشاريع الطرق والكباري
وفي مناطق صعبة التضاريس كعسير يتطلع الأهالي في رجال ألمع إلى شق «عقبة القرون» لربطها بمدينة أبها وهو ما سيعجل بحل مشكلة العقبة الحالية المتمثلة في «عقبة الصماء» نظرا لخطرها البالغ وشدة انحدارها.
يقول الشيخ عبد الله بن أحمد بجاد، شيخ قبيلة بني قطبة: إن تنفيذ عقبة القرون حلم كل ألمعي حيث بدأت المطالبة بها منذ عام 1385هـ واعتمادها في ميزانية الوزارة عام 1402هـ بدلا عن «عقبة الصماء» وعلى غرار عقبتي شعار وضلع.
وقال سعيد بن مسلي القرني نائب قبيلة شعف بلقرن، إن فتح هذه العقبة يختصر المسافة إلى تهامة التي لا تبعد عنهم بأكثر من 15 كيلو فقط، كما يربط خط العقبة، محافظة بلقرن بخط الساحل المؤدي إلى أبها، وجازان، ومكة المكرمة، ولذلك نحن نتطلع لتنفيذ العقبة في ميزانية العام كما وعدنا من وزارة النقل.
ويأتي مطلب 38 قرية من قرى الراحة في منطقة جازان، بإنشاء كبري يحميهم من هجمات السيول الموسمية كما جاء ذلك على لسان علي علواني، مشيرا إلى أن هذه السيول تبتلع في جوفها الضحايا في كل عام وكان آخرهم ست طالبات فضلا عن أن وادي لية وحده يلتهم أحلام البسطاء ومواشيهم ومركباتهم ولذلك فإن مطلب الأهالي في ميزانية العام تشييد الكبري الذي يحميهم من هجمات السيول الموسمية هذه.
كما يتطلع أهالي قريتي أم العرش ومنسية، التابعتين لمحافظة صبيا، بتعبيد طريق يربطهما بمركز الصبخة ومركز قوز الجعافرة مثلما يتطلع أهالي قرى العريش والظبية في جازان لسفلتة طرقهم الداخلية واعتمادها في الميزانية الجديدة.
فيما يشير الدكتور أحمد الهندي من أهالي قرية العريش، إلى ضرورة تحسين مدخل القرية باعتباره واجهة القرية للزائرين في حين يطالب أحمد العقيلي رئيس لجنة التنمية الاجتماعية في القرية، باستكمال حزام الظبية المتعثر لسبع سنوات.
وفي الليث، يؤكد عبد الله بن هاشم الزهراني، أن الطرق تمثل معاناة حقيقية لأكثر من 30 قرية هناك يصعب الوصول إليها بواسطة السيارات الصغيرة نظرا لوعورة الطرق التي تربطها وعدم سفلتتها.
خدمات صحية
وفي القنفذة، يشير إبراهيم حسين الثعلبي، إلى أن هناك مستشفيات في كل من العرضيات والمظيلف والقوز وحلي وجميعها تسير بسرعة السلحفاة، مما شكل ضغطا على مستشفى القنفذة الوحيد الذي يخدم قرابة 400 ألف نسمة، فيما يشير بلقاسم محمد نغيص وسعد البركاتي إلى مشكلة أخرى، تتمثل في أسراب البعوض والحشرات والزواحف بسبب المستنقعات، مما يتطلب بذل جهود أكبر في عمليات الرش والمكافحة وردم هذه المستنقعات.
قطاع التعليم
وفي قطاع التعليم والتعليم العالي الذي حظي باعتماد مبلغ 122 مليار ريال، يتطلع عمدة الليث سعيد سند الزبيدي، لافتتاح فرع جامعي في محافظة الليث، خاصة أن جامعة أم القرى أعطت مؤشرا عن عزمها لافتتاح هذا الفرع لطلاب المحافظة ومراكزها الذين يفوق عددهم 16 ألف طالب.
وفي بلقرن، يشير محمد سعد صالح القرني، إلى أن قطاع التعليم في محافظة بلقرن يمتد من بيشة إلى عسير، فيما الأهالي يطالبون منذ عشرات السنين بانفصاله عن تعليم بيشة وإيجاد إدارة تعليم بالمحافظة التي يبلغ عدد طلابها 8423 طالبا و879 معلما و27 مشرفا، بينما تتوزع فيها 84 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية و53 مبنى مستأجرا.. وليس تعليم البنات بأحسن حالا من تعليم البنين، حيث توجد 86 مدرسة للبنات وكلية تربية ومكتبين للإشراف النسوي في المحافظة في كل من البشائر وسبت العلاية.
الخدمات الاجتماعية
في قرى نجران على سبيل المثال لا الحصر، يتطلع الأهالي لزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي وقروض صندوق التنمية العقاري.
ويرى أحمد البركاتي أن غياب المؤسسات الاجتماعية ومراكز التنمية الشاملة في الليث، أدى لظاهرة انتشار الفقر بين الأهالي وهجرتهم من قراهم.
ولذلك يرى ضرورة إنشاء مركز للتنمية الشاملة بالمحافظة، ورفع مستوى المعيشة بين المواطنين، ورعاية الشباب، وتنمية المجتمع المحلي، ورفع مخصصات المستحقين للضمان الاجتماعي، بحد أدنى لا يقل عن 1200 ريال للفرد شهريا وبحد أعلى للأسرة 2000 ريال.
التوظيف
وفي سبيل توفير فرص أمام المواطنين والمواطنات كما جاء في الميزانية، تطالب تغريد. م من نجران بإيجاد حل للمشاكل التي تواجه خريجات الكليات في نجران وهو ما طالب به أيضا علي آل هتيلة.
وتبقى هناك الكثير من الأحلام والتطلعات للمواطنين في ما يتعلق بالإسكان الخيري، والخدمات البلدية؛ من مشاريع النظافة، والسفلتة، والإنارة، وتصريف مياه الأمطار، وردم المستنقعات، وتحسين الشواطئ البحرية، والأنفاق، والجسور.