-A +A
ا. ف. ب (برلين)
يستهل منتخب البرازيل حملة الدفاع عن لقبه عندما يواجه نظيره الكرواتي الذي يطلق عليه لقب «برازيل اوروبا» على الملعب الاولمبي في برلين اليوم الثلاثاء في الجولة الاولى من منافسات المجموعة السادسة في نهائيات كأس العالم ويرشح النقاد المنتخب البرازيلي لاحراز لقبه السادس بعد اعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002، لانه يضم في صفوفه نخبة من ابرز لاعبي العالم ابرزهم الساحر رونالدينيو افضل لاعب في العالم في العامين الاخيرين، ورونالدو هداف النسخة الاخيرة من المونديال، بالاضافة الى ادريانو هداف كأس القارات التي اقيمت في المانيا العام الماضي برصيد 5 اهداف، وكأس الامم الاميركية الجنوبية «كوبا اميركا» برصيد 7 اهداف.

بالاضافة الى هؤلاء يملك المنتخب البرازيلي احتياطيين لا يقلون شأنا عن الاساسيين وابرزهم المتألق جونينيو الاختصاصي في الركلات الثابتة، والنجم الواعد روبينيو ولاعب الوسط جيلبرتو سيلفا احد افراد المنتخب الفائز بكأس العالم في النسخة الاخيرة.

وعلى العموم لا نقاط سلبية في المنتخب «الذهبي والاخضر»، فالموهبة موجودة والتنظيم رائع، وروح التضامن عالية جدا بين اللاعبين، وبالتالي فان المنتخب البرازيلي سيكون عدو نفسه فقط وهو سيحاول ان يكرر انجاز النسخة السابقة عندما فاز في مبارياته السبع في البطولة.

ومن واجب المنتخب البرازيلي ان يتوخى الحذر من الترشيحات التي تصب في مصلحته، لان الامر نفسه حصل مع منتخب عام 1982 الذي ضم احد افضل خطوط الوسط بوجود زيكو وسقراطيس وجونيور وفالكاو، لكنه فشل في بلوغ المباراة النهائية بخسارته امام ايطاليا في الدور الثاني.

والامثلة كثيرا ايضا في الماضي القريب عندما دخلت فرنسا والارجنتين البطولة الاخيرة في كوريا الجنوبية واليابان وهما مرشحتان بقوة لاحراز اللقب لكنهما خرجتا تجران اذيال الهزيمة من الدور الاول.

ويدرك المنتخب البرازيلي بانه لم يحرز اللقب في القارة الاوروبية سوى مرة واحدة وكان ذلك في السويد عام 1958، وبعد ذلك خرج من الدور الاول في انكلترا عام 1966، ومن الدور الثاني عامي 1974 في المانيا وفي اسبانيا عام 1982، ومن الدور ثمن النهائي في ايطاليا عام 1990، وخسر النهائي في مونديال فرنسا 1998 امام الدولة المضيفة.

ويقف التاريخ ايضا في وجه البرازيل لان ايا من المنتخبات لم يتمكن من المحافظة على لقبه منذ عام 1966، وكان المنتخب البرازيلي الاخير الذي نجح في ذلك عندما فاز باللقب عام 1958 واحتفظ به بعد اربع سنوات، اما المنتخب الاخر الذي حقق هذا الانجاز فكان الايطالي الفائز باللقب عام 1934 ثم 1938.

وكان المنتخب البرازيلي خاض تصفيات اميركا الجنوبية على الرغم من احرازه اللقب وذلك بعد ان ارتأى الاتحاد الدولي تغيير التقليد الذي كان سائدا منذ البطولة الاولى عام 1930 باعفاء حامل اللقب من خوض التصفيات، لكن المدرب كارلوس البرتو باريرا اعتبر بان هذا الامر صب في مصلحة فريقه لانه سمح له بخوض مباريات قوية واحتفظ بجهوزيته للدفاع عن لقبه علما بانه انهى التصفيات في المركز الاول وخسر مباراتين فقط من اصل 18 واحدة امام الاكوادور على علو شاهق (3600 م) والاخرى امام غريمه التقليدي الارجنتين 1-3.

ويخوض المنتخب البرازيلي المباراة بتشكيلة كاملة قوامها الحارس العملاق ديدا ورباعي خط الدفاع كافو ولوسيو وجوان وروبرتو كارلوس، وفي الوسط ايمرسون وزي روبرتو ورونالدينيو وكاكا، اما الهجوم فيقوده الثنائي ادريانو ورونالدو.

ويسعى المنتخب الكرواتي الى تكرار انجازه عام 1998 عندما بلغ الدور نصف النهائي وخرج امام الدولة المضيفة 1-2 بعد ان تقدم بهدف نظيف. وحقق المنتخب الكرواتي نتائج جيدة في التصفيات باشراف الدولي السابق المدرب الحالي زلاتكو كرانيكار فبلغ النهائيات للمرة الثالثة على التوالي ولم يتعرض لاي خسارة في عشر مباريات، ففاز في سبع منها وتعادل في ثلاث في مجموعة ضمته الى السويد وبلغاريا وايسلندا ومالطا. في المقابل، يدخل المنتخب الفرنسي اجواء المنافسة ايضا بمواجهة صعبة مع سويسرا في شتوتغارت ضمن المجموعة السابعة وكله امل بمحو خيبة الامل الرهيبة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عندما خسر المباراة الافتتاحية امام السنغال المغمورة صفر-1، ثم تعادل مع الاوروغواي سلبا، قبل ان يخسر مجددا امام الدنمارك صفر-2 ويخرج من الباب الضيق من دون ان يسجل اي هدف.

وتراجع مستوى «الديوك» منذ اربع سنوات، فخرج من الدور ربع النهائي لكأس الامم الاوروبية عام 2004 في البرتغال بخسارته امام اليونان صفر-1 والتي توجت بطلة بعد ذلك.

وتمثل البطولة المشوار الاخيرة لقائد فرنسا النجم الرائع زين الدين زيدان الذي سيطوي مسيرته نهائيا بعد المونديال الحالي. ويأمل زيدان ان يودع الملاعب حاملا الكأس الذي رفعها قبل ثماني سنوات علما بانه سجل ثنائية في مرمى البرازيل في نهائي عام 1998. لكن غيابه عن المباراتين الاوليين في المونديال الاخير بداعي الاصابة اثر كثيرا على مستواه، وعندما عاد فيالمباراة الاخيرة ضد الدنمارك كان فات الاوان.

وعموما، فان زيدان ليس في كامل لياقته البدنية ويتساءل النقاد حول قدرته على خوض سبع مباريات في مدى 30 يوما في حال قدر لمنتخب بلاده بلوغ المباراة النهائية.

ويعول المنتخب الفرنسي على خط دفاع صلب مؤلف من المخضرمين ليليان تورام وويليسانيول ووليام غالاس، كما يقوده في خط الهجوم احد افضل المهاجمين في العالم وهو مهاجم ارسنال الانكليزي تييري هنري الذي يريد ان يثبت موهبته في اهم محفل دولي. وكان هنري احد افراد المنتخب الفائز كأس العالم عام 1998 لكنه كان احتياطيا في معظم المباريات، لكنه طرد في النسخة الاخيرة في مواجهة الاوروغواي. ولن تكون مهمة المنتخب الفرنسي سهلة امام نظيره السويسري الذي انتزع منه التعادل سلبا في باريس، و1-1 في برن في تصفيات المونديال. وحقق المنتخب السويسري نتائج لافتة في المباريات التجريبية وابرزها تعادله مع ايطاليا 1-1. وفي المجموعة ذاتها، تلتقي كوريا الجنوبية وتوغو في فرانكفورت في مباراة تميل الكفة فيها الى المنتخب الاسيوي الساعي الى تكرار انجازه في النسخة الاخيرة عندما بلغ الدور نصف النهائي وبات اول منتخب من القارة الصفراء يحقق هذا الانجاز. بيد ان الامر يبدو في غاية الصعوبة لان المنتخب الكوري سيلعب في بيئة مختلفة هذه المرة بعد ان استفاد كثيرا من عاملي الارض والجمهور قبل اربع سنوات.