-A +A
ردينة فارس - غزة
المشهد في قطاع غزة الجريحة مؤلم وحزين في أول يوم من العام الجديد ، غزة تحترق وأهلها باتوا لا يجدون مفرا أمام الموت المنصب عليهم ليل نهار من قوات الاحتلال الإسرائيلية ، والمستشفيات باتت لا تتسع لأعداد الجرحى الذين يصلون كل ساعة بالعشرات ، وعائلات الشهداء لا يجدون مكانا لدفن أحبائهم داخل المقابر ، حيث اضطرت العائلات إلى فتح المقابر القديمة لدفن الشهداء ، والمأساة لم تنته في ظل النقص الحاد في مواد البناء حيث لا أسمنت ولا بلاط لبناء القبور . الخوف والذعر لا يعرفهما إلا من يعيش داخل غزة حيث لا مفر من الموت ، فكل الأماكن مستهدفة وكل متحرك على الشوارع مستهدف ، لا مكان للهرب داخل قطاع غزة الضيق ، المواطن المغلوب على أمره يهرب فقط إلى الله سبحانه وتعالى حيث يبتهل ليل نهار أن يجنب أهله وأطفاله أطنان المتفجرات التي تقذف بها طائرات الموت الإسرائيلية التي تحلق بكثافة تاركة وراءها الدمار وقهر المواطن .
العدو الصهيوني بات يستخدم الحرب النفسية ضد سكان غزة المحاصرين ولم يرحم أنات الجرحى ، فالعدو المجرم هاتف العاملين من أطباء وممرضين بضرورة إخلاء مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات قطاع غزة خلال نصف ساعة لأن المستشفى سيتعرض للقصف ، ووقعت داخل المستشفى الوحيد الذي يستقبل آلاف الجرحى والشهداء الفوضى ، وحمل الجرحى آلامهم وخرجوا من المستشفى إلى منازلهم حاملين أوجاعهم هربا من الحمم التي قد تحول أجسادهم إلى أشلاء.

واستلمت عشرات العائلات مكالمات هاتفية من ضباط إسرائيليين مفادها ضرورة إخلاء المنازل تمهيدا لقصفها ، أما العائلات القريبة من مجمعات الوزارات والمراكز الحكومية فقد تضررت منازلها والكثير منها تهدم ولم يعد صالحا للسكن ، ومن كتب له عمر جديد خرج من تحت الأنقاض أمثال الدكتور فواز أبو ستة الذي يسكن قرب مجمع الوزارات ، فقد أصيب منزله بصاروخ حوله إلى كومة من الركام ، ولكن قدرة الله عز وجل هي التي أنقذته وأسرته بعد احتمائه بـ "بدروم " المنزل وخرج سالما وأسرته من تحت الأنقاض ، ومثله مئات العائلات التي باتت ليلتها تحت المطر في أجواء البرد القارس بعد تعرض منازلهم للتدمير بسبب قربها من الأماكن التي تعرضت للقصف الشديد الذي لم يشهد قطاع غزة له مثيلا ، فالصواريخ المستخدمة تمتد أضرارها إلى عشرات المنازل المحيطة بالمكان المستهدف.
أما حال المستشفيات فحدث ولا حرج ، فقد باتت عاجزة عن استقبال الجرحى بسبب أعدادهم التي تزيد كل ساعة ، وثلاجات الموتى العاملة باتت مهددة بالتوقف عن العمل في ظل انقطاع التيار الكهربائي والأعطال التي تصيبها في ظل عدم توفر قطع الغيار.
فقد ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عدد الأجهزة الطبية المعطلة بلغ أكثر من 220 جهازا بسبب منع إدخال قطع الغيار اللازمة لها، مضيفا أن أكثر من 105 أصناف من الأدوية نفدت تماما من مستشفيات غزة.
الحياة بشكل عام باتت مشلولة في قطاع غزة الكهرباء مقطوعة ، والمخابز توقفت عن العمل قبل بدء العدوان الإسرائيلي بسبب الحصار المشدد ، وشبكة الاتصالات رديئة بسبب الضغط وتضررها من القصف المتواصل على مدار الساعة ،إنه عام فلسطيني حزين ومؤلم والسؤال هل يستمر الحزن الفلسطيني ومن ينقذ غزة من التسلط الإسرائيلي .