-A +A
علي فقندش-جدة
أبرز الجزء الأول والثاني من هذه القراءة من حياة نجمة الغناء الحجازي والسعودي، بوجه عام، (عتاب) صدمات فنية واجتماعية واقتصادية أثرت على حياتها وعلى قلبها الأبيض، الطيب، ونعم هي سيدة لا تتسم إلا بالطيبة.
لكن دعونا بداية نقول إن عتاب بالنسبة لجمهور الأغنية في المملكة لا تقل مكانة عن الأمريكتين تشارلي باسي (مطربة البيض الأبيض) في ستينيات القرن الماضي التي حصدت على هذا اللقب من أغنيتها الشهيرة الأصبع الذهبي (GOLG VINGER) والمطربة برينتي سبيرز وكثيرون من السوداوات اللاتي مثلن بلادهن في دنيا الموسيقى والغناء في العالم مثل الجنوب الأفريقية التي رحلت مؤخرا مريام ماكيبا.

اللافت هنا، أن عتاب ظلت طوال حياتها تسعى لأن تكون موجودة بفنها في خريطة الغناء المحلي والخليجي رغم تواجدها قسرا في مصر لسبب أو لآخر، وعندما أتيح لها أن تعود إلى موطنها الأصلي (المملكة)، عادت ووجدت أن أحضان بلدها وفناني بلدها في حالة شوق لها، وكان أن عقدت الكثير من جلسات العمل مع زملائها من الفنانين، كان منهم الموسيقار الراحل عمر كدرس، والفنان حسن اسكندراني الذي احتفى بها في مساء فني جميل بجدة صحبه زوجها محب، طليقها في ما بعد، ثم أرملها في هذه الزيارة، كثيرا ما حكت لنا عتاب عن هواجس تعيشها في حياتها الخاصة والفنية خارج الوطن، لا سيما أنها عاشت طويلا في خارجه ومما قالت:
دوما، كما يقول الشعراء، يسكن الوسط في دواخلي أكثر مما أسكنه أو أشتاق إليه، فهو الملجأ في البدء وفي الختام، ثم إنه سبب نجاحي وسطوع نجمي في كل مكان الفنانة، لذا لن أكون بعيدة عنه بحال من الأحوال.. فمعيشتي وإقامتي الدائمة كانت في مصر والآن ستجدني بجواره، حيث سأقيم في الشارقة مع والدتي الإماراتية الجنسية والمقيمة هناك، وسأتردد دوما إلى الرياض وجدة.. (هذا ما قالته عتاب لي وهي تزور جدة بعد غياب طويل قبل أن تعود إلى مصر ويتم طلاقها لخلافات عائلية عديدة نشبت بينها وزوجها (محب) لتعود وتستقر في الشارقة إلى جانب ابنتها الأولى ابتسام، والمعروفة هناك ببسمة، حيث عملت كإعلامية تنقلت في العديد من المطبوعات كان منها في دي مجلة (المشاهير) ثم مجلة (الشارقة) ثم مجلة (لها) وأخيرا هي تشرف اليوم على مكتب مجلة (ملفات) السعودية في دبي وهي مجلة احتماعية، ثقافية إلى جانب أن بسمة عملت أيضا كمذيعة في قناة (فواصل) لمدة عام ونصف العام..
وبسمة هي أكبر أبناء عتاب واسمها الأصلي ابتسام سعيد علي صالح الزهراني من زوجها الأول، أما من زوجها الثاني كان المصري محب فاروق أحمد عبدالصبور الذي أنجبت منه دارين وأحمد قبل أن يتم طلاقها بعد معركة قضائية طويلة شهدتها أروقة المحاكم المصرية يومها.
وكانت عتاب بعد الانفصال قد صرحت لزميلنا عبدالرحمن الناصر في صحيفة «الرياض» عند زيارة لها إلى مصر لإنهاء ارتباطات من أجل الإقامة نهائيا في الشارقة بما يلي في مارس 2006 أي قبل وفاتها بنحو عام:
تواجدت عتاب في القاهرة بعد أن غادرتها قبل حوالي العامين. عودة عتاب هذه ليس لغرض فني إنما لإنهاء بعض الالتزامات وبيع العقارات التي ما زالت تمتلكها هناك تقول: «سأبيع ما لدي هنا ومن ثم سأعود إلى بيتي في مدينة الشارقة». منذ عامين والفنانة عتاب تقيم في الشارقة مع بناتها ولكنها لا تنقطع عن زيارة المملكة تضيف: «هنا أرضي وناسي الذين أحبهم ولا يمكن ان يعوضهم شيء».
الفنانة عتاب التي كانت سابقا مفعمة بالحيوية ومتجددة باستمرار تعاني الآن من مشاكل صحية ستبعدها عن عملها الفني.
في الأعوام الأخيرة، كان عملها متأرجحا بين الحضور والغياب وتفسر ذلك بـ «لي ظروف صحية واجتماعية وشخصية هي من ابتعدتني عن مواصلة الفن. يزعجني كثيرا ذلك ولكن لا حيلة لدي».
الظروف التي نشأت فيها عتاب كانت صعبة للغاية ومع ذلك ظلت تكافح حتى استطاعت أن تحفر اسمها في ذاكرة الجماهير العربية، لكن ما يحدث الآن في الساحة الغنائية الخليجية لا يعكس أبدا تجربتها المضنية. وفي الختام الرابع من هذه القراءة في تاريخ المطربة عتاب، ستكتب لنا ابنتها بسمة التي تتواجد في الرياض اليوم في زيارة عمل قصيرة عن الكثير من الجوانب الأسرية والإنسانية، لا سيما تجربتها الأخيرة كمساعدة مخرج إلى جانب المخرج فطيس بقنة الذي اختارها مساعدة له في إخراج حفل أسر شهداء الواجب الذي أقيم خلال إجازة عيد الأضحى الأخير.