-A +A
ليلى عوض - جدة
حذر الدكتور ضياء الحاج حسين استشاري الروماتيزم من زيادة انتشار مرض آلام الرقبة نتيجة كثرة الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز دون تحرك ومن إهمال علاج آلام الرقبة ، لافتا إلى أن آلآم الرقبة شائعة جدا لدى الجنسين وفي مختلف الأعمار ويمكن أن تهاجم الفرد في العمل أو البيت بدون سابق إنذار. وأرجع د.ضياء الحاج أسباب ذلك إلى عوامل عديدة أهمها الإصابات المرضية والعرضية والخلع الجزئية والتغيرات التنكسية (خشونة فقرات الرقبة) ، وأسباب اخرى مثل الروماتويد الذي يصيب الرقبة, والاعتلالات المفصلية المرافقة للصدفية, والإصابات السحائية والدماغية، والتهابات الحلق الحادة، والسل في العظام والمفاصل،والأمراض المدارية مثل الملاريا. ويلفت د.ضياء الحاج إلى أن العادات الخاطئة كالنوم على البطن أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة في وضع جيد، أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية حيث يؤدي إلى جعل الرقبة في وضع غير متزن فتضطر عضلات الرقبة للعمل أثناء الليل لتثبيت ومنع عدم اتزان فقراتها مما قد يؤدي إلى الإحساس بالألم والتيبس في الصباح بمجرد القيام من النوم.

ويواصل د.ضياء الحاج حديثه قائلا : إن الجلوس الخاطئ المستمر لساعات طويلة على المكتب أو الكمبيوتر أو قيادة السيارة له دور هام في آلام الرقبة ، كما أن زيادة الوزن تؤثر على فقرات الرقبة أو نتيجة لأى نشاط يومى يؤدى بدوره إلى ارتفاع الكتفين مما يسبب إرهاق النسيج العضلي المحيط بالرقبة و العضلات مما يصيبنا بآلام و إرهاق ، كما أشير إلى العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب المزمن, والضغوط النفسية والذهنية, والعمل المتواصل والمشاكل المادية الحادة, والتوتر الدائم والهموم الوظيفية والعائلية والطموح المفرط كلها تلعب دورا في زيادة آلام الرقبة.

وعن الأعراض يوضح د.ضياء الحاج أن المريض يشعر بألم في الرقبة وتيبس وتصلب في عضلاتها وغالبا ما ينتشر إلى الكتف والذراع وحتى الساعد واليد، وقد يشعر أيضا بالدوار والصداع. في منتصف الرأس أو في مقدمة الرأس والجبهة، وقد يحدث الشعور بالألم نتيجة لخشونة الرقبة ويثار بحركات أو وضعيات عنقية معينة ويترافق بألم مع تحدد بحركات العنق، وقد يسمع المريض صوت احتكاك أو «طرقعة» مع حركة الرقبة.. ومع الضغط على جذور الأعصاب بالفقرات العنقية قد يشعر المريض بالتنميل أو الألم أو الضعف في عضلات الذراعين واليدين والأصابع، ويؤكد الباحثون من مايو كلينك بأن ملاحظة أحد أربعة أمور تستدعي مراجعة الطبيب وهي ألم شديد في الرقبة نتيجة إصابة في حادث أيا كانت آلية حصوله، والألم الذي ينتشر إلى الكتفين بطريقة سريعة.. وربما مصحوبة بتخدير أو تنميل، وبدء حصول الضعف في القوة العضلية، وبدء الشعور بفقد القدرة على التحكم الجيد بعمليتي إخراج الفضلات.

وينصح د.ضياء الحاج الأشخاص الذين يعانون من آلام في الرقبة بتجنب الاستمرار في الجلوس لفترة طويلة والذي يكون فيه الفرد مضطرا لتثبيت الرقبة في اتجاه واحد، مثل القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون، ومحاولة الاعتدال والراحة كل خمس عشرة دقيقة على الأقل، والقيام ببعض التمرينات الخفيفة ، والمحافظة على وضع الرأس مستقيما مع العمود الفقري أثناء الجلوس لأنه كلما زاد زحف الرأس للأمام بمقدار بوصة واحدة (2.5 سم) تزداد الضغوط على فقرات الرقبة السفلى بمقدار وزن الرأس، لذا يجب أن يكون المكتب قريبا من الفرد وارتفاعه مناسبا بحيث يمنع انحناء الرقبة عليه ، و تجنب وجود فراغ بين أسفل الظهر ومسند الكرسي عند الجلوس في المنزل أو العمل أو السيارة، ويمكن وضع قاعدة خشبية مائلة صغيرة على المكتب لتساعد على القراءة أو الكتابة بدون انحناء الرقبة بحيث يكون ما يكتبه أو يقرؤه الشخص في مستوى النظر، والوضع الأمثل للعمل على الكمبيوتر يكون بوضع الشاشة في الأمام مباشرة وبوضع لوحة المفاتيح بحيث تكون الأكتاف في وضع معتدل وغير مرفوعتين إلى أعلى ويكون الكوع مثنيا تسعين درجة و يكون المعصم مسترخيا في وضع ثلاثين درجة ، وضرورة تحنب وضع سماعة الهاتف أو المحمول (الجوال أو الموبايل) بين الأذن والكتف عند القيام بعمل ما لأن هذا يؤدي إلى ضغط على العضلات العنقية وبالتالي يؤدي إلى تشنج العضلات في الجانب الممسك بالهاتف، وتجنب القراءة أو مشاهدة التلفاز والفرد مستلق على السرير، حيث تكون الرقبة في أغلب الأوضاع في وضع سيىء ، ومحاولة النوم مع الاحتفاظ بالرأس والرقبة في وضع مستقيم بحيث لا تكون الوسائد عالية جدا أو منخفضة جدا سواء كان ذلك والشخص نائم على جانبه أو على ظهره ، وتجنب النوم بقدر المستطاع أثناء الجلوس أو أثناء ركوب السيارة أو الباص.

ويؤكد د.ضياء الحاج أن للطب التكميلي مثل استعمال العلاج الطبيعي والإبر الصينية أهمية كبيرة في علاج آلآم الرقبة التي لاتحتاج إلى تدخل جراحي، ولكن في حالة عدم توفر هذه الطرق العلاجية لدى الطبيب المعالج فإنه يضطر لوصف الأدوية المسكنة والمرخية للعضلات ولكن لفترة قصيرة لما لها من تأثيرات جانبية على المعدة والكلى.. قد يحتاج المريض لاستخدام الكولار أو مايدعى بالرقبة الطبية في بعض الأحوال لفترة قصيرة لتقلل من حركة الرقبة ومن الضغوط على جذور الأعصاب، إن استعمالها ليس إجراء داعما ومريحا للعنق فحسب بل يحفظ الرقبة دافئة أيضا.. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الاستخدام الطويل للرقبةِ الطبيةِ يمكن أن يضعف عضلاتها، وبعض الحالاتِ يجب على طبيب الروماتيزم أن يحولها إلى طبيب المخ والأعصاب أو طبيب العظام وخاصة في حال تطور الأعراض بسرعة شديدة وخاصة التنميل والخدر وضعف العضلاتِ واستمرار الألم بالرغم من استعمال الطرق السابقة.