-A +A
سعيد الباحص-الدمام
يواجه رئيس نادي الأحساء الأدبي د. يوسف الجبر اليوم انتقادات مثقفين وأدباء من المحافظة في حوار مفتوح خصص لمعرفة التطلعات وأبرز الاحتياجات الثقافية والأدبية. ويأتي هذا اللقاء بعد أن تصاعدت أصوات أدباء من الأحساء رافضة ما حدث من ترشيح محام رئيسا جديدا للنادي الأدبي، بعد أن أمضى النادي وقتا في صراعات داخلية بين أعضاء مجلسه حول آلية العمل، وغيرها من الأمور الأشبه بالحركة الدرامية التي حدثت من الداخل مما أسفرت عن خلافات هيمنت على أداء المجلس، بل كادت أن تعرقل مسيرته ومنبره الثقافي.
ورغم أن حيثيات الصورة لم تظهر بوضوح على السطح، فان الحل أتى في النهاية وبعد عملية مخاض متعسرة الى حد ما، بتعيين المحامي يوسف الجبر القادم من خارج الوسط الثقافي والأدبي، على حد قول بعض الأدباء، رئيسا للنادي، خلفا للشيخ عبدالرحمن الملا.

ولم ينته الأمر هنا، فان ما حدث في الانتخابات الأخيرة، أثار حفيظة عدد من الأدباء، فأبدوا امتعاظهم الشديد واستنكارهم لما يحدث في هذا النادي الوليد. حول أبعاد هذه القضية والبحث عن تبعاتها، قال الناقد والأديب محمد عبدالله بودي بداية: ان من ينظر أولا للائحة الجديدة للأندية الأدبية يجد حقيقة عدم انطباق في شروط العضوية لمجالس إدارات الأندية على المحامي يوسف الجبر الرئيس الجديد للنادي، لا من حيث التخصص ولا حتى الإصدارات، كما ستثير إشكالية نظامية، حيث ان المادة 3/1 في نظام المحاماة تنص على ان: «المحامي لا يجيز له أن يجمع بين عمل حكومي أو خاص»، فكيف يكون رئيسا للنادي. وأضاف: إذن، لماذا هذا الخطأ الذي عولج به الأمر، مبديا خيبة أمله على هذا التعيين، قائلا: انه ليوم حزين على أدباء الأحساء عندما تواطأ فيه «تسعة رهط» أعدوا أنفسهم أدباء على وضع قضايا وتطلعات الأدباء والمثقفين وهمومهم في حقيبة محام كحجة استحكام أو دعوى يتم تسجيلها في كتابات العدل، مضيفا «أنه كان من الأولى والأجدر قبل تعيين الرئيس إحلال المجلس أولا الذي أثبت عدم قدرته على إدارة وتسيير دفة النادي، لنجدهم يقبلون برئيس لجنة المحامين بالغرفة التجارية بأن يكون رئيسا وقائدا للمركب الثقافي بالمحافظة، علما بأنه لم يكن في يوم من الأيام أديبا ينتمي الى الوسط الأدبي ولم يكن له إصدار إبداعي شعرا أو قصة أو رواية أو عملا نقديا أو حتى أي دراسة أدبية، ناهيك عن انه لم ينشغل أساسا بالهم الثقافي والأدبي، فسيرته العملية المشرفة في القضاء والمحاماة نحترمها، ونحتاج اليها لكن ليس في النادي الأدبي». واختتم بودي حديثه بإبداء خشيته من تحويل الحراك الأدبي في نادي الأحساء الى «مرافعات ولوائح اعتراضية ومدعون ومدعى عليهم ووصاية، والخوف أن تتحول ملفات النادي والمثقفين والأدباء الى ضبوطات وصكوك أحكام». ويرى الأديب عبدالله الملحم بدوره، أن الحمل الثقافي بكل تقاطعاته وإسقاطاته وإشكالاته التي عجز أعضاء النادي عن احتمالها وهم بالدرجة الأولى عصبة، لذلك لا أحسب أن الرئيس الجديد قادر على احتمال هذا الثقل الثقافي، كونه خارج هذا المحيط الثقافي، بل أنه غريب عن المشهد وغير محسوب على الأدباء، وبالتالي فدخوله في هذا المعترك ليكون رئيسا للنادي مضر به وبالنادي معا، بل أخشى أن يكون مصيرهما الفشل في النهاية، وذلك لانتفاء مفهوم نظرية مفادها «أن كل عمل لا يعطيه الإنسان كله لن ينال بعضه»، لأن أقوى دوافع العطاء عند الإنسان هو دافع الحب، والمنصرف عن الأدب عمره لا يمكن أن يكون محبا للأدب في يوم وليلة، واذا وقع الدكتور يوسف الجبر في هذا الفخ، وأعتقد بأنه أصبح أديبا حتما سيكون مصيره الفشل، أما إذا تعامل مع المرحلة بوصفه رجل قانون وتعاطى مع واقعه من منطلق حقوقي ضالته العدالة وغايته المساواة، فسينجح لهذا السبب، وليس لسبب آخر، وهذا الذي أتمنى عليه معرفته والعمل بمقتضاه. النادي يرد على الانتقادات في المقابل رد المتحدث الإعلامي للنادي د. ظافر الشهري على هذه الانتقادات، وقال لـ«عكاظ»: «أولا الأخ د. يوسف الجبر أكاديمي وعميد كلية سابقة، وأشرف على العديد من الرسائل الأكاديمية والعلمية، وله المشاركات في العديد من المؤتمرات والفعاليات الثقافية خارج وداخل المملكة إضافة الى عضويته في فريق بحث في مكتبة الملك عبدالعزيز لفترة زمنية، كما له مشاركات في الصالونات الأدبية والبرامج الثقافية إضافة الى انتمائه الى أسرة عريقة لها مكانتها في المنطقة الشرقية والمملكة بوجه عام. وأكد أن الانتخاب لرئيس النادي كان سريا، لذلك جاء الاجماع من مجلس الإدارة على ترشيحه. وحول الصخب الإعلامي بأن الجبر قادم من وسط بعيد تماما عن الحراك الأدبي والثقافي، قال: كان من الضروري ان يكون النقد منصبا على الأنشطة الثقافية وليس على الأشخاص، واذا كانت حجتهم بأنه يعمل في المحاماه فانه رجل مثقف والأندية الأدبية هي للمثقفين للأدباء وغير الأدباء. وحول روح الانسجام بين الأعضاء هل ظهرت بوادره بعد التعيين؟ أكد أن الأعضاء يعيشون انسجاما تاما بينهم مما نتج عنه وضع مجموعة من الأنشطة الهامة سيتم العمل بها في المنظور القريب، منها الملتقى السنوي (جواثا) واستضافة أسماء بارزة في الحراك الثقافي، كالدكتور سعيد السريحي وابراهيم البليهي وعبدالقدوس ابو صالح وعبدالرحمن العشماوي وحصه العوضي والشاعر أحمد بخيت من مصر وياسر الأطرش من سوريا والدكتور سمير الفراج. وخلص د. الشهري للقول:«النادي مقبل على نهضة شاملة، ود. يوسف الجبر ونحن كأعضاء تجمعنا اليوم روح التعاون وسنثبت ذلك».