-A +A
عبدالكريم الرازحي
الحطيئة شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام.
وكان جشعا دنيء النفس، بخيلا فيه طمع، قبيح المنظر دميما، رث الهيئة مغموز النسب ذا شر وسفه، وكان كلما نزل عند قوم أثار الرعب في أوساطهم وإذ بكبار القوم يلتقون فيما بينهم ويتشاورون ويفكرون بطريقة لاتقاء شر هذا الشاعر الهجَّاء الذي يمتلك سلاح دمار شامل هو سلاح الهجاء.
وكان الحطيئة الذي هجا الناس وهجا أمه وهجا نفسه يعيش ويكسب قوته بالهجاء.
حتى لقد قيل إن الخليفة عمر حبسه بعد أن شكاه البعض إليه وقيل إنه – أي الخليفه عمر – بعد ان أطلقه من الحبس اشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم.
لكن الحطيئة الذي عاش في الجاهلية والإسلام على هيئة شاعر، يعيش اليوم بيننا على هيئة صحافي.
ولكن إذا كان الحطيئة الشاعر من فحول الشعراء فإن الحطيئة الصحافي من فحول السفهاء.


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 155 مسافة ثم الرسالة