في مجال الدعاية السياسية يعد موضوع بطش هتلر باليهود الذين كانوا في ألمانيا آنذاك هو الأكثر إثارة قام بها اليهود وأعوانهم بل إن مصطلح "الدعاية" لم يكن لينتشر لولا ترديد ذلك المصطلح ومدى تأثيره على المتلقين والموجه إليهم وهم طرفان:
الطرف الأول وهو الموجه إليهم الهجوم، والطرف الثاني هم الذين أراد ضحايا المجزرة –إثارتهم- وإن يعلم مدى تأثيرها أو حجمها إلا قلة من السياسيين. أما ما يعلمه الطرف الثالث وهم المتلقون للهجمة الإعلامية فقد كان حصيلة التوجه الدعائي للمرسل فقط.
لقد استجاب الطرف الثاني من أركان الهجمة الدعائية بشكل عاطفي جعل الطرف الأول وهم الدعائيون وما يدعونه من تعذيب وإعدامات حقيقية واقعة في ضوء تجمعت العواطف المناوئة لسياسة هتلر ومؤيديه لتصدق ما أدعته الضحايا ومن ثم تكثيف الجهود لمساعدة الضحية (في عملية الهلوكوست) والانتقام لهم ولعل مساعدة الدول الغربية لليهود لكي يهاجروا إلى فلسطين ما كان ليتم بهذا الزخم لو لم تكن الهجمة الدعائية بهذا التأثير.
وما يواجهه الآن أبناء غزة لا يقل بأي حال من الأحوال عما جرى في أيام النازية إن لم يكن أشد ظلما وأكثر ألما لشعب معظمه ممن طردوا من منازلهم وأملاكهم في الأرض المحتلة فأصبحوا يعيشون في منازل غير كاملة التجهيز ومع ذلك هدمت عليهم فحتى كتابة هذا المقال بلغ عدد القتلى ألف ضحية ثلثاهم من الأطفال الأبرياء. أما عدد الجرحى فإن عددهم بلغ خمسة آلاف جريح معظمهم إصاباتهم شديدة ناهيك عن الهلع الذي خلفته الهجمات الهمجية المتسلطة.
ألا يتذكر الصهاينة ما حل بهم آنذاك فيرفعون أيديهم ويوقفون سلاحهم عن المجازر، أم أنهم استغلوا خبرة آبائهم وأجدادهم في التعامل مع ما حل بهم من هتلر وقومه فطبقوها من غير هوادة على ضحاياهم في غزة؟
وإذا كان اليهود آنذاك قد تعامل معهم العالم فأنجدهم، فإن العالم اليوم (بالعكس مما فعله في الماضي) هرع إلى المعتدين فصار يسندهم أو يتغاضى عن جرائمهم في هولوكست غزة.
وإذا كان الإعلام في الجريمة الأولى قد تفاعل مع المظلومين فإن إعلام اليوم (ومن ضمنه بعض الوسائل العربية) قد شغل الناس في قضايا تافهة مقارنة بما كان يجب عليه أن يؤديه لكي يرفض ضمير العالم للوقوف مع المظلوم ضد الظالم.
فكثير من فضائيات العرب شغلت نفسها بحركات مثيرة للغرائز ومتابعة لفعاليات اجتماعية أقل ما يقال عنها إنها ليست في وقتها المناسب.
أما الفضائيات الأجنبية فكلها إن لم تتعاطف مع المعتدي إلا أنها لم تعط المظلوم حقه من أبراز ما يلاقيه من ظلم.
إذن اجتمع على شعب غزة الصامد عوامل كثيرة في مجموعها مؤلمة، ومع ذلك فقد صمد ذلك الشعب الشجاع. لكن إلى متى ونحن نرى قنابل فسفورية تستخدم في هذا الهجوم الظالم مما يزيد من معاناة إخواننا في غزة ومن يرون معاناتهم من بعيد ولا يستطيعون أن يقدموا غير الدعاء والقنوت وذرف الدموع لقد تباطأ مجلس الأمن قبل أن يصدر قراره بطلب وقف المعارك ولكن المعتدي رفض القرار، ومع ذلك فلم نر ذلك المجلس اتخذ أي إجراء جزائي مقابل ذلك.
وبعض الدول العربية والإسلامية لم تتحرك بشكل إيجابي بوقف تسابق الدول في أوروبا وأمريكا لتأييد إسرائيل واليوم قد مر على الهجوم ما يقرب من ثلاثة أسابيع.
فإذا ما أضفنا إلى هذا وذاك ما برز من عدم وحدة الكلمة بين الفصائل الفلسطينية حيال هذا الهجوم الظالم فإن النتيجة كانت في غاية الألم على نفس كل إنسان عادل في تعامله مع القضية.
ولهذا فإن اجتماع هذه العوامل جعلت حكومة إسرائيل تتمادى في غيها وعدوانها مستمدة من تاريخها ومن دعم الدول الأوروبية لها منذ طغيان هتلر وفتكه باليهود في الخمسينات من القرن العشرين وما تلا ذلك من عوامل مثل عدم تسارع العرب والمسلمين لمعالجة القضية، وعدم اتفاق الإخوة في الفصائل الفلسطينية على حل عملي يحرج الصهاينة ومن يناصرونهم ولهذا وذاك وما هو خاف فإن علينا نحن العرب والمسلمين أن نوحد كلمتنا لئلا نكون عرضة لمثل هذا الطغيان الذي واجهناه منذ عهد النازية وحتى هلوكوست غزة الذي نفذه الصهاينة وهم على علم بأن الدول الكبرى لا تجرؤ على تحديهم فإن لم نفعل فتوقعوا مثل ذلك أو أشد منه في المستقبل.
أرجو الله ألا يؤاخذنا بهذا التقصير الذي هو تطبيق عملي لما قاله سيد الخلق محمد بن عبدالله حينما وصفنا نحن المسلمين بأننا كثيرون ولكننا غثاء كغثاء السيل ونرجو الله أن ينصرنا على أنفسنا وعلى أعدائنا وأن يرفع عن إخواننا في فلسطين ما هم فيه من ظلم.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة
الطرف الأول وهو الموجه إليهم الهجوم، والطرف الثاني هم الذين أراد ضحايا المجزرة –إثارتهم- وإن يعلم مدى تأثيرها أو حجمها إلا قلة من السياسيين. أما ما يعلمه الطرف الثالث وهم المتلقون للهجمة الإعلامية فقد كان حصيلة التوجه الدعائي للمرسل فقط.
لقد استجاب الطرف الثاني من أركان الهجمة الدعائية بشكل عاطفي جعل الطرف الأول وهم الدعائيون وما يدعونه من تعذيب وإعدامات حقيقية واقعة في ضوء تجمعت العواطف المناوئة لسياسة هتلر ومؤيديه لتصدق ما أدعته الضحايا ومن ثم تكثيف الجهود لمساعدة الضحية (في عملية الهلوكوست) والانتقام لهم ولعل مساعدة الدول الغربية لليهود لكي يهاجروا إلى فلسطين ما كان ليتم بهذا الزخم لو لم تكن الهجمة الدعائية بهذا التأثير.
وما يواجهه الآن أبناء غزة لا يقل بأي حال من الأحوال عما جرى في أيام النازية إن لم يكن أشد ظلما وأكثر ألما لشعب معظمه ممن طردوا من منازلهم وأملاكهم في الأرض المحتلة فأصبحوا يعيشون في منازل غير كاملة التجهيز ومع ذلك هدمت عليهم فحتى كتابة هذا المقال بلغ عدد القتلى ألف ضحية ثلثاهم من الأطفال الأبرياء. أما عدد الجرحى فإن عددهم بلغ خمسة آلاف جريح معظمهم إصاباتهم شديدة ناهيك عن الهلع الذي خلفته الهجمات الهمجية المتسلطة.
ألا يتذكر الصهاينة ما حل بهم آنذاك فيرفعون أيديهم ويوقفون سلاحهم عن المجازر، أم أنهم استغلوا خبرة آبائهم وأجدادهم في التعامل مع ما حل بهم من هتلر وقومه فطبقوها من غير هوادة على ضحاياهم في غزة؟
وإذا كان اليهود آنذاك قد تعامل معهم العالم فأنجدهم، فإن العالم اليوم (بالعكس مما فعله في الماضي) هرع إلى المعتدين فصار يسندهم أو يتغاضى عن جرائمهم في هولوكست غزة.
وإذا كان الإعلام في الجريمة الأولى قد تفاعل مع المظلومين فإن إعلام اليوم (ومن ضمنه بعض الوسائل العربية) قد شغل الناس في قضايا تافهة مقارنة بما كان يجب عليه أن يؤديه لكي يرفض ضمير العالم للوقوف مع المظلوم ضد الظالم.
فكثير من فضائيات العرب شغلت نفسها بحركات مثيرة للغرائز ومتابعة لفعاليات اجتماعية أقل ما يقال عنها إنها ليست في وقتها المناسب.
أما الفضائيات الأجنبية فكلها إن لم تتعاطف مع المعتدي إلا أنها لم تعط المظلوم حقه من أبراز ما يلاقيه من ظلم.
إذن اجتمع على شعب غزة الصامد عوامل كثيرة في مجموعها مؤلمة، ومع ذلك فقد صمد ذلك الشعب الشجاع. لكن إلى متى ونحن نرى قنابل فسفورية تستخدم في هذا الهجوم الظالم مما يزيد من معاناة إخواننا في غزة ومن يرون معاناتهم من بعيد ولا يستطيعون أن يقدموا غير الدعاء والقنوت وذرف الدموع لقد تباطأ مجلس الأمن قبل أن يصدر قراره بطلب وقف المعارك ولكن المعتدي رفض القرار، ومع ذلك فلم نر ذلك المجلس اتخذ أي إجراء جزائي مقابل ذلك.
وبعض الدول العربية والإسلامية لم تتحرك بشكل إيجابي بوقف تسابق الدول في أوروبا وأمريكا لتأييد إسرائيل واليوم قد مر على الهجوم ما يقرب من ثلاثة أسابيع.
فإذا ما أضفنا إلى هذا وذاك ما برز من عدم وحدة الكلمة بين الفصائل الفلسطينية حيال هذا الهجوم الظالم فإن النتيجة كانت في غاية الألم على نفس كل إنسان عادل في تعامله مع القضية.
ولهذا فإن اجتماع هذه العوامل جعلت حكومة إسرائيل تتمادى في غيها وعدوانها مستمدة من تاريخها ومن دعم الدول الأوروبية لها منذ طغيان هتلر وفتكه باليهود في الخمسينات من القرن العشرين وما تلا ذلك من عوامل مثل عدم تسارع العرب والمسلمين لمعالجة القضية، وعدم اتفاق الإخوة في الفصائل الفلسطينية على حل عملي يحرج الصهاينة ومن يناصرونهم ولهذا وذاك وما هو خاف فإن علينا نحن العرب والمسلمين أن نوحد كلمتنا لئلا نكون عرضة لمثل هذا الطغيان الذي واجهناه منذ عهد النازية وحتى هلوكوست غزة الذي نفذه الصهاينة وهم على علم بأن الدول الكبرى لا تجرؤ على تحديهم فإن لم نفعل فتوقعوا مثل ذلك أو أشد منه في المستقبل.
أرجو الله ألا يؤاخذنا بهذا التقصير الذي هو تطبيق عملي لما قاله سيد الخلق محمد بن عبدالله حينما وصفنا نحن المسلمين بأننا كثيرون ولكننا غثاء كغثاء السيل ونرجو الله أن ينصرنا على أنفسنا وعلى أعدائنا وأن يرفع عن إخواننا في فلسطين ما هم فيه من ظلم.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة