تنطلق غدا الإثنين في العاصمة الكويتية القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية التنموية الأولى بحضور قادة 22 دولة عربية .. ويرأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفد المملكة العربية السعودية إلى القمة. وفرضت أحداث غزة نفسها على جدول أعمالها التي كان يتعين أن تحمل عناوين اقتصادية، اتفق وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم يوم أمس الأول على تخصيص الجلسة الأولى من القمة لبحث ملف غزة .. بعد ان كان مقررا عقد لقاء تشاوري بشأنها على هامش اللقاء .. ومن المنتظر أن يوافق القادة العرب في اجتماعهم يوم غد على مشروع القرار الذي رفعه وزراء الخارجية حول غزة، وينص مشروع القرار على الالتزام بإعادة البناء والاعمار في قطاع غزة والاراضي الفلسطينية، وتوفير الامكانات المالية اللازمة لهذا الغرض، والتي تقدر بما يزيد على ملياري دولار بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية. ودعا مشروع القرار إلى تقديم دعم اضافي بقيمة 500 مليون دولار الى السلطة الفلسطينية لتمكينها من مواجهة العمليات الانسانية والصحية الطارئة في غزة . . في إشارة واضحة على الدعم العربي الثابت للسلطة الفلسطينية. وكشف مدير ادارة الوطن العربي في وزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي، ان جدول أعمال قمة الكويت سيتضمن بندين إضافيين أولهما تخصيص الجلسة الأولى بالكامل لمناقشة الوضع في غزة وثانيهما إضافة عبارة "قمة التضامن مع غزة" إلى شعار القمة.
وأضاف أن الاجتماعات التحضيرية المشتركة التي عقدها الوزراء وكبار المسؤولين العرب ناقشت قرارات وبنود اعلان الكويت والقرارات التي ستصدر في القمة إضافة إلى مجموعة من القرارات التي أقرها المسؤولون في اجتماعاتهم التحضيرية.
وذكر المباركي أن الاجتماع ناقش خطة العمل لرفعها للقادة في اجتماع القمة غدا. موضحا أن إعلان الكويت سيتضمن توصيات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية العرب اجتماع أمس الأول بإضافة بند يناقش الأزمة المالية العالمية و تأثيراتها.
ومن المقرر مشاركة السكرتير العام للمنظمة الدولية بان كي مون في هذه القمة شخصيا .. فيما أعلن العاهل المغربي محمد السادس أنه لن يحضر القمة احتجاجا منه على حالة الانقسام التي يشهدها الصف العربي .
وبدأت أمس السبت فعاليات المنتديات الاقتصادية التي تستمر حتى اليوم على هامش القمة، وهي منتديات مفتوحة يشارك فيها عدد من مؤسسات المجتمع المدني وعلى مستوى عال، وبمشاركة أكثر من 500 جهة وفرد من الوطن العربي، وهي جلسات مفتوحة تهدف إلى المشاركة الفاعلة والاستفادة من آراء المختصين.
ومن المقرر أن تناقش هذه المنتديات ( 8 ) قضايا رئيسة كالأزمة المالية العالمية والسياسات الممكنة للتخفيف من آثارها وتداعياتها على الوطن العربي بمشاركة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والقطاع الخاص وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي ومؤسسات المجتمع المدني، كما ان هناك جلسة للتجارة والاستثمار وتحرير التجارة العربية، وتوفير البيئة الملائمة لها بالإضافة إلى مشروع الأمن الغذائي والطاقة البديلة كالشمسية والنووية، وشبكة النقل والطرق وجلسة خاصة بالمياه والتعليم، والبحث العلمي والشباب والبطالة والتي تمثل هجرة العقول فيها 25%.
من جهة أخرى قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة البارحة، وقف العمليات العسكرية التي بدأتها قبل 22 يوما في قطاع غزة، من جانب واحد، بحسب مسؤول حكومي. وصوتت الحكومة بغالبية ساحقة على وقف إطلاق النار. وكانت الحملة التي قتل فيها أكثر من 1200 فلسطيني، تضم مئات من المدنيين، استمرت ثلاثة أسابيع من الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي قبل أن تقرر تل أبيب وقف النار من جانبها أمس. وفي المقابل، أعلنت حماس بالتزامن مع القرار الإسرائيلي أمس، رفضها إعلان تل أبيب وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في غزة، لافتة أنه لا ينهي المقاومة التي تبديها الحركة. وأضاف المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أن وقف إطلاق النار لا يعني إنهاء العدوان الإسرائيلي ولا ينهي الحصار.
من جهة أخرى، دخلت أمس حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة أسبوعها الرابع ، فقد كثفت القوات الإسرائيلية عدوانها رغم ما رددته أوساط في تل أبيب عن احتمال وقف لإطلاق النار. ونفذت إسرائيل مزيدا من الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، مع تركيز على أجزاء من مناطق غزة وعلى الشريط الحدودي في رفح.
وتزايدت حصيلة الشهداء إذ وصلت إلى 1200 شهيد ونحو 5300 جريح.
وفي مطلع الأسبوع الرابع تعرضت عدة مناطق في قطاع غزة أمس للقصف الإسرائيلي من البر والبحر والجو موقعة المزيد من الضحايا في صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وجرت اشتباكات في شمال غرب بيت لاهيا، في حين أدى القصف الإسرائيلي الذي شمل إطلاق قنابل الفوسفور إلى اشتعال النيران في وسط المدينة، ما دفع مئات السكان إلى النزوح في اتجاه مستشفى كمال عدوان في جباليا ،في حين تجري ترتيبات لنقلهم إلى إحدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على أمل توفير ملاذ آمن لهم.لكن هذه المدارس لم تعد تمثل ذلك الملاذ الآمن على ما يبدو.
ومن جانبه طالب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إجراء تحقيق موسع حول القصف الذي نفذه جيش الاحتلال، وطال مدرسة أخرى تابعة للأمم المتحدة في بيت لاهيا في قطاع غزة أمس، واصفا هذا العمل بـ «المشين». وقال خلال مؤتمر صحافي في بيروت التي يزورها في إطار جولة شرق أوسطية إن «مدرسة أخرى تابعة للأمم المتحدة أصابتها القوات الإسرائيلية». وأضاف «أدين بأشد العبارات هذا الاعتداء الذي لا يحتمل والثالث من نوعه» منذ 27 ديسمبر، تاريخ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وأسهب قائلا «قبل يومين عندما كنت أزور اسرائيل أعطاني كبار المسؤولين الإسرائيليين ضمانات بأن المباني التابعة للأمم المتحدة ستحترم بالكامل». وكان مصدر طبي فلسطيني وشهود عيان أفادوا أن امرأة وطفلا استشهدا في قصف إسرائيلي لمدرسة تديرها الأمم المتحدة، ولجأ اليها 1600 مدني فروا من المعارك، في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وذكرت المصادر ذاتها أن أحد عشر شخصا جرحوا في القصف الذي أدى إلى اندلاع حريق.
كما شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات مكثفة استهدفت مناطق ومنازل على الشريط الحدودي في رفح، فضلا عن استهداف عدد من المناطق المفتوحة قرب منازل المواطنين.
واستشهد الليلة الماضية شخصان على الأقل في غارة إسرائيلية على خان يونس. كما استهدفت العمليات الإسرائيلية مواقع في غرب بيت لاهيا وشمال غرب مدينة غزة.