بين الدكتور عاطف عبد الحميد كاتب استشاري ورئيس المجلس العلمي للمسالك البولية بمكة المكرمة، أن الغرغرينا (الآكلة) هي التهاب خلوي حاد مصاحب بتموت شديد للأنسجة الضامة تحت الجلد، ويمتد فيشمل الجلد والعضلات المحيط كذلك، ولكن هذا النوع من الغرغرينا والمنسوب إلى العالم الفرنسي جين الفريد فورنيير الذي أدخله للمراجع الطبية باسمه عام 1883م، موصوف في الكتب حاليا على أنه مرض غير شائع، حيث سجلت المراجع الطبية حوالى 600 حالة فقط منذ ذلك التاريخ، ولكن الممارس لتخصص الجراحة البولية في بلادنا يرى من هذه الحالة أكثر مما هو مسجل عالميا ولهذا وجب تسليط الضوء على هذا المرض الفتاك، لافتا إلى أن هذه الغرغرينا تبدأ كالتهاب بسيط قد يتطور إلى خراج صغير في منطقة العانة لدى الرجال، وقد تكون عقب عملية أو تدخل جراحي لمجرى البول أو فتحة الشرج أو جرح سطحي على الجلد بسبب الحلاقة، وقد لا يكون هناك سبب ظاهر لبداية الغرغرينا ولكن في كل الأحوال يتساهل المريض في علاج المشكلة من أولها، إما خجلا من كشف المنطقة أو تساهلا في التعامل معها فيلجأ للمضادات الحيوية التي لا تجدي إذا تحوصل الخراج. وأشار الدكتور كاتب إلى أن بعض المرضى يحاول علاج الخراج باستخدام آلة حادة بنفسه أو استخدام علاجات شعبية لا تفيده من ناحية وتؤخره عن عرض نفسه على الطبيب المختص من ناحية أخرى، حتى يتوسع نطاق الالتهاب فيشمل كامل الأعضاء التناسلية الخارجية وتنبعث منها رائحة التعفن وتتطلب بعد ذلك استئصالا عنيفا يشمل إزالة كيس الصفن وكامل الجلد وطبقات ما تحت الجلد على القضيب إلى فتحة الشرج طولا وما بين الفخذين عرضا، وقد يمتد التآكل إلى أنسجة البطن كذلك. ويؤكد الدكتور كاتب أن ارتفاع معدل الإصابة بهذا المرض لدينا يرجع إلى ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري، بالإضافة إلى السمنة و بروز البطون «الكروش»، حتى يقوم الشخص بحلاقة العانة «عمياني» وقد يجرح نفسه دون أن يرى أو يحس، لأن الإحساس في الأعصاب الطرفية ضعيف لدى مرضى السكري، ويزيد الأمر سوءا أن نظافة المنطقة رديئة لقربها من السبيلين وكثرة التعرق بسبب حرارة الطقس ويتوج كل هذه العوامل ضعف الوعي الصحي حيث لا يتوجه المريض إلى الطبيب المناسب في الوقت المناسب.