-A +A
ميسرة طاهر
توقف القتال فجر الأحد وخلف 1205 شهداء، بينهم 100 سيدة، و412 طفلا، أي أن نسبة النساء والأطفال بين الشهداء 42% وبلغ عدد الجرحى 5300 جريح أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين. ومشهد الطفلة التي أصيبت وترك اليهود كلابهم تجرها وتنهشها لم ولن يغيب من ذاكرة الصحفي الفرنسي الذي روى ما شاهد، وفي هذا السياق يسخر غدعون ليفي الكاتب في صحيفة هآرتس اليهودية من سياسية التعتيم الإعلامي التي انتهجتها القيادة العسكرية معتبراً أنها «ليست سوى دفن للرؤوس في الرمال»، وفي الوقت نفسه يتهمها بتغييب الحقائق عن الإسرائيليين. وينوه لتقرير ورد في يديعوت أحرونوت عن قصة سيدة يهودية في عسقلان حاولت إنقاذ قطتها، وقال إنه حاز على مساحة أوسع من خبر سقوط آلاف الأطفال والنساء في غزة، في حين اتهمت الناشطة السياسية الإسرائيلية شولامت ألوني قوات الجيش بالتضحية بأرواح المدنيين، وقالت إن الجيش حصل مؤخرا على الإذن بقتل المدنيين الذين يكونون بالقرب من شخص مطلوب وأضافت، أن الجرحى الذين ينجون من القصف يموتون في المستشفى بسبب نقص الكهرباء، إضافة إلى أن القطاع وبحسب البنك الدولي مهدد بكارثة بيئية هائلة قد تنجم عن انهيار خزان مياه الصرف الصحي الذي يحتوي على 450 مليون غالون من الفضلات.ويتحدث شراغا إيلام أن أحد أهداف إسرائيل من العدوان على قطاع غزة «هو تهجير أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين إلى خارج القطاع، على أن يكون شمال سيناء مستقرا لهم، وإرغام الاتحاد الأوروبي على قبول عدد آخر كلاجئين سياسيين، تحت ضغط المعاناة الإنسانية". ويرى إيلام أن إسرائيل لم تتوقف عن سياسة التطهير العرقي للتخلص من الفلسطينيين منذ عام 1948 بالقتل أو التهجير. ورأت أن بعض الرسوم الساخرة والمقالات الافتتاحية في الصحف عن اليهود وإسرائيل تبدو وكأنها تعود لأحلك أيام القرن العشرين. وطالبت جميع القيادات السياسية بقمع جميع أنواع ما وصفته بالتحريض والكراهية وشجبها وملاحقتها قانونيا، وقد اتهمها بعض الصحافيين بالإرهابية عند زيارتها لنادي الصحافة يوم وقعت مذكرة التفاهم مع رايس، وليس بعيدا عن هذا الموقف ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية من إدانة مائة من اليهود الأستراليين العدوان الإسرائيلي، ووصفوا هذا العدوان بالوحشي والفظيع. وأثارت الدولة الصهيونية في حربها على غزة حربا قانونية وحقوقية ضدها إذ قررت 90 منظمة أجنبية مقاضاتها أمام المحكمة الجنائية الدولية. ووصف المحامي الفرنسي دوفير ما يجري في غزة بأنه جريمة حرب تتجسد باستخدام الجيش الإسرائيلي القوة المفرطة، كما فجرت حربا أخلاقية ضدها حين أكد أحد أعضاء لجنة نوبل للسلام أن أعضاء اللجنة يشعرون بالخزي لمنحهم الرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز جائزة نوبل للسلام وذلك بعدما شاهدوا المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة. ودعت الكاتبة والناشطة الكندية ناعومي كلين في مقال لها في صحيفة الجارديان البريطانية بعنوان «كفى! حان وقت المقاطعة» إلى بدء اتخاذ إجراءات مقاطعة دولية ضد إسرائيل على غرار تلك التي فرضت على النظام العنصري في جنوب إفريقيا وأدت في النهاية إلى انهياره. في حين ترى مجلة تايم الأمريكية أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة تبدو أكثر خطرا وعقابا لإسرائيل، في ظل تضاؤل المكاسب مقارنة بتراجع هائل لسمعتها الأخلاقية، أما التحدي الآخر فهو ما وصفته المجلة بالقنبلة السكانية الموقوتة، حيث قالت إن الاحتمال الأكيد أن عدد العرب سيفوق اليهود على الأرض الممتدة ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وهو احتمال اعتبرته كارثيا بالنسبة لدولة تضفي على نفسها صبغة دينية. لذلك -تتابع تايم- فإن أمام إسرائيل خيارين، إما العيش مع دولة فلسطينية مستقلة، أو الانتظار حتى يصبح اليهود أقلية على أرضها، ويتلاشى الحلم الذي قامت على أساسه إسرائيل.


للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة



او عبر الفاكس رقم: 6327389 الهاتف: 2841552
الإيميل: Dr.Maisarah@yahoo.com