تروج محلات (أبوريالين) ومحلات العطارة والبسطات المتنقلة والباعة الجائلون لبعض مستحضرات التجميل والخلطات الجاهزة والأصباغ، وحتى لبعض المواد الطبية والأدوية مجهولة المصدر التي أثبتت التحاليل المخبرية مضارها وآثارها السلبية على صحة مستخدميها خاصة بين النساء. والسؤال الذي تطرحه هذه القضية: كيف وصلت هذه المواد إلى متناول المستهلك، وما حجم الأضرار المترتبة على استخدامه لها، وما دور الجهات المعنية في حمايته، ومراقبة تلك المحلات ومنع وصولها إلى الأسواق؟ تضمن التقرير الصادر عن وزارة التجارة والصناعة (الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري) لعام 1429هـ، أن الجولات الرقابية التي قام بها أعضاء هيئات ضبط الغش التجاري شملت التفتيش على 102032منشأة تجارية تزاول نشاط بيع وتصنيع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، وأسفرت عن إتلاف 646 طنا و67.445.147 وحدة من المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية غير الصالحة للاستهلاك أو الاستخدام الآدمي، وإحالة 136 قضية للجان الفصل في قضايا الغش التجاري لإصدار العقوبات بحق المخالفين، و 137 قضية لهيئة التحقيق والادعاء العام. وأشار التقرير إلى أن الوزارة وفروعها تلقت خلال الفترة المشار إليها 4334 شكوى تتعلق بتقليد علامات تجارية لسلع مشهورة، ووجود غش في الساعات والعطورات وأدوات التجميل والنظارات والملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية وقطع الغيار، وجرى التحقيق مع المخالفين وعرض مخالفاتهم على لجان الفصل في قضايا الغش التجاري.
جولة عكاظ
وهو ما كشفت عنه أيضا الجولة في جدة على محلات السلع المخفضة، وعلى البسطات المتنقلة أمام المساجد والأسواق، بما في ذلك بعض الأدوية الطبية والمستحضرات التجميلية مجهولة المصدر، فيما تجد هذه المحلات إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين من ذوي الدخل المحدود، نظرا لانخفاض أسعارها وتعدد منتجاتها في مكان واحد.
عدد من المواطنين تحدثوا عن الأضرار التي تسببها هذه المواد، وآثارها السلبية على البشرة والوجه واليدين وفروة الرأس، من حساسية والتهابات جلدية وغيرها من المخاطر التي تشكلها على الصحة العامة، مطالبين بتشديد الرقابة على هذه المحلات وحماية المستهلك، حيث أصبحت هذه المحلات مصدر قلق للمستهلكين.
يقول شامي صديق الشاعري: بعد اكتشاف أنواع من الشامبو التي لها أضرار على البشرة داخل الأسواق المحلية، لا أخفيك أنني أستغرب وجود مثل هذه المنتجات التي كتب عليها أنها تحتوي على عناصر طبيعية، وأستغرب أيضا اكتشافها بعد استخدامها وتداولها بين الناس ليتبين لاحقا مدى أضرار استعمالها على المدى البعيد، إذن أين هيئة المواصفات والمقاييس منذ البداية قبل نزول هذه المنتجات إلى الأسواق؟.
ويتساءل صالح هليل الحربي: إذا كانت الجهات المعنية بمراقبة الأسواق تؤكد أنها تراقب جميع أنواع السلع عند استيرادها من الخارج، فلماذا لم تراقب الثماني سلع من الشامبو التي تم اكتشافها مؤخرا داخل المحلات التجارية في أسواقنا المحلية علما بأن هذه الشركات لا يقتصر إنتاجها على الشامبو فقط، فهناك الكثير من منتجاتها الأخرى مثل معجون الأسنان الذي يستخدمه الكبار والصغار بالإضافة إلى مستحضرات التجميل وخلطات أخرى، لذلك فإن من المتوقع أن تحتوي هذه المنتجات على مواد مسرطنة، وأنه لم يتم فحصها في الأساس مطالبا الجهات المعنية بمراقبة السلع وتكثيف الرقابة على جميع المحلات التي تتواجد فيها مثل هذه المنتجات. وأضاف أنه رغم توفر جميع السلع في محلات (أبو ريالين)، إلا أنني أحرص على عدم شراء المواد التي تلامس أجسادنا مثل الشامبو والصابون ومستحضرات التجميل رغم رخص ثمنها، لكن ما ألاحظه أن هناك أنواعا كثيرة ومتعددة من أنواع الشامبو مختلفة الأشكال والأنواع هي في الحقيقة محل شك، لأن بعض الأسماء أو العلامات التجارية التي على عبواتها غريبة وتحتاج إلى معرفة مصدرها، نظرا لأن أسعارها الرخيصة تساعد على شرائها إضافة إلى أن أحجامها كبيرة وتغري الكثيرين ممن يبحثون عن التوفير. ويطالب معيوف المعيوف بملاحقة الباعة الجائلين داخل الأسواق الشعبية الذين يعرضون أشياء غريبة ومجهولة المصدر، و يقول: ما إن هممت بالنزول من سيارتي حتى اقترب مني أحدهم وتحدث إلي بصوت خافت وكأنه يراقبني « تريد علاجا للصلع هذا هو! تريد علاجا للسكر متوفر لدي!» وعندما قلت له: لا، انصرف يبحث عن ضحية أخرى. ولكن شمس الدين - البائع في أحد محلات (أبو ريالين) - يؤكد أن هناك إقبالا من المواطنين والمقيمين الذي يترددون على مثل هذه المحلات مرة كل شهر، «فهنا يجدون كل ما يحتاجونه بأقل الأسعار، ونحن نحرص على توفير جميع احتياجاتهم بدون استثناء في مكان واحد، وليس هناك أي مخالفة سواء من حيث صلاحية السلع، أو من حيث المواد التي نجلبها بالجملة، ولم يأت أحد يوما يشتكي منها. نحن نشتري جميع المنتجات من شركات معروفة وموجودة في السوق منذ سنوات وطالما أنها متوفرة فلا أعتقد أن دورنا الكشف عنها، هناك جهات مختصة في ذلك».
محلات العطارة
أبدى عدد من الأهالي في حفر الباطن انزعاجهم من الوصفات العشوائية التي يبيعها العطارون للمساعدة في إنقاص الوزن أو زيادته او للرشاقة وغيرها، علما أن لها مردودا سلبيا على صحة الإنسان نظرا لأن بعض الأعشاب غير معروفة، مطالبين بإحكام الرقابة على هذه المحلات.
محمد الحربي (معلم) حذر من أضرار أعشاب التخسيس مؤكدا أن تعاطيها بلا دراية يكون له مردود سيئ على الصحة، مشيرا إلى أن الاعتقاد الخاطئ بأن لا ضرر من استخدام الأعشاب جعل الكثيرين يقبلون عليها دون مراجعة الطبيب وهنا مكمن الخطر.
وأشار أبو محمود - بائع في أحد محلات العطارة- إلى أن أكثر رواد المحل من النساء اللاتي يلجأن إلى الأعشاب بهدف التخسيس، خاصة بعد أن يزداد وزنهن بعد الحمل والولادة.
ويقول علي الحربي: في الحقيقة لا نجد أية معلومات لبعض الكريمات التى تساعد على إزالة حب الشباب مثلا، ولكن نعتقد أن ما لدى العطار إن لم ينفع لا يضر، وعلى هذا الأساس تجد الناس تأتي إلى العطارين.
ويروي حمد الحمود (موظف): ذهبت كغيري لمحل عطارة واشتريت كريما لترطيب الوجه لزوجتي ولاحظنا بعد استخدامه بساعتين وجود احمرار في الخدود وحكة، وفي اليوم التالي أصبحت خدودها ناشفة وفي جلدها بعض القشور والبقع الداكنة. وبعد أن ذهبنا للطبيب قال إن الكريمات ليست صحية فسببت لهاحساسية، ولم نتغلب على هذه المشكلة إلابعد فترة ولم نعد نثق في مثل هذه المحلات.
خلطات الحناء
قالت أم علي إنها عندما تذهب لمحل عطارة تتأكد من الأعشاب الأصلية التي توجد في المحلات، ولكنها قليلة حيث إن هناك أعشابا مخلوطة بطريقة عشوائية «ولاحظت في أكثر من محل وجود حشرات بين أكياس العطارة».
أحمد قحل يشير إلى بقالة تجارية لعمالة وافدة وسط مدينة جازان يباع فيها كل شيء وبشكل خاص المنتجات الآسيوية، وكان من اللافت رؤية أدوية ومستحضرات تجميل وقد علاها الغبار، موجودة في الرفوف القابعة خلف البائع تماما منذ أكثر من عام وهي فقط تنتظر المستهلك الذي سيقع ضحية لها.
رئيس وحدة المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور فهد الخديري، أشار إلى أن هناك منظمات أهلية أمريكية اعترفت في وقت سابق أن قائمة طويلة من مواد التجميل والشامبو وبعض المساحيق التجميلية الأخرى ومنتجات الأطفال التي يتم تصديرها إلى أسواق الخليج وبعض الدول العربية الأخرى، تتضمن مواد مسرطنة محظورة ومن بينها منتجات تحمل علامات تجارية عالمية، تلقى إقبالا كبيرا في الدول الخليجية.
وحسب المنظمات التي أصدرت بيانا بهذا الشأن فإن بعض المستحضرات ومنتجات الشامبو ومواد التجميل التي يتم تصديرها إلى الخليج ومصر والأردن ودول أخرى، تحتوي على مادة الـديوين 1,4 المسرطن، وأكد أن هذه المادة قد أثبتت الأبحاث العلمية أنها مسبب رئيس لمرض السرطان، إلا أن الدكتور الخديري قال إنه ما زال غير متأكد من وجود هذه المادة في المنتجات التي تحدث عنها التقرير الأمريكي. ووصف المادة بأنها «سامة جدا»، وتسبب مشاكل وأمراضا في الجلد إذا كانت موجودة في الشامبو، وقال إن قوة تأثيرها ترجع إلى كميتها ونسبة تركيزها، مشيرا إلى أنها حتى لو كانت موجودة بنسب مسموحة فإن بعض الأطفال قد يسرف في استخدام المنتجات التي تتضمنها بما يؤدي إلى تعرضهم للخطر.
ودعا الدكتور الخديري الدول العربية والخليجية إلى إيجاد مختبرات متخصصة للكشف عن المواد الضارة في المنتجات التي يتم استيرادها، وقال يجب أن يكون في كل مركز جمركي أو منفذ حدودي مختبر متكامل ومجهز للكشف عن المواد الواردة، وعدم الاعتماد على شهادات المنشأ معها.
تحذيرات طبية
مدير الشؤون الصحية بحفر الباطن مطلق الخمعلي، حذر من خطورة المستحضرات غير المعتمدة والوصفات الشعبية وما تسببه من خطورة على صحة الإنسان، لما تحويه من مواد سامة لا يدرك ضررها المستهلك إلا بعد استخدامها وظهور نتائجها، خاصة الدهون والكريمات التى قد تسبب تشوهات وحروقا في الجلد.
ويرى الصيدلاني إبراهيم السميري، أن تحويل مستحضرات التجميل من المحلات التجارية إلى المحلات المتخصصة والصيدليات هو الحل الأنجع للحفاظ على الصحة، مع السماح لعدد قليل من المستحضرات للبيع في المحلات التجارية وهي الماركات التجميلية المعروفة من شامبو وصابون وكريمات فقط، مضيفا أن الرقابة المفروضة على الصيدليات وسلامة معظمها من المواد المسرطنة تعطيها الأفضلية لبيع هذه المنتجات حفاظا على صحة المواطن والمستهلك.
مستحضرات مسرطنة
مدير فرع التجارة والصناعة في منطقة جازان المهندس محمد عزي زبيدي، أكد أن فرع التجارة خلال جولاته على عدد من المحلات التجارية في المنطقة مؤخرا، كشف عن عدد من المنتجات الممنوعة والمسرطنة تقدر بحوالى 100 كرتون لثمانية منتجات وهي الشامبوهات المسرطنة. وأكد زبيدي أن كافة فرق التجارة تقوم بزيارات مكثفة على مختلف المحلات التجارية، وهي بحاجة إلى تعاون المواطن للإبلاغ عن المحلات التي تبيع هذه المستحضرات الخطيرة على صحة المواطن والمقيم.
مختبرات مراقبة الجودة
من جانبه أكد الدكتور عبد العالي العبدالعالي مديرعام مكافحة الغش التجاري في وزارة التجارة أن نظام العلامات التجارية أسند مهمة ضبط النوعيات المخالفة في الأسواق والمحلات التجارية والمستودعات لأعضاء هيئة ضبط الغش التجاري في الوزارة، مضيفا أن السلع المقلدة لا يتم النظر فيما إن كانت مطابقة أو غير مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة، كون الهدف حماية العلامة التجارية المسجلة لدى وزارة التجارة والصناعة، بالإضافة إلى حماية المستهلك، مؤكدا تطبيق الوزارة كافة أحكام الرقابة على الأسواق لمكافحة الغش التجاري والتقليد حفاظا على صحة وسلامة المستهلك، مشددا على دور مختبرات مراقبة الجودة النوعية التابعة لوزارة التجارة والصناعة في المنافذ الجوية والبرية والبحرية في هذا الشأن، فيما تقوم الجمارك بإحالة عينات من الإرساليات الواردة للمختصين في مختبرات مراقبة الجودة النوعية أو للإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري بالوزارة لإبداء المرئيات حيال إمكانية فسح أو رفض الإرسالية بعد التحقق من العلامة التجارية، وتقوم هيئة ضبط الغش التجاري بضبط السلع المقلدة والتحفظ عليها واستدعاء المخالفين واستكمال الإجراءات النظامية لتتم إحالة كامل أوراق المخالفة مع عينة من السلع الأصلية والمقلدة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لترفع الدعوى الجزائية أمام ديوان المظالم للفصل فيها وإصدار الحكم القضائي وإعادتها للوزارة لتنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم حسب ما يقضي به نظام العلامات التجارية .
إيقاف فسح المسرطنة
من جهته أوضح رئيس هيئة الدواء والغذاء في هيئة المواصفات والمقاييس الدكتور محمد الكنهل أن هناك مشكلات كثيرة في السوق سواء من الحليب أو من أدوات التجميل أو الخلطات العشبية غير الآمنة، مؤكدا أن هيئة الغذاء تسعى الآن لإطلاق حملة للتخلص من تلك المشكلات واعتبر أن نسبة الوعي لدى المواطنين والمقيمين بدأت تزداد مع الإعلان عن أنواع الشامبو المسرطنة الأسبوع الماضي.
جولة عكاظ
وهو ما كشفت عنه أيضا الجولة في جدة على محلات السلع المخفضة، وعلى البسطات المتنقلة أمام المساجد والأسواق، بما في ذلك بعض الأدوية الطبية والمستحضرات التجميلية مجهولة المصدر، فيما تجد هذه المحلات إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين من ذوي الدخل المحدود، نظرا لانخفاض أسعارها وتعدد منتجاتها في مكان واحد.
عدد من المواطنين تحدثوا عن الأضرار التي تسببها هذه المواد، وآثارها السلبية على البشرة والوجه واليدين وفروة الرأس، من حساسية والتهابات جلدية وغيرها من المخاطر التي تشكلها على الصحة العامة، مطالبين بتشديد الرقابة على هذه المحلات وحماية المستهلك، حيث أصبحت هذه المحلات مصدر قلق للمستهلكين.
يقول شامي صديق الشاعري: بعد اكتشاف أنواع من الشامبو التي لها أضرار على البشرة داخل الأسواق المحلية، لا أخفيك أنني أستغرب وجود مثل هذه المنتجات التي كتب عليها أنها تحتوي على عناصر طبيعية، وأستغرب أيضا اكتشافها بعد استخدامها وتداولها بين الناس ليتبين لاحقا مدى أضرار استعمالها على المدى البعيد، إذن أين هيئة المواصفات والمقاييس منذ البداية قبل نزول هذه المنتجات إلى الأسواق؟.
ويتساءل صالح هليل الحربي: إذا كانت الجهات المعنية بمراقبة الأسواق تؤكد أنها تراقب جميع أنواع السلع عند استيرادها من الخارج، فلماذا لم تراقب الثماني سلع من الشامبو التي تم اكتشافها مؤخرا داخل المحلات التجارية في أسواقنا المحلية علما بأن هذه الشركات لا يقتصر إنتاجها على الشامبو فقط، فهناك الكثير من منتجاتها الأخرى مثل معجون الأسنان الذي يستخدمه الكبار والصغار بالإضافة إلى مستحضرات التجميل وخلطات أخرى، لذلك فإن من المتوقع أن تحتوي هذه المنتجات على مواد مسرطنة، وأنه لم يتم فحصها في الأساس مطالبا الجهات المعنية بمراقبة السلع وتكثيف الرقابة على جميع المحلات التي تتواجد فيها مثل هذه المنتجات. وأضاف أنه رغم توفر جميع السلع في محلات (أبو ريالين)، إلا أنني أحرص على عدم شراء المواد التي تلامس أجسادنا مثل الشامبو والصابون ومستحضرات التجميل رغم رخص ثمنها، لكن ما ألاحظه أن هناك أنواعا كثيرة ومتعددة من أنواع الشامبو مختلفة الأشكال والأنواع هي في الحقيقة محل شك، لأن بعض الأسماء أو العلامات التجارية التي على عبواتها غريبة وتحتاج إلى معرفة مصدرها، نظرا لأن أسعارها الرخيصة تساعد على شرائها إضافة إلى أن أحجامها كبيرة وتغري الكثيرين ممن يبحثون عن التوفير. ويطالب معيوف المعيوف بملاحقة الباعة الجائلين داخل الأسواق الشعبية الذين يعرضون أشياء غريبة ومجهولة المصدر، و يقول: ما إن هممت بالنزول من سيارتي حتى اقترب مني أحدهم وتحدث إلي بصوت خافت وكأنه يراقبني « تريد علاجا للصلع هذا هو! تريد علاجا للسكر متوفر لدي!» وعندما قلت له: لا، انصرف يبحث عن ضحية أخرى. ولكن شمس الدين - البائع في أحد محلات (أبو ريالين) - يؤكد أن هناك إقبالا من المواطنين والمقيمين الذي يترددون على مثل هذه المحلات مرة كل شهر، «فهنا يجدون كل ما يحتاجونه بأقل الأسعار، ونحن نحرص على توفير جميع احتياجاتهم بدون استثناء في مكان واحد، وليس هناك أي مخالفة سواء من حيث صلاحية السلع، أو من حيث المواد التي نجلبها بالجملة، ولم يأت أحد يوما يشتكي منها. نحن نشتري جميع المنتجات من شركات معروفة وموجودة في السوق منذ سنوات وطالما أنها متوفرة فلا أعتقد أن دورنا الكشف عنها، هناك جهات مختصة في ذلك».
محلات العطارة
أبدى عدد من الأهالي في حفر الباطن انزعاجهم من الوصفات العشوائية التي يبيعها العطارون للمساعدة في إنقاص الوزن أو زيادته او للرشاقة وغيرها، علما أن لها مردودا سلبيا على صحة الإنسان نظرا لأن بعض الأعشاب غير معروفة، مطالبين بإحكام الرقابة على هذه المحلات.
محمد الحربي (معلم) حذر من أضرار أعشاب التخسيس مؤكدا أن تعاطيها بلا دراية يكون له مردود سيئ على الصحة، مشيرا إلى أن الاعتقاد الخاطئ بأن لا ضرر من استخدام الأعشاب جعل الكثيرين يقبلون عليها دون مراجعة الطبيب وهنا مكمن الخطر.
وأشار أبو محمود - بائع في أحد محلات العطارة- إلى أن أكثر رواد المحل من النساء اللاتي يلجأن إلى الأعشاب بهدف التخسيس، خاصة بعد أن يزداد وزنهن بعد الحمل والولادة.
ويقول علي الحربي: في الحقيقة لا نجد أية معلومات لبعض الكريمات التى تساعد على إزالة حب الشباب مثلا، ولكن نعتقد أن ما لدى العطار إن لم ينفع لا يضر، وعلى هذا الأساس تجد الناس تأتي إلى العطارين.
ويروي حمد الحمود (موظف): ذهبت كغيري لمحل عطارة واشتريت كريما لترطيب الوجه لزوجتي ولاحظنا بعد استخدامه بساعتين وجود احمرار في الخدود وحكة، وفي اليوم التالي أصبحت خدودها ناشفة وفي جلدها بعض القشور والبقع الداكنة. وبعد أن ذهبنا للطبيب قال إن الكريمات ليست صحية فسببت لهاحساسية، ولم نتغلب على هذه المشكلة إلابعد فترة ولم نعد نثق في مثل هذه المحلات.
خلطات الحناء
قالت أم علي إنها عندما تذهب لمحل عطارة تتأكد من الأعشاب الأصلية التي توجد في المحلات، ولكنها قليلة حيث إن هناك أعشابا مخلوطة بطريقة عشوائية «ولاحظت في أكثر من محل وجود حشرات بين أكياس العطارة».
أحمد قحل يشير إلى بقالة تجارية لعمالة وافدة وسط مدينة جازان يباع فيها كل شيء وبشكل خاص المنتجات الآسيوية، وكان من اللافت رؤية أدوية ومستحضرات تجميل وقد علاها الغبار، موجودة في الرفوف القابعة خلف البائع تماما منذ أكثر من عام وهي فقط تنتظر المستهلك الذي سيقع ضحية لها.
رئيس وحدة المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور فهد الخديري، أشار إلى أن هناك منظمات أهلية أمريكية اعترفت في وقت سابق أن قائمة طويلة من مواد التجميل والشامبو وبعض المساحيق التجميلية الأخرى ومنتجات الأطفال التي يتم تصديرها إلى أسواق الخليج وبعض الدول العربية الأخرى، تتضمن مواد مسرطنة محظورة ومن بينها منتجات تحمل علامات تجارية عالمية، تلقى إقبالا كبيرا في الدول الخليجية.
وحسب المنظمات التي أصدرت بيانا بهذا الشأن فإن بعض المستحضرات ومنتجات الشامبو ومواد التجميل التي يتم تصديرها إلى الخليج ومصر والأردن ودول أخرى، تحتوي على مادة الـديوين 1,4 المسرطن، وأكد أن هذه المادة قد أثبتت الأبحاث العلمية أنها مسبب رئيس لمرض السرطان، إلا أن الدكتور الخديري قال إنه ما زال غير متأكد من وجود هذه المادة في المنتجات التي تحدث عنها التقرير الأمريكي. ووصف المادة بأنها «سامة جدا»، وتسبب مشاكل وأمراضا في الجلد إذا كانت موجودة في الشامبو، وقال إن قوة تأثيرها ترجع إلى كميتها ونسبة تركيزها، مشيرا إلى أنها حتى لو كانت موجودة بنسب مسموحة فإن بعض الأطفال قد يسرف في استخدام المنتجات التي تتضمنها بما يؤدي إلى تعرضهم للخطر.
ودعا الدكتور الخديري الدول العربية والخليجية إلى إيجاد مختبرات متخصصة للكشف عن المواد الضارة في المنتجات التي يتم استيرادها، وقال يجب أن يكون في كل مركز جمركي أو منفذ حدودي مختبر متكامل ومجهز للكشف عن المواد الواردة، وعدم الاعتماد على شهادات المنشأ معها.
تحذيرات طبية
مدير الشؤون الصحية بحفر الباطن مطلق الخمعلي، حذر من خطورة المستحضرات غير المعتمدة والوصفات الشعبية وما تسببه من خطورة على صحة الإنسان، لما تحويه من مواد سامة لا يدرك ضررها المستهلك إلا بعد استخدامها وظهور نتائجها، خاصة الدهون والكريمات التى قد تسبب تشوهات وحروقا في الجلد.
ويرى الصيدلاني إبراهيم السميري، أن تحويل مستحضرات التجميل من المحلات التجارية إلى المحلات المتخصصة والصيدليات هو الحل الأنجع للحفاظ على الصحة، مع السماح لعدد قليل من المستحضرات للبيع في المحلات التجارية وهي الماركات التجميلية المعروفة من شامبو وصابون وكريمات فقط، مضيفا أن الرقابة المفروضة على الصيدليات وسلامة معظمها من المواد المسرطنة تعطيها الأفضلية لبيع هذه المنتجات حفاظا على صحة المواطن والمستهلك.
مستحضرات مسرطنة
مدير فرع التجارة والصناعة في منطقة جازان المهندس محمد عزي زبيدي، أكد أن فرع التجارة خلال جولاته على عدد من المحلات التجارية في المنطقة مؤخرا، كشف عن عدد من المنتجات الممنوعة والمسرطنة تقدر بحوالى 100 كرتون لثمانية منتجات وهي الشامبوهات المسرطنة. وأكد زبيدي أن كافة فرق التجارة تقوم بزيارات مكثفة على مختلف المحلات التجارية، وهي بحاجة إلى تعاون المواطن للإبلاغ عن المحلات التي تبيع هذه المستحضرات الخطيرة على صحة المواطن والمقيم.
مختبرات مراقبة الجودة
من جانبه أكد الدكتور عبد العالي العبدالعالي مديرعام مكافحة الغش التجاري في وزارة التجارة أن نظام العلامات التجارية أسند مهمة ضبط النوعيات المخالفة في الأسواق والمحلات التجارية والمستودعات لأعضاء هيئة ضبط الغش التجاري في الوزارة، مضيفا أن السلع المقلدة لا يتم النظر فيما إن كانت مطابقة أو غير مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة، كون الهدف حماية العلامة التجارية المسجلة لدى وزارة التجارة والصناعة، بالإضافة إلى حماية المستهلك، مؤكدا تطبيق الوزارة كافة أحكام الرقابة على الأسواق لمكافحة الغش التجاري والتقليد حفاظا على صحة وسلامة المستهلك، مشددا على دور مختبرات مراقبة الجودة النوعية التابعة لوزارة التجارة والصناعة في المنافذ الجوية والبرية والبحرية في هذا الشأن، فيما تقوم الجمارك بإحالة عينات من الإرساليات الواردة للمختصين في مختبرات مراقبة الجودة النوعية أو للإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري بالوزارة لإبداء المرئيات حيال إمكانية فسح أو رفض الإرسالية بعد التحقق من العلامة التجارية، وتقوم هيئة ضبط الغش التجاري بضبط السلع المقلدة والتحفظ عليها واستدعاء المخالفين واستكمال الإجراءات النظامية لتتم إحالة كامل أوراق المخالفة مع عينة من السلع الأصلية والمقلدة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لترفع الدعوى الجزائية أمام ديوان المظالم للفصل فيها وإصدار الحكم القضائي وإعادتها للوزارة لتنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم حسب ما يقضي به نظام العلامات التجارية .
إيقاف فسح المسرطنة
من جهته أوضح رئيس هيئة الدواء والغذاء في هيئة المواصفات والمقاييس الدكتور محمد الكنهل أن هناك مشكلات كثيرة في السوق سواء من الحليب أو من أدوات التجميل أو الخلطات العشبية غير الآمنة، مؤكدا أن هيئة الغذاء تسعى الآن لإطلاق حملة للتخلص من تلك المشكلات واعتبر أن نسبة الوعي لدى المواطنين والمقيمين بدأت تزداد مع الإعلان عن أنواع الشامبو المسرطنة الأسبوع الماضي.