لا أظن أن فردا واحدا سيحزن على رحيل الرئيس دبليو بوش عن الساحة السياسية، ولا أظن أن أحدا سيذكر موقفا إنسانيا واحدا له، فالرجل ومن عمل معه قُدّت قلوبهم من صخر، وإن قيل إن الرحمة لا تعرف طريقا إلى نفوسهم فذلك صحيح.
أحاط التعصب الديني المتطرف بالرئيس بوش ومن عملوا معه، فسد عليهم كل طرق الإنسانية، بل ارتكبوا أكبر حروب التطرف الديني في أفغانستان والعراق والصومال، وجعلوا شعارهم (من ليس معنا فهو ضدنا) وتغير في عهدهم وجه أمريكا المشرق التي عرفت بالدفاع عن حقوق الإنسان ومناصرتها، وتحولت في عهدهم حقوق الإنسان والديمقراطية إلى ذريعة لإرهاب الدول والأفراد والقضاء على مؤسسات العمل الخيرية.
ومن ينسى تلك الفتاة ذات الأربعة عشر ربيعا وهي عبير الجنابي التي اغتصبها الجنود في العراق ثم أحرقوها مع عائلتها ولم تزد عقوبة مرتكب الجريمة عن حبسه سنة واحدة، وأي إنسان تغيب عن ذاكرته جرائم سجن أبوغريب وما نشر من صور مروعة ليس إلا غيضا من فيض، ومن لا يذكر آلاف اليتامى والأيامى والمعاقين في العراق، ومن ينكر إشعال الحرب الطائفية في العراق، ومن ينسى ذلك السجن الذي أصبح سُبَّة في التاريخ، إنه سجن غوانتانامو الذي اتصف بكل الوحشية وبإهدار حقوق الإنسان وإهانة الكتب المقدسة وبالتفنن في أساليب التعذيب وبإهدار قوانين العدالة.
إذا انتهى عهد سياسي ينظر المؤرخ إلى ما له من حسنات، وما عليه من مآخذ، ولا أخال أن منصفا سيجد حسنة واحدة يكتبها في سجل الرئيس بوش الذي أراد الله أن يمهر عهده بقذيفة حذاء ينحني أمامها، ولو كان منصفا وديمقراطيا لأمر في الحال بإطلاق سراح منتظر الزيدي الذي لم يستطع إخفاء غيظه من دماء العراقيين التي أسالتها حرب بُنيت على التعصب الديني وتزييف الحقائق، وهدم البيوت على الأطفال بدعوى ضربة استباقية. من سيعيد مخطوطات مكتبة الأوقاف العراقية وكتب دار الكتب الوطنية التي أحرقت وهي كنوز ثقافية، ومن سيعيد ما دمر أو سرق من قاعات الآثار العراقية، ومن سيحاسب من دمر مؤسسات الدولة العراقية، إنه احتلال لم يشهد التاريخ احتلالا مدمرا مثله من قبل في تدمير الثقافة.
سيعود لأمريكا وجهها الثقافي والإنساني، وستتعايش مع شعوب العالم كما تعايشت أعراقه على أرضها، وستعود ملجأ لطالب الدواء والعلم، وستعود المؤسسات الخيرية الإنسانية، ولكن ما حدث لن ينساه التاريخ، لقد ابتعد الرئيس بوش بجسمه عن الساحة السياسية، ولكن بقيت على الأرض المآسي، وبقيت في العقول ذكريات الجور والظلم، ولن ينسى العالم آخر مذبحة لأطفال غزة، ولا جثث الأطفال الذين ماتوا في العالم حين أوقفت جمعيات الإغاثة الخيرية بإلصاق الإرهاب بها.
لقد انتهى عهد إرهاب الدول وبدأ عهد حماية الإنسان، أو هكذا يؤمل، أن يعود العالم عالما واحدا يدعم الخير والإنسانية، ويقف ضد الجور ممن يرى القوة في العسكرية التي لم تحقق نصرا، ولكنها دمرت الإنسانية، المؤمل أن ينتهي عهد جرائم الحرب والتعذيب
فاكس 01231053
Ibn-jammal@hotmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة
أحاط التعصب الديني المتطرف بالرئيس بوش ومن عملوا معه، فسد عليهم كل طرق الإنسانية، بل ارتكبوا أكبر حروب التطرف الديني في أفغانستان والعراق والصومال، وجعلوا شعارهم (من ليس معنا فهو ضدنا) وتغير في عهدهم وجه أمريكا المشرق التي عرفت بالدفاع عن حقوق الإنسان ومناصرتها، وتحولت في عهدهم حقوق الإنسان والديمقراطية إلى ذريعة لإرهاب الدول والأفراد والقضاء على مؤسسات العمل الخيرية.
ومن ينسى تلك الفتاة ذات الأربعة عشر ربيعا وهي عبير الجنابي التي اغتصبها الجنود في العراق ثم أحرقوها مع عائلتها ولم تزد عقوبة مرتكب الجريمة عن حبسه سنة واحدة، وأي إنسان تغيب عن ذاكرته جرائم سجن أبوغريب وما نشر من صور مروعة ليس إلا غيضا من فيض، ومن لا يذكر آلاف اليتامى والأيامى والمعاقين في العراق، ومن ينكر إشعال الحرب الطائفية في العراق، ومن ينسى ذلك السجن الذي أصبح سُبَّة في التاريخ، إنه سجن غوانتانامو الذي اتصف بكل الوحشية وبإهدار حقوق الإنسان وإهانة الكتب المقدسة وبالتفنن في أساليب التعذيب وبإهدار قوانين العدالة.
إذا انتهى عهد سياسي ينظر المؤرخ إلى ما له من حسنات، وما عليه من مآخذ، ولا أخال أن منصفا سيجد حسنة واحدة يكتبها في سجل الرئيس بوش الذي أراد الله أن يمهر عهده بقذيفة حذاء ينحني أمامها، ولو كان منصفا وديمقراطيا لأمر في الحال بإطلاق سراح منتظر الزيدي الذي لم يستطع إخفاء غيظه من دماء العراقيين التي أسالتها حرب بُنيت على التعصب الديني وتزييف الحقائق، وهدم البيوت على الأطفال بدعوى ضربة استباقية. من سيعيد مخطوطات مكتبة الأوقاف العراقية وكتب دار الكتب الوطنية التي أحرقت وهي كنوز ثقافية، ومن سيعيد ما دمر أو سرق من قاعات الآثار العراقية، ومن سيحاسب من دمر مؤسسات الدولة العراقية، إنه احتلال لم يشهد التاريخ احتلالا مدمرا مثله من قبل في تدمير الثقافة.
سيعود لأمريكا وجهها الثقافي والإنساني، وستتعايش مع شعوب العالم كما تعايشت أعراقه على أرضها، وستعود ملجأ لطالب الدواء والعلم، وستعود المؤسسات الخيرية الإنسانية، ولكن ما حدث لن ينساه التاريخ، لقد ابتعد الرئيس بوش بجسمه عن الساحة السياسية، ولكن بقيت على الأرض المآسي، وبقيت في العقول ذكريات الجور والظلم، ولن ينسى العالم آخر مذبحة لأطفال غزة، ولا جثث الأطفال الذين ماتوا في العالم حين أوقفت جمعيات الإغاثة الخيرية بإلصاق الإرهاب بها.
لقد انتهى عهد إرهاب الدول وبدأ عهد حماية الإنسان، أو هكذا يؤمل، أن يعود العالم عالما واحدا يدعم الخير والإنسانية، ويقف ضد الجور ممن يرى القوة في العسكرية التي لم تحقق نصرا، ولكنها دمرت الإنسانية، المؤمل أن ينتهي عهد جرائم الحرب والتعذيب
فاكس 01231053
Ibn-jammal@hotmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة