-A +A
محمد داوود - جدة
وصف الدكتور خالد عبيد باواكد استشاري طب الأسرة في إدارة الرعاية الصحية في جدة، مرض الربو بأنه من الأمراض المزمنة والمنتشرة بشكل لافت للنظر في المجتمع. وبين أن معدل انتشاره يختلف من منطقة إلى أخرى بسبب اختلاف العوامل الجوية، إذ تزداد النسبة في المدن شديدة البرودة والمناطق الجافة كالطائف مثلا والتي سجلت أعلى نسبة لها بمقدار 23 في المائة، فيما تنخفض هذه النسبة في المدن الرطبة الساحلية كالدمام وجدة مسجلة أربعة في المائة، وهذا مخالف للنسبة العالمية التي تتراوح بين خمسة وعشرة في المائة. ولفت الدكتور باواكد إلى أن الربو هو التهابات مزمنة في الأغشية المبطنة للشعب الهوائية في الرئتين، مما يسبب زيادة حساسيتها لأي مهيج (كالغبار، والتدخين، وغيرهما) ويؤدي إلى انقباض هذه الشعب وضيقها، وحجز كميات كبيرة من الهواء داخل الصدر، لكن هذا الضيق قابل للاتساع عند استخدام العلاج المناسب.
أسباب الربو

وعن أسباب المرض يواصل الدكتور باواكد أن هناك فرقا بين المسبب والمهيج للمرض، فالأول هو الذي يؤدي إلى حدوث مرض الربو عند الشخص السليم، أما مهيجات المرض فهي مواد تؤدي إلى حدوث نوبة الربو عند الشخص المصاب بالربو أصلا. وهناك بعض النظريات التي تعزو أسباب ظهور المرض إلى العوامل الـوراثية. وأضاف الدكتور باواكد أن الربو يصيب كل الأعمار (الأطفال، البالغين، كبار السن)، وينتشر أكثر في سن الطفولة، يتلوها عند البالغين في بداية العقد الثالث من العمر، وعادة ما تخف حدة المرض في الأطفال كلما اقتربوا من سن البلوغ، لكن ليست هناك قاعدة محددة توضح الطفل الذي ستتحسن حالته من الطفل الذي يظل كما هو.
ويكشف الدكتور باواكد أن أهم ظاهرة في الربو أنه مرض متقلب من وقت لآخر، فقد ينام المريض بحالة ممتازة ويستيقظ ولديه كل الأعراض أو العكس، لذلك فإن نمط تكرار الحالات يختلف من مريض لآخر حسب تكرار النوبات.
اعتقادات خاطئة
ويكشف الدكتور باواكد العديد من الاعتقادات الخاطئة في ما يتعلق بمرض الربو منها: الاعتقاد بأنه مرض نفسي، والاعتقاد بأن البخاخات تؤدي إلى الإدمان، أو أن الشراب أو الحبوب المستعملة في العلاج أفضل من البخاخات، والخوف من استعمال الكورتيزون في علاج بعض حالات الربو، والصحيح أن استعمال الكورتيزون بالشكل المناسب الذي يوصي به الطبيب المختص في الربو له تأثير فعال جدا في العلاج.
ظهور الأعراض
وألمح الدكتور باواكد إلى أن ظهور الأعراض يختلف حسب عمر المريض:
ـ الأطفال: تغلب الكحة بصفة متكررة خصوصا بالليل وعلى فترات طويلة كعارض رئيسي لدى الأطفال، وذلك يؤدي إلى تشخيص خاطئ وإعطاء الطفل علاجات أخرى مثل المضادات الحيوية وغيرها.
ـ البالغون: يغلب ظهور الأعراض لدى البالغين بشكل صفير أو ضيق في الصدر، ولذلك فإن تشخيص المرض عادة يكون سهلا ومباشرا.
ـ كبار السن: تغلب كتمة النفس على كبار السن أكثر من الأعراض الأخرى، ولأن هناك أمراضا أخرى كثيرة قد تظهر بنفس الشكل كمرض ضيق الشعب الإنسدادي المزمن، لذلك فإن تشخيص المرض صعب عند كبار السن والأطفال، وسهل عند البالغين. ويبين الدكتور باواكد أنه في كثير من الأحيان قد يكون التاريخ المرضي كافيا للتوصل إلى التشخيص، لوضوح الأعراض كالسعال المتكرر، وصفير (أزيز) الصدر وكتمة النفس مع وجود عامل مهيج للربو، ولكن في بعض الأحيان لا يكون التاريخ المرضي واضحا كظهور المرض بأعراض غير واضحة كالسعال المتكرر فقط، وقد لا يكون العامل المهيـج واضحا وعندها نحتاج لبعض الفحوصات مثل: قياس قدرة النفخ القصوى واختبار وفحص وظائف الرئة وأشعة الصدر واختبار وخز الجلد.
أدوية العلاج
ويأخذ الدكتور باواكد جانب الأدوية المستخدمة في العلاج فيقول:
العلاج ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما:
ـ موسعات الشعب الهوائية والتي تؤدي إلى ارتخاء العضلات المحيطة بالشعب الهوائية، توسع الشعب الهوائية، منع إفراز المواد الكيميائية (كالهستامين)، ولذلك فإنها تستخدم غالبا عند اللزوم والاحتياج، وتعمل مباشرة بعد الاستعمال ولذلك تؤخذ عند ظهور الأعراض كالكحة أو الكتمة أو ضيق الصدر أو صفير الصدر.
ـ الأدوية المانعة (الواقية) لرجوع النوبات والتي تعمل عن طريق تقليص الالتهابات المزمنة بجدار الممرات الهوائية، وبعضها يحتاج لعدة أسابيع ليبدأ مفعولها ولذلك يجب الاستمرار عليها بشكل منتظم عدة مرات يوميا لفترات طويلة حسب تعليمات الطبيب المعالج بغض النظر عن وجود الأعراض من عدمه، لتتمكن هذه الأدوية من تقليص الالتهابات في القنوات الهوائية، والخطأ الشائع لدى الكثير من المرضى أنهم يوقفون هذا الدواء عند اختفاء الأعراض ولا يستمرون في الاستعمال، بينما الالتهابات المزمنة المذكورة ما زالت موجودة وقابلية رجوع النوبات موجودة كذلك، ولذلك عند تعرضهم لأي مهيج ترجع النوبات كما كانت.
ـ الكورتيزون: هناك خوف من استعمال الكورتيزون، وحقيقة الأمر أنه لو استخدم حسب إرشادات الطبيب المختص فإن له نتائج رائعة جدا في علاج المرض، ويتم أخذ حبوب الكورتيزون لعلاج الحالات الشديدة وتحت إشراف طبي مباشر .
البخاخات المستعملة في العلاج: تعتبر البخاخات أفضل علاج للربو، ولذلك فهي أفضل من الشراب والحبوب والإبر لعدة اعتبارات، لأنها تذهب مباشرة لمكان المرض (الرئة) ولذلك تأثيرها مباشر وسريع، كما أن جرعة البخاخات منخفضة ولذلك من النادر جدا أن تسبب آثارا جانبية.