في الحلقة الماضية سرد المقدم طيار هيثم عطار نجل عملاق الصحافة السعودية احمد عبدالغفور عطار لمحات من حياة والده ومكان ميلاده وكيف انه تتلمذ على يد والدته ومن ثم التحق بالتعليم حتى تخرج من المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة وفي هذه الحلقة يتحدث عن سفر والده لمصر لمواصلة تعليمه مع كوكبة من الطلاب السعوديين في ذلك الوقت وكيف انه في مصر التقى بالعديد من الادباء والمفكرين الذين اثنوا على مؤلفاته وتوقعوا له مستقبلا باهرا في المشهد الادبي والثقافي.
يقول هيثم عطار عقب تخرج والدي ورهط من زملائه من المعهد العلمي كانت هواجس مواصلة مشواره الدراسي هي همه الاكبر وفي تلك الفترة قام هو وصالح محضر بكتابة طلب الى الملك فيصل رحمه الله وكان يؤمئذ اميرا للحجاز وتضمن الطلب اقتراحا لتأسيس كلية للآداب في مكة المكرمة وتشرف والدي ومحضر بلقاء الامير فيصل برفقة الشيخ حسين عرب وقدموا اليه طلب اقتراح تأسيس الكلية وفي حينها صدرت التعليمات بابتعاث الطلاب الخريجين لمواصلة مشوارهم الدراسي وكان مشرف البعثة الشيخ محمود عارف يرافقه نجله محمد «10» اعوام.
اما المبتعثون من المعهد العلمي السعودي فقد كان كل من والدي وابراهيم السويل ومن الرياض عبدالله الخيال وعبدالله الملحوق ومن مدرسة الفلاح عبدالله عبدالجبار وحسين فطاني وعبدالله عريف واحمد جمالي عباس ومحمد علي مداح.
رحلة بحرية
في يوم 15/10/1936هـ التقى والدي وزملاؤه من طلاب البعثة في ميناء جدة وكانوا متشوقين لرحلة الحلم والطموح لارض الكنانة وكانت رحلتهم على باخرة ايطالية وقد مكثوا يومين وليلتين مبحرين وفي مذكرات والدي ان جميع افراد المجموعة كانوا متحابين يتجاذبون اطراف الحديث على متن الباخرة وبعد مغيب الشمس يبدأ السمر والتأمل في البحر المفتوح فيما كان والدي وزملاؤه يتناوبون على الاذان في الباخرة فيما كان يؤمهم للصلاة الشيخ محمود عارف حتى وصلوا الى السويس.
التقى العقاد
ويستطرد هيثم يقول والدي في مذكراته انه وزملاءه الطلاب انتقلوا من السويس للقاهرة وقد يهرشهم بحضارتها وطرقها المستوية والمرصوفة حتى استقر بهم المقام في مكان اقامتهم وفور وصول والدي الى سكنه بادر بالاتصال بعباس محمود العقاد وضرب معه موعدا للقائه وفعلا التقى به واهدى الوالد العقاد مؤلفه «كتابي» فيما اهداه العقاد مؤلفه «سعد زغلول» ممهورا باهداء جاء فيه «تحية الى ادب الحجاز في شخص الاديب احمد عبدالغفور عطار» من المؤلف عباس محمود العقاد 7/10/1936م.
كانت أيام والدي في القاهرة حافلة بالابداع حيث كان لا يدع ساعة تمر دون ان ينتفع بعلم او ثقافة حيث كان يدرس كطالب نظامي بكلية دار العلوم فيما كان يذهب مستمعا الى كلية الاداب بجامعة الملك فؤاد «جامعة القاهرة حاليا». وفي اوقات فراغه كان يذهب الى مدرسة تحسين الخطوط.
مؤلفاته ومقالاته
رغم انشغاله في الدراسة فقد كان والدي يواصل مسيرة التأليف واذكر من مؤلفاته «محمد بن عبدالوهاب» وهو اصدار يتناول سيرة هذا المصلح الجليل فاظهره اظهارا حسنا وعلق على هذا الكتاب كل من رديني خشبة والدكتور سيد نوفل فيما قالت عنه الاذاعة المصرية في ذلك الوقت ان المؤلف استطاع ان يؤسس للون ادبي يكفل للقارئ عنصر التشويق والبحث العلمي والامتاع الادبي.
ومن مؤلفاته ايضا «الخرج والشرائع» وفيه تحدث عن المدن الزراعية في الحجاز. وكتاب «الهوى والشباب» والذي قال عنه الدكتور طه حسين ان به عذوبه في الموسيقى وحسن الانسجام وحرارة العاطفة وصدق الشعور وهنأ طه حسين والدي على هذا الاصدار ووصفه بانه اهل للتفوق والنبوغ.
واستطرد هيثم متحدثا عن مؤلفات والده وقال ان من مؤلفاته «سعود» وهو كتاب يبحث في سيرة الملك سعود حينما كان ولي عهد المملكة في ذلك الوقت اضافة الى كتاب بعنوان «المقالات» وهو يبحث في دراسات الادب والعلم والتاريخ والنقد الى جانب اصدار بعنوان «المنصور» وهو اصدار يبحث في شخصية الامير منصور بن عبدالعزيز وثقافته ورحلاته.
اضافة الى كتاب «صقر الجزيرة» وقد وصف مدير عام المعارف في المملكة في ذلك الوقت محمد بن مانع ذلك الوقت الكتاب بأنه سجل تاريخ شامل جامع فيما قال عنه هيكل باشا انه كتاب مليء بالحياة ويدفع الانسان لمطالعته ومن مؤلفاته ايضا مجموعة قصصية وبعضها مترجم ولكل قصة من هذه القصص لوحة تعبر عن موضوعها بريشة فنان ايطالي «الزنابق الحمر» وهي قصة مترجمة لشاعر الهند وفيلسوفها طاغور و«قطرة من يراع» وهي عبارة عن مقتطفات من المقالات والاحاديث التي نشرت في الصحف بثت من راديو مكة المكرمة.
كان والدي في جميع كتبه ومقالاته مدافعا عن لغة الضاد وكان ينفعل حينما يستمع الى «اللاحنون» وذلك لشدة غيرته على اللغة العربية وله في هذا الصدد العديد من الكتب ومنها «الزحف على لغة القرآن».
عالم الصحافة
حصل والدي على امتياز اصدار صحيفة «عكاظ» في شهر شعبان من العام 1379هـ وكانت تصدر في ذلك الوقت اسبوعيا وصدر العدد الاول منها في 3 ذي الحجة من العام 1379هـ وقد كان لصدور «عكاظ» دويا في تاريخ الصحافة السعودية حيث استقبلها القراء بلهفة لما كان لوالدي من سمعة ادبية وشهرة واسعة في العالمين العربي والاسلامي لكونه اديبا ومحققا في كتب التراث الاسلامي والمعاجم كما حصل على امتياز اصدار مجلة شهرية بعنوان «كلمة الحق» وهي تعنى بشؤون المجتمع والحياة وكانت تصدر غرة كل شهر من مكة المكرمة وصدر اول عدد منها في غرة محرم من العام 1387هـ.
يقول هيثم عطار عقب تخرج والدي ورهط من زملائه من المعهد العلمي كانت هواجس مواصلة مشواره الدراسي هي همه الاكبر وفي تلك الفترة قام هو وصالح محضر بكتابة طلب الى الملك فيصل رحمه الله وكان يؤمئذ اميرا للحجاز وتضمن الطلب اقتراحا لتأسيس كلية للآداب في مكة المكرمة وتشرف والدي ومحضر بلقاء الامير فيصل برفقة الشيخ حسين عرب وقدموا اليه طلب اقتراح تأسيس الكلية وفي حينها صدرت التعليمات بابتعاث الطلاب الخريجين لمواصلة مشوارهم الدراسي وكان مشرف البعثة الشيخ محمود عارف يرافقه نجله محمد «10» اعوام.
اما المبتعثون من المعهد العلمي السعودي فقد كان كل من والدي وابراهيم السويل ومن الرياض عبدالله الخيال وعبدالله الملحوق ومن مدرسة الفلاح عبدالله عبدالجبار وحسين فطاني وعبدالله عريف واحمد جمالي عباس ومحمد علي مداح.
رحلة بحرية
في يوم 15/10/1936هـ التقى والدي وزملاؤه من طلاب البعثة في ميناء جدة وكانوا متشوقين لرحلة الحلم والطموح لارض الكنانة وكانت رحلتهم على باخرة ايطالية وقد مكثوا يومين وليلتين مبحرين وفي مذكرات والدي ان جميع افراد المجموعة كانوا متحابين يتجاذبون اطراف الحديث على متن الباخرة وبعد مغيب الشمس يبدأ السمر والتأمل في البحر المفتوح فيما كان والدي وزملاؤه يتناوبون على الاذان في الباخرة فيما كان يؤمهم للصلاة الشيخ محمود عارف حتى وصلوا الى السويس.
التقى العقاد
ويستطرد هيثم يقول والدي في مذكراته انه وزملاءه الطلاب انتقلوا من السويس للقاهرة وقد يهرشهم بحضارتها وطرقها المستوية والمرصوفة حتى استقر بهم المقام في مكان اقامتهم وفور وصول والدي الى سكنه بادر بالاتصال بعباس محمود العقاد وضرب معه موعدا للقائه وفعلا التقى به واهدى الوالد العقاد مؤلفه «كتابي» فيما اهداه العقاد مؤلفه «سعد زغلول» ممهورا باهداء جاء فيه «تحية الى ادب الحجاز في شخص الاديب احمد عبدالغفور عطار» من المؤلف عباس محمود العقاد 7/10/1936م.
كانت أيام والدي في القاهرة حافلة بالابداع حيث كان لا يدع ساعة تمر دون ان ينتفع بعلم او ثقافة حيث كان يدرس كطالب نظامي بكلية دار العلوم فيما كان يذهب مستمعا الى كلية الاداب بجامعة الملك فؤاد «جامعة القاهرة حاليا». وفي اوقات فراغه كان يذهب الى مدرسة تحسين الخطوط.
مؤلفاته ومقالاته
رغم انشغاله في الدراسة فقد كان والدي يواصل مسيرة التأليف واذكر من مؤلفاته «محمد بن عبدالوهاب» وهو اصدار يتناول سيرة هذا المصلح الجليل فاظهره اظهارا حسنا وعلق على هذا الكتاب كل من رديني خشبة والدكتور سيد نوفل فيما قالت عنه الاذاعة المصرية في ذلك الوقت ان المؤلف استطاع ان يؤسس للون ادبي يكفل للقارئ عنصر التشويق والبحث العلمي والامتاع الادبي.
ومن مؤلفاته ايضا «الخرج والشرائع» وفيه تحدث عن المدن الزراعية في الحجاز. وكتاب «الهوى والشباب» والذي قال عنه الدكتور طه حسين ان به عذوبه في الموسيقى وحسن الانسجام وحرارة العاطفة وصدق الشعور وهنأ طه حسين والدي على هذا الاصدار ووصفه بانه اهل للتفوق والنبوغ.
واستطرد هيثم متحدثا عن مؤلفات والده وقال ان من مؤلفاته «سعود» وهو كتاب يبحث في سيرة الملك سعود حينما كان ولي عهد المملكة في ذلك الوقت اضافة الى كتاب بعنوان «المقالات» وهو يبحث في دراسات الادب والعلم والتاريخ والنقد الى جانب اصدار بعنوان «المنصور» وهو اصدار يبحث في شخصية الامير منصور بن عبدالعزيز وثقافته ورحلاته.
اضافة الى كتاب «صقر الجزيرة» وقد وصف مدير عام المعارف في المملكة في ذلك الوقت محمد بن مانع ذلك الوقت الكتاب بأنه سجل تاريخ شامل جامع فيما قال عنه هيكل باشا انه كتاب مليء بالحياة ويدفع الانسان لمطالعته ومن مؤلفاته ايضا مجموعة قصصية وبعضها مترجم ولكل قصة من هذه القصص لوحة تعبر عن موضوعها بريشة فنان ايطالي «الزنابق الحمر» وهي قصة مترجمة لشاعر الهند وفيلسوفها طاغور و«قطرة من يراع» وهي عبارة عن مقتطفات من المقالات والاحاديث التي نشرت في الصحف بثت من راديو مكة المكرمة.
كان والدي في جميع كتبه ومقالاته مدافعا عن لغة الضاد وكان ينفعل حينما يستمع الى «اللاحنون» وذلك لشدة غيرته على اللغة العربية وله في هذا الصدد العديد من الكتب ومنها «الزحف على لغة القرآن».
عالم الصحافة
حصل والدي على امتياز اصدار صحيفة «عكاظ» في شهر شعبان من العام 1379هـ وكانت تصدر في ذلك الوقت اسبوعيا وصدر العدد الاول منها في 3 ذي الحجة من العام 1379هـ وقد كان لصدور «عكاظ» دويا في تاريخ الصحافة السعودية حيث استقبلها القراء بلهفة لما كان لوالدي من سمعة ادبية وشهرة واسعة في العالمين العربي والاسلامي لكونه اديبا ومحققا في كتب التراث الاسلامي والمعاجم كما حصل على امتياز اصدار مجلة شهرية بعنوان «كلمة الحق» وهي تعنى بشؤون المجتمع والحياة وكانت تصدر غرة كل شهر من مكة المكرمة وصدر اول عدد منها في غرة محرم من العام 1387هـ.