-A +A
تحليل: عبد الله كاتب
أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية عند مستويات 4789.49 نقطة مرتفعا من أدنى مستوياته التي هبط إليها والتي تقع عند 4335 نقطة، والتي تزامنت مع ظهور نتائج شركات السوق السعودية وعلى رأسها القياديات الرئيسية مثل سابك والراجحي والاتصالات، وما حدث من ارتدادات لم تكن في الحقيقة تجسيدا لحالة تفاؤل طارئة أو احتمالات ظهور نتائج إيجابية بقدر ما هي مضاربات يومية ولحظية تهدف إلى تحقيق مكاسب آنية على حساب استقرار الأوضاع، وعملية استقرار الأوضاع تحتاج في الواقع إلى ظهور إشارات مبدئية تنبئ باحتمالات نمو مستقبلي سواء على المدى القريب أو البعيد، وبالرغم من الانخفاض الذي حدث على مؤشرات التضخم والذي بدوره سيلقي بظلاله على مستويات أسعار الفائدة خاصة على الودائع بمختلف أشكالها، فانخفاض مستويات التضخم إن لم يؤد إلى انخفاض جديد على مستويات الفائدة الحالية التي تقل عن مستويات 4% فإنه على الأقل سيجعلها ضمن هذه المستويات. وبالرغم من انخفاض مستويات الفائدة المعطاة من البنوك لأصحاب الودائع قد تكون أكثر أمانا في ظل الأوضاع التي تعيشها سوق الأسهم السعودية، فإلى أن تتبدل الأحوال وتظهر مؤشرات أولية بذلك عندئذ سنشاهد هجرة تلك الودائع للبحث عن أوعية أفضل عائدا والتي لن تكون سوى في سوق الأسهم السعودية.
وبنظرة على أوضاع المؤشر العام الذي بدا أنه يترنح منهكا بين نقاط دعم ومقاومة، ولدت شكلا ونمطا من أنماط الحيرة يسمى بالحيرة المتطورة، والتي تعني بأن سلوكيات المتداولين وأمزجتهم سريعة التقلب والتوجس ولن تثق بأي أسعار تراها حتى وإن كانت مغرية ومنخفضة وتقل مكرراتها عن مكررات العشر أو السبع أو الخمس مرات، ففي ظل غياب الحوافز يظل اتخاذ قرار الاستثمار محاطا بالضبابية وتزايد المخاطر.

فسابك استقرت فوق مستويات 45 ريالا، وهي تعطي أمالا محدودة بإمكانية حدوث استقرار فيها، لكن القطاع البنكي سيتعرض لضغوط قوية خصوصا بعد صدور تقارير مهمة من بعض المؤسسات المالية مثل دويتشه بنك الذي أصدر تقريرا أوصى فيه بشراء أسهم بعض البنوك، مثل: الفرنسي وسامبا والعربي الوطني والرياض، بينما أوصى ببيع بعضها مثل الراجحي والبلاد، وأبدى التقرير تشاؤما حول بعض البنوك فيما بدا متفائلا حول أخرى منها، ومثل هذا التقرير هو في متناول عدد من كبار المستثمرين ربما سيأخذون بمحتوياته.
ومن الناحية الفنية يلاحظ أن السوق على المدى الأسبوعي أقرب إلى السلبية منه إلى الإيجابية، وسيكون أسبوعا حاسما بالبقاء ضمن مستويات الأربعة آلاف نقطة أو مغادرتها إلى أعلى أو إلى أقل، ويمكن القول: إن تجاوز نقطة 4840 تليها نقطة 4970 ثم الإغلاق فوق 5040 نقطة هو أمر مهم للحكم على إيجابية السوق، فيما تبدو الأمور أنها سترتطم بإحدى تلك المقاومات وتحدث انخفاضا حادا ربما يصل إلى مستويات 4770 أو 4655 نقطة، وهي نقطة إن حدث مثل هذا السيناريو فإنها من الممكن أن تكون نقطة انطلاق مرة أخرى للعودة إلى مستويات الخمسة آلاف نقطة.