أثنى نائب رئيس البرلمان اليمني حمير بن عبدالله بن حسين الأحمر على جهود المملكة وقواها الأمنية في هزيمة القاعدة وإفشال مخططاتها الإرهابية على امتداد السنوات الثلاث الماضية ،قائلا : " أقولها بكل وضوح وصدق ان قوى الامن السعودية استطاعت ان تهزم القاعدة وان تفشل العشرات من مخططاتها كما انها نجحت في تصحيح افكار الموقوفين وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع ولا يعني انضمام اثنين او اكثر لقاعدة اليمن التقليل من تلك البرامج لأن المستفيدين منها كثر". وطالب نائب رئيس مجلس النواب اليمني حكومته وقوى الامن لديها اتخاذ اقصى التدابير والاجراءات الامنية لملاحقة قيادات وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وافشال مخططاته الهادفة الى زعزعة الاستقرار في البلاد ومحاولة استهداف أمن المملكة . وفي حديث مع " عكاظ " اتسم بالوضوح، كشف نائب رئيس البرلمان اليمني حمير بن عبدالله بن حسين الأحمر النقاب عن تمركز قيادات وعناصر القاعدة في خمس مديريات هي مأرب، شبوة، أبين، الجوف وحضرموت. ويأتي لقاء الاحمر بعد نحو اسبوع من ظهور أربع قيادات مفترضة لما يسمى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في شريط فيديو بث على شبكة الانترنت ، يهددون عبره باستئناف انشطتهم الإرهابية انطلاقا من الاراضي اليمنية .
واستهل نائب رئيس مجلس النواب حديثه مقيّما جهود المملكة في مكافحة الإرهاب وهزيمة مايسمى بتنظيم القاعدة ومن ثم ملاحقة فلولها،بقوله إن المملكة ،بكل صدق، من أوائل الدول المتميزة في محاربة الارهاب ومعالجته على نحو أمثل وسليم ، إذ لم تكتف بالمعالجة الامنية، بل ايضا المعالجة الفكرية في تصحيح افكار ومعتقدات الكثير من المتطرفين. وقد حققت في هذا التوجه نجاحات غير مسبوقة تواكبت مع المعالجة الامنية، الأمر الذي انعكس ايجابا على الكثير منهم . وفي السنوات الثلاث الماضية، أبدى الأمن السعودي كفاءة ومهنية عاليتين، فأحبط عشرات المخططات الارهابية، وجنب المجتمع السعودي ويلاتها ، ملخصا ذلك بأنه تجربة ناجحة وفريدة يتعين أن يُقتدى بها.
وتطرق الأحمر إلى ظهور أربعة من قيادات إرهابية مفترضة في شريط فيديو بث عبر شبكة الانترنت، يعلنون استئناف انشطتهم الارهابية انطلاقا من الاراضي اليمنية بعد الهزائم التي منيت بها زمرتهم في المملكة .
وفي رد لـ "عكاظ " عما إذا كان نسيج القاعدة يعيد هيكلة نفسه في اليمن بغية المساس بأمن المملكة ، ثم مطالبة البرلمان للحكومة وقواها الامنية حيال القاعدة وعناصرها بغية الحفاظ على أمن البلاد، وبالتالي أن لا تمثل منطلقا لاستهداف امن الجارة المملكة ، أفصح نائب رئيس البرلمان اليمني عن ضرورة العمل على دفع الحكومة ان تكثف من جهودها الامنية في ملاحقة القاعدة وعناصرها في ظل التعاون الامني والدعم اللوجستي من حكومة المملكة، فأمن المملكة واليمن كل لايتجزأ وعلينا ان نطبق هذه القناعة على ارض الواقع .
وحول رؤية البعض انه لولا وجود حواضن للتطرف ، لما استطاعت القاعدة ان تنتقل لليمن ، في ظل الإقرار ان المتطرفين منتشرون في خمس مديريات ، أفاد الأحمر أن الخشية تكمن في ان تكون هناك ارض خصبة يعمل عليها المتطرفون الذين قدموا من بلدان كثيرة لليمن، مبينا اعتقاده ان التعددية السياسية والحزبية والمذهبية في البلاد تلعب دورا في عدم التركيز على فكر سياسي او مذهبي محدد تنطلق منه الدولة لكي تضيق وتضبط المتشددين.
وعما إذا كانت هناك معلومات عن اعداد وجنسيات عناصر تنظيم القاعدة المتواجدين في اليمن ، أكد أن اجهزة الامن اكثر دراية وخير مرجعية لمثل هذه المعلومات .
ثم تناول الأحمر كيفية فرار ثلاثة وعشرين عنصرا من قيادات وعناصر القاعدة من سجن المخابرات في صنعاء، ومدى تفاعل مجلس النواب مع هذا الحدث، مستدعيا تزامن هذا الهروب مع هروب سجناء في المغرب، وموريتانيا ومن دول اخرى، وكانت عمليات الهروب متزامنة في نفس السنة، الأمر الذي يشير إلى دلالات التخطيط المحكم في التوقيت.مضيفا أن الذين فروا من بعض المناطق سرعان ما وقعوا في قبضة الامن قتلى في مواجهات او مصابين، وبعضهم أراد ان تكون نهايته في العراق ، بيد أن اثنين من سجناء اليمن هما الوحيشي والريمي، ظهرا كقياديين بارزين مفترضين لما يسمى بقاعدة الجهاد في اليمن.
وقال إن مجلس النواب يوصي الحكومة ويشدد عليها بعدم التراخي في هذه المسائل، فهي المسؤولة امامه كمجلس ، إذ ان أعضاءه ممثلون للشعب اليمني، ومن حقهم ان يحثوا الحكومة لحماية الشعب ومصالح المواطنين. ويوضح الأحمر أن المطلوب اليوم من الأمن اليمني ان يكون اكثر تعاونا من أي وقت مضى مع نظيره السعودي الذي يتميز بقدرات وخبرات عالية، ناهيك عن تجربته الناجحة في اعادة الكثير من الموقوفين الى طريق الحق بدلا من طريق الضلال عبر المناصحة.
وعن امتلاك تنظيم القاعدة في اليمن لقدرات تتيح له تحقيق مآربه الاجرامية ، أجاب نائب رئيس البرلمان بأنهم قد يمتلكون قدرات متواضعة كاستخدام سيارة لاستهداف منشأة نفطية، او في غيرها من الاماكن، بيد أن امكانات التنظيم ضعيفة وهم مختبئون في جبال يشتغلون في الظلام ، ومن وراء الستار.
وعما إذا كانت الداخلية اليمنية قد تبنت مشروعا او استراتيجية امنية لاجتثاث القاعدة وملاحقة عناصرها ، خاصة عقب الظهور الاخير للتنظيم ، أقر الأحمر أن هناك خططا كثيرة ولابد ان يكون هناك تكاتف للوقوف ضد كل مايضر بمصالح اليمن والشعب اليمني ، مشيرا إلى الحاجة إلى حمل وزارة الداخلية للمسارعة في كبح جماح وملاحقة الفئة الضالة.
وردا على سؤال حول اعتقال قوى الأمن اليمنية لعشرات من عناصر القاعدة، الذين قدموا للمحاكمة وصدرت بحقهم احكام قضائية، فيما يرى المراقبون انها عقوبات مخففة، فضلا عن المجموعة التي فرت من السجن فيما وصف بـ "الهروب الكبير"، قال: إنه لو تم القبض عليهم وثبتت تهمهم وطبقت بحقهم أحكام رادعة فلن تقوم لهم قائمة، لكن هناك انظمة في اليمن تراعي حقوق الإنسان والحريات وما إلى ذلك، رغم ان الشريعه الإسلامية واضحة في محاربة المفسدين في الأرض .