-A +A
عبدالكريم الرازحي
بعد كل حرب وبعد كل معركة يخوضونها مع العدو الإسرائيلي، وكذا بعد كل عدوان ظالم وغاشم تشنه إسرائيل يخرج العرب أبطالا منتصرين ومزهوين بالنصر .
كيف؟
وعلى أي أساس وبأي معيار انتصروا؟
لا ندري كيف؟
وفوق هذا لا نجرؤ أن نسألهم ونستفسرهم ونطلب منهم توضيحاً، ولو أحد منا تجرّأ وسألهم واستفسرهم وطلب منهم توضيحاً قصفوه بوابلٍ من الشتائم .
أما لو شكك في انتصارهم على العدو الإسرائيلي فالويل له ثم الويل.
بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان قال حزب الله: إنه انتصر وإن الله نصر حزبه.
وبعد العدوان الإسرائيلي الظالم والغاشم على قطاع غزة قالت منظمة حماس: إنها انتصرت وإن الله نصر جنده.
ولو أحد منا شكك في هذا النصر أو ذاك سوف يتهم بالتشكيك في الدين وفي الإسلام، وقد يجد نفسه متهماً بالعلمانية وبالإلحاد، وربما كفروه وقالوا عنه كافر لا يؤمن بوجود الله الذي نصر حزبه ونصر جنده.
وبالمناسبة بعد هزيمة 67 لا أحد كان يجرؤ أن يكتب عن الهزيمة أو يتحدث عنها أو يجاهر بالقول ويتكلم في مكان عام أن مصر انهزمت.
بل إن محمد حسنين هيكل نفسه -وهو المقرب من عبد الناصر ومن صلاح نصر والذي يطل علينا هذه الأيام كالهلال من سماء قناة الجزيرة ليبشرنا بالمزيد من الهزائم- لم يجرؤ حينها أن يسمي الهزيمة باسمها، فكان أن لفّ ودار وتحايل وشغل مخه، وفكّر ودبّر وأجهد عقله إلى أن اهتدى إلى الحل وسماها: "نكسة".
ومن يومها "تهيكل" العرب وساروا خلف "هيكلهم وعقلهم" فصاروا كلما انهزموا لا يعترفون بالهزيمة .


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 155 مسافة ثم الرسالة