-A +A
عبدالكريم الرازحي
تقول دراسة حديثة أعدتها «مدرسة الزراعة الجامعية» وقسم الأغذية والتنمية الريفي في بريطانيا وشارك فيها 516 مزارعاً إن الأبقار السعيدة التي تُعامَلُ بشكل جيد، ويُطلقُ على كل واحدة منها اسماً خاصاً بها وتضاف عند التعامل معها «لمسة شخصية» تدرُّ كمية أكبر من الحليب مقارنة بالأبقار التي لايُلتفتُ إليها وتُعامل كحيوانات عادية.
وفي هذا السياق قال مزارعون بريطانيون إنه من المهم جداً معاملة كل بقرة على أساس شخصيتها الخاصة، وأضافوا أن الأبقار ليست مصدر رزقهم فقط بل إنها جزء من عائلاتهم وهم يحبونها ويستخدمون عبارة «سيداتنا» عند الإشارة إليها. وقالت كاترين دوغلاس التي أعدت البحث: أظهرت دراستنا أن أصحاب مزارع إنتاج الألبان والأجبان في بريطانيا يعتبرون أبقارهم مخلوقات ذكية قادرة على التعبير عن الكثير من عواطفها مشيرة إلى أن «معاملتها برفق لايكلفها شيئا ويزيد من إنتاج الحليب» كمواطن عربي فإن خبراً كهذا قد يجعلك تنفجر وتجهش بالبكاء وتصرخ محتجاً: لم لايتعاملون معنا كما يتعامل المزارعون البريطانيون مع أبقارهم؟ ولو أنت قرأت عن وضع وأحوال البقر في الدول الاسكندنافية، أو شاهدت فيلم «البقرة»- وهو فيلم يصور حياة البقر في هولندا وماهي فيه من نعيم وما حققته من مكاسب - فستتمنى في قرارة نفسك لو أنك تعيش حياة بقرة هولندية.
لقد كنا قبل خمسين عاماً نغبط ونحسد شعوب الغرب على الحياة التي تعيشها أما اليوم فصرنا نغبط ونحسد حياة البقر في الغرب لاحياة البشر. بالأمس كان كل أملنا أن نلحق بركب الحضارة الغربية أما اليوم فإن كل أملنا هو أن نلحق بركب البهائم.


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 155 مسافة ثم الرسالة