ورد ذكر (المثناة) في المصادر خلال القرون الماضية من التاريخ الإسلامي، وهي قرية صغيرة تعد من أشهر المواقع التاريخية في الطائف بها بساتين ومزارع تحيط بها من كل جانب على امتداد وادي وج. وكانت نشأة المثناة مع بداية الدعوة الإسلامية، حينما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يدعو أهلها إلى عبادة الله عز وجل، مرورا بوج إلى المثناة، فأقام بها شهرا يدعو الناس فلم يجيبوه وخيبوا رجاءه، وامتنعوا عن قبول دعوته إلى الله، إلا أن الطائف تشرفت بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربوة ظليلة واتكأ على صخرة بجوار الوادي، فأتاه عداس بطبق من العنب عند حائط بستان، ويسمي بالله ثم يأكل بعد العناء والجهد الذي لقيه في دعوته، وكانت هناك بئر يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم شرب منها، وبجوارها حظيرة صلى بها وبالقرب منها شجرة سدر كائنة بوج محاذية للخبزة جلس تحتها، حينما جاء له عداس بطبق العنب عند حائط البستان ابني ربيعة، ولعله هذا البستان المسمى الآن ببستان ومسجد عداس في وسط بساتين الأشراف في المثناة.
يشير الكاتب والباحث السياحي عيسى علوي القصير إلى أن المثناة كانت في عصر الدولة العثمانية، منتجعا سياحيا لحكام مكة من الأشراف أثناء الصيف، وأن بساتينها التي تقدر بأربعين بستانا، كانت من أجمل بساتين وادي «وج» التي تزين جنباته بأشجارها الباسقة وفواكهها اللذيذة ومنها العنب والرمان والخوخ والتوت والمشمش والعنب، وبها عين جارية تسقي بساتينها العامرة بالأشجار والثمار والخضروات، ومن أشهر بساتينها المعروفة قديما: بستان قريش، بستان شريقي، بستان عداس، بستان السهمان، بستان برومي، بستان الماجل، بستان حزيمة، بستان راجح، بستان العرابي، بستان القاضية، بستان الرقاب الكبير، بستان الرقاب صغير، بستان الصنعاني، بستان الحلاق، بستان العياسة، الباطنة أمام الشريعة، الباطنة أمام الحلاق، الشريعة في علو المثناة، الدمينية في علو المثناة، بستان السلم، إلا أن هذه البساتين أزيلت خلال العقدين الماضيين، وتحولت إلى استراحات ومبان سكنية ولم يبق منها إلا عدد قليل جدا.
وأصبحت المثناة حاليا تعج بالسكان والمساكن والعمائر السكنية والمنتزهات الجميلة والأندية الرياضية والاستراحات العامة.
وقد تغزل الشعراء والأدباء بجبال وج ومزارع المثناة ومياهها المتدفقة كالسلسبيل، كما قال الشاعر صالح الغامدي رحمه الله:
وحبذا المصطاف أنحاؤه
في وج والمثناة والمنحنى
كما أن هناك العديد من الشعراء والبلغاء ممن نثروا أشعارهم وغزلهم على الطائف وضواحيها، و الشاعر الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله يتذكر الطائف بقوله:
يا ريم وادي ثقيف
لطيف جسمك لطيف
كما كان للملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - مجالسه الخاصة في الشعر والأدب حينما يأتي إلى الطائف عندما كان نائبا في الحجاز، يستمتع بجو الطائف الممزوج بنسمات ورذاذ المطر، وخلال العقود الماضية كانت تقام حفلات وعصاري طائفية في بساتين المثناة، الزهرة والرقاب والبحيرة والسدان والشريعة والسداد في روابي وج.
مصيف الأشراف والعلماء
كان بعض أشراف مكة وعلماء المسجد الحرام وحكام الحجاز يأتون إلى الطائف في فصل الصيف ويمتد مكوثهم في مزارعهم وقصورهم في المثناة والبهجة وشبرا، إلى عدة أشهر منهم عبد المطلب بن غالب، وعون الرفيق، وعلي بن محمد باشا، وحسين بن علي، وعلي بن الحسين باشا.
وجاءها حاكم الطائف شركس بن عبد الملك باشا سنة 1047هـ و عمر منارة مسجد العباس وطلاه بمادة الرخام.
وفي سنة 1054هـ وصل الشريف زيد بن محسن حاكم مكة إلى الطائف، ومعه جمع كثير من أهل مكة وأعيانها ورجالها لقضاء فترة الصيف به، وكثر المصطافون من أهل مكة، وأدوا الصلاة في المسجد الذي ضاق بهم وهو مسجد الجمعة الكائن بالسلامة، فأمر بإقامة الجمعة في مسجد ابن عباس.
وفي سنة 1057هـ وصل بشير آغا الذي كان متوليا مشيخة حرم المدينة، فجاء إلى مكة ثم طلع الطائف للتنزه وقضاء الصيف به مع والي جدة أو قائم مقام، فطلعا إلى الطائف لقضاء الصيف، واستمرا فيه إلى هلال رجب.
وفي سنة 1071هـ جدد حاكم الطائف آنذاك أحمد بن ريحان، في تلك الفترة مسجد ابن عباس، وكان الناس يصطافون بالسلام ثم قروي، وهي كثيرة البيوت والبساتين، وكان ينزل بها أعيان مكة وفضلاؤها في فصل الصيف.
وفي سنة 1262هـ أرسل أمير مكة الشريف عبد المطلب بن غالب إلى الطائف مفتي مكة عبد الله الميرغني لتعمير المثناة وأوصاه على بستان الخبزة، وأمره بالنزول بها مع تعمير مسجد بمنارة ومنبر مزخرف بها، ومدّ عين الماء إلى المسجد للوضوء، بدبل موصول من البستان إلى بستان الصنعاني (أي مجرى ماء موصول به).
وفي سنة 1268هـ توجه أمير مكة الشريف عبد المطلب بن غالب إلى الطائف وسكنه فصار أكثر جلوسه وإقامته به في محلة المثناة، وجدد حوائط البساتين وبنى في أولها بيت الزهرة وهي سرايا كبيرة ببساتينها، وكانت هذه السرايا على طراز بيوت الاستانة، ثم بني على علو الجبل من جهة الشام حصنا منيعا وأبراجا وأوصل هذا الحصن بقلعة سماها مشرفة، وأخذ على قطره من الناحية الشامية بستانا سماه البهجة وزرع فيها من الازهار والثمار، وحفر بئرا داخل البستان وأنشأ خرزة ماء وبذلك أوصل دبل عين المثناة بالبهجة، وظل بالطائف حتى سنة 1272هـ، ثم تولى بعده الشريف محمد بن عبد المعين بن عون أمير مكة وأمر بإصلاح مسجد بن عباس وطلاء المسجد بالرخام وكذلك المسجد الحرام، وعمر سور جدة المحيط بها وقلعة الطائف وقلعة رابغ وبنى سور المعلاة المحيط بالمقبرة، ثم تولى من بعده عبد الله باشا.
وفي سنة 1281هـ تولى أمير الحجاز محمد حسين باشا فطلع إلى الطائف كما جدد عمارة القلعة والسور الذي يحيط بالطائف، وتوفي بها سنة 1283هـ، ودفن بمقابر العباس، ثم تولى من بعده محمد باشا بن عون وفي عام 1287هـ أقام وكيلا في محله الشريف حسين باشا بن عون وكان يومئذ بالطائف مأمورا بالأهالي.
هجرة الأهالي
عدد من السكان الذين يقطنون المثناة تحدثوا عن الوضع الحالي للمثناة حيث أوضح عيضة القرشي أن الأهالي هجروه وانتقلوا إلى أحياء أخرى ومنهم من انتقل إلى مكة المكرمة وجدة، وأصبحت المنازل مستأجرة من مواطنين آخرين وبعض المقيمين، فيما قامت بلدية الطائف خلال الأعوام الماضية بافتتاح عدد من الحدائق في الوادي كان لها أكبر الأثر على الجانب الجمالي للمنطقة، وقد زودت بألعاب للأطفال وأماكن للجلوس فأصبحت متنفسا لأهالي الحي والمواطنين والمقيمين الذين يفدون إليه سواء في عطلة نهاية الأسبوع أو في الأيام العادية لكن ما يعيب هذه الحدائق وقوعها إلى جانب الشارع العام مما يشكل خطورة على مرتاديها لأنه لا توجد أسوار أو عوازل تحمي الأطفال من السيارات التي تمر عبر الشوارع المحيطة بها إضافة إلى أن إحدى تلك الحدائق تقع أمام محطة توزيع المياه التي تعج بالسيارات.
موقع لأشياب الماء
ويقول عبد الله الثقفي من الأعيان: أصبحت المثناة تعج بالحدائق والعمائر بعد أن كانت البساتين تنتشر على جانبي الوادي وكانت تلك البساتين تنتج العديد من الفواكه التي من أشهرها العنب والرمان والخضروات المختلفة التي تؤمن للسوق المحلي حاجته، بينما يتم تصدير الزائد إلى مكة وجدة وغيرها، والآن لم يعد هناك إلا القليل منها وإنتاجها قليل أيضا، كما أن مصلحة المياه أخذت جانبا آخر من المثناة وأصبح موقعا لأشياب المياه المحلاة حيث تقف الوايتات في طوابير لإيصال المياه إلى المواقع التي لا توجد فيها شبكات مياه وأصبحت هذه الوايتات تشكل خطورة على أهالي الحي والعابرين عبر الطريق حيث يقوم السائقون بقيادة صهاريج المياه بسرعة عالية وقد تسبب بعضهم في وقوع العديد من الحوادث، كما توجد في الحي العديد من قصور الأفراح والاستراحات والمحلات التجارية.
آثار المثناة
ويعدد الباحث عيسى القصير الآثار الإسلامية الواقعة في المثناة مشيرا إلى أهم المواقع التالية:
مسجد عداس: يقع في المثناة وينسب لعداس أول من آمن بالطائف وأن هذا المسجد أقيم في المكان الذي آوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه لدعوة أهل الطائف وقد أسلم عداس على يديه، ويقع الآن وسط البساتين بالمثناة على وادي وج قرب عين ماء.
مسجد القنطرة: يقع في حي المثناة على الشارع العام لوادي وج وهو مسجد أثري قديم لا يزال حتى الآن، ويعتقد أنه أنشئ سنة 1262هـ في عهد الشريف عبد المطلب بن غالب أمير مكة.
مسجد الكوع: مسجد الموقف، وهو موقف في جبل ابن زبيدة في الطريق الذاهب إلى وج ويقال له قرين وآثار الموقف ظاهرة في صخرة بركن المسجد المشهور بمسجد الموقف أو الكوع ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عليه أو اتكأ ويقع هذا المسجد بحي المثناة في وادي وج من الجهة الشمالية حاليا.
يشير الكاتب والباحث السياحي عيسى علوي القصير إلى أن المثناة كانت في عصر الدولة العثمانية، منتجعا سياحيا لحكام مكة من الأشراف أثناء الصيف، وأن بساتينها التي تقدر بأربعين بستانا، كانت من أجمل بساتين وادي «وج» التي تزين جنباته بأشجارها الباسقة وفواكهها اللذيذة ومنها العنب والرمان والخوخ والتوت والمشمش والعنب، وبها عين جارية تسقي بساتينها العامرة بالأشجار والثمار والخضروات، ومن أشهر بساتينها المعروفة قديما: بستان قريش، بستان شريقي، بستان عداس، بستان السهمان، بستان برومي، بستان الماجل، بستان حزيمة، بستان راجح، بستان العرابي، بستان القاضية، بستان الرقاب الكبير، بستان الرقاب صغير، بستان الصنعاني، بستان الحلاق، بستان العياسة، الباطنة أمام الشريعة، الباطنة أمام الحلاق، الشريعة في علو المثناة، الدمينية في علو المثناة، بستان السلم، إلا أن هذه البساتين أزيلت خلال العقدين الماضيين، وتحولت إلى استراحات ومبان سكنية ولم يبق منها إلا عدد قليل جدا.
وأصبحت المثناة حاليا تعج بالسكان والمساكن والعمائر السكنية والمنتزهات الجميلة والأندية الرياضية والاستراحات العامة.
وقد تغزل الشعراء والأدباء بجبال وج ومزارع المثناة ومياهها المتدفقة كالسلسبيل، كما قال الشاعر صالح الغامدي رحمه الله:
وحبذا المصطاف أنحاؤه
في وج والمثناة والمنحنى
كما أن هناك العديد من الشعراء والبلغاء ممن نثروا أشعارهم وغزلهم على الطائف وضواحيها، و الشاعر الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله يتذكر الطائف بقوله:
يا ريم وادي ثقيف
لطيف جسمك لطيف
كما كان للملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - مجالسه الخاصة في الشعر والأدب حينما يأتي إلى الطائف عندما كان نائبا في الحجاز، يستمتع بجو الطائف الممزوج بنسمات ورذاذ المطر، وخلال العقود الماضية كانت تقام حفلات وعصاري طائفية في بساتين المثناة، الزهرة والرقاب والبحيرة والسدان والشريعة والسداد في روابي وج.
مصيف الأشراف والعلماء
كان بعض أشراف مكة وعلماء المسجد الحرام وحكام الحجاز يأتون إلى الطائف في فصل الصيف ويمتد مكوثهم في مزارعهم وقصورهم في المثناة والبهجة وشبرا، إلى عدة أشهر منهم عبد المطلب بن غالب، وعون الرفيق، وعلي بن محمد باشا، وحسين بن علي، وعلي بن الحسين باشا.
وجاءها حاكم الطائف شركس بن عبد الملك باشا سنة 1047هـ و عمر منارة مسجد العباس وطلاه بمادة الرخام.
وفي سنة 1054هـ وصل الشريف زيد بن محسن حاكم مكة إلى الطائف، ومعه جمع كثير من أهل مكة وأعيانها ورجالها لقضاء فترة الصيف به، وكثر المصطافون من أهل مكة، وأدوا الصلاة في المسجد الذي ضاق بهم وهو مسجد الجمعة الكائن بالسلامة، فأمر بإقامة الجمعة في مسجد ابن عباس.
وفي سنة 1057هـ وصل بشير آغا الذي كان متوليا مشيخة حرم المدينة، فجاء إلى مكة ثم طلع الطائف للتنزه وقضاء الصيف به مع والي جدة أو قائم مقام، فطلعا إلى الطائف لقضاء الصيف، واستمرا فيه إلى هلال رجب.
وفي سنة 1071هـ جدد حاكم الطائف آنذاك أحمد بن ريحان، في تلك الفترة مسجد ابن عباس، وكان الناس يصطافون بالسلام ثم قروي، وهي كثيرة البيوت والبساتين، وكان ينزل بها أعيان مكة وفضلاؤها في فصل الصيف.
وفي سنة 1262هـ أرسل أمير مكة الشريف عبد المطلب بن غالب إلى الطائف مفتي مكة عبد الله الميرغني لتعمير المثناة وأوصاه على بستان الخبزة، وأمره بالنزول بها مع تعمير مسجد بمنارة ومنبر مزخرف بها، ومدّ عين الماء إلى المسجد للوضوء، بدبل موصول من البستان إلى بستان الصنعاني (أي مجرى ماء موصول به).
وفي سنة 1268هـ توجه أمير مكة الشريف عبد المطلب بن غالب إلى الطائف وسكنه فصار أكثر جلوسه وإقامته به في محلة المثناة، وجدد حوائط البساتين وبنى في أولها بيت الزهرة وهي سرايا كبيرة ببساتينها، وكانت هذه السرايا على طراز بيوت الاستانة، ثم بني على علو الجبل من جهة الشام حصنا منيعا وأبراجا وأوصل هذا الحصن بقلعة سماها مشرفة، وأخذ على قطره من الناحية الشامية بستانا سماه البهجة وزرع فيها من الازهار والثمار، وحفر بئرا داخل البستان وأنشأ خرزة ماء وبذلك أوصل دبل عين المثناة بالبهجة، وظل بالطائف حتى سنة 1272هـ، ثم تولى بعده الشريف محمد بن عبد المعين بن عون أمير مكة وأمر بإصلاح مسجد بن عباس وطلاء المسجد بالرخام وكذلك المسجد الحرام، وعمر سور جدة المحيط بها وقلعة الطائف وقلعة رابغ وبنى سور المعلاة المحيط بالمقبرة، ثم تولى من بعده عبد الله باشا.
وفي سنة 1281هـ تولى أمير الحجاز محمد حسين باشا فطلع إلى الطائف كما جدد عمارة القلعة والسور الذي يحيط بالطائف، وتوفي بها سنة 1283هـ، ودفن بمقابر العباس، ثم تولى من بعده محمد باشا بن عون وفي عام 1287هـ أقام وكيلا في محله الشريف حسين باشا بن عون وكان يومئذ بالطائف مأمورا بالأهالي.
هجرة الأهالي
عدد من السكان الذين يقطنون المثناة تحدثوا عن الوضع الحالي للمثناة حيث أوضح عيضة القرشي أن الأهالي هجروه وانتقلوا إلى أحياء أخرى ومنهم من انتقل إلى مكة المكرمة وجدة، وأصبحت المنازل مستأجرة من مواطنين آخرين وبعض المقيمين، فيما قامت بلدية الطائف خلال الأعوام الماضية بافتتاح عدد من الحدائق في الوادي كان لها أكبر الأثر على الجانب الجمالي للمنطقة، وقد زودت بألعاب للأطفال وأماكن للجلوس فأصبحت متنفسا لأهالي الحي والمواطنين والمقيمين الذين يفدون إليه سواء في عطلة نهاية الأسبوع أو في الأيام العادية لكن ما يعيب هذه الحدائق وقوعها إلى جانب الشارع العام مما يشكل خطورة على مرتاديها لأنه لا توجد أسوار أو عوازل تحمي الأطفال من السيارات التي تمر عبر الشوارع المحيطة بها إضافة إلى أن إحدى تلك الحدائق تقع أمام محطة توزيع المياه التي تعج بالسيارات.
موقع لأشياب الماء
ويقول عبد الله الثقفي من الأعيان: أصبحت المثناة تعج بالحدائق والعمائر بعد أن كانت البساتين تنتشر على جانبي الوادي وكانت تلك البساتين تنتج العديد من الفواكه التي من أشهرها العنب والرمان والخضروات المختلفة التي تؤمن للسوق المحلي حاجته، بينما يتم تصدير الزائد إلى مكة وجدة وغيرها، والآن لم يعد هناك إلا القليل منها وإنتاجها قليل أيضا، كما أن مصلحة المياه أخذت جانبا آخر من المثناة وأصبح موقعا لأشياب المياه المحلاة حيث تقف الوايتات في طوابير لإيصال المياه إلى المواقع التي لا توجد فيها شبكات مياه وأصبحت هذه الوايتات تشكل خطورة على أهالي الحي والعابرين عبر الطريق حيث يقوم السائقون بقيادة صهاريج المياه بسرعة عالية وقد تسبب بعضهم في وقوع العديد من الحوادث، كما توجد في الحي العديد من قصور الأفراح والاستراحات والمحلات التجارية.
آثار المثناة
ويعدد الباحث عيسى القصير الآثار الإسلامية الواقعة في المثناة مشيرا إلى أهم المواقع التالية:
مسجد عداس: يقع في المثناة وينسب لعداس أول من آمن بالطائف وأن هذا المسجد أقيم في المكان الذي آوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه لدعوة أهل الطائف وقد أسلم عداس على يديه، ويقع الآن وسط البساتين بالمثناة على وادي وج قرب عين ماء.
مسجد القنطرة: يقع في حي المثناة على الشارع العام لوادي وج وهو مسجد أثري قديم لا يزال حتى الآن، ويعتقد أنه أنشئ سنة 1262هـ في عهد الشريف عبد المطلب بن غالب أمير مكة.
مسجد الكوع: مسجد الموقف، وهو موقف في جبل ابن زبيدة في الطريق الذاهب إلى وج ويقال له قرين وآثار الموقف ظاهرة في صخرة بركن المسجد المشهور بمسجد الموقف أو الكوع ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عليه أو اتكأ ويقع هذا المسجد بحي المثناة في وادي وج من الجهة الشمالية حاليا.