-A +A
عائض الردادي
رحل يوم الأربعاء 23/2/1430هـ (18/2/2009م) عبقري الرواية العربية الطيب صالح، وهو سوداني لم يقم في السودان إلا قليلا، ولكني تعرفت عليه في دمشق، ولدمشق وكل عاصمة عربية أن تذرف الدمع عليه، فقد عرّف العالم بالأدب العربي بترجمة روايته موسم الهجرة إلى الشمال إلى أكثر من ثلاثين لغة.
في دمشق واجهت الطيب صالح لأول مرة، وفيها لقيت بسمته التي يقابل بها من يلقاه مصحوبة بيد ممدودة للسلام من بعيد وكنت أظن أن الطيب صالح سيكون كتلة من الكبر لانتشار روايته وشيوع اسمه بين المثقفين فإذا بي أقابل فيه التواضع ولو كان مشتملا العمامة السودانية لقلت إنها اشتملت على التواضع، ولكنه كان يرتدي الزي الأجنبي، ولعل ذلك يعود لكونه كان ممثلا لليونسكو التي نظمت بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية مؤتمرا عن التدريب الإذاعي في الوطن العربي، وكلف بالصياغة ثلاثة هم: الطيب صالح والأستاذ حسين عويدات «الذي لم ألقه بعدها إلا لماما» وكاتب هذه السطور، وكان الطيب صالح ممتعا في لقائه وحديثه وتواضعه، ولعلي أقول للتاريخ إنها من أفضل لجان الصياغة التي شاركت فيها في المؤتمرات، فقد كان هناك انسجام، ولم يدخل أي خلاف إلى القاعة التي شهدت صياغة تقرير مؤتمر التدريب الإذاعي في الوطن العربي.
كلما تذكرت دمشق تذكرت الطيب صالح ذلك العبقري، وكلما تابعت مقالاته التي كان يكتبها تذكرت ذلك الرجل اللطيف الذي لم تغره الشهرة بالغرور، ولم يغره ما لاقته روايته من ذيوع بالغرور بل زاده تواضعا، ولقاء لمحبيه ببسمة تكاد تكون عنوانا لتواضعه، وأظن من كان يلقاه سنويا في مهرجان الجنادرية يشهد بذلك.
أنتجت إذاعة الرياض رواية موسم الهجرة إلى الشمال في مسلسل في (25) حلقة، في أوج شهرة هذه الرواية، أعدها إذاعيا وأخرجها المخرج السوداني سيف الدين الدسوقي الذي كان رئيسا لقسم الإخراج في إذاعة الرياض.
هاجر الطيب صالح إلى أوروبا حيث قضى معظم حياته، ولم يعد لعالمه العربي إلا زائرا، ولكنه هذه المرة هاجر إلى جوار رب غفور رحيم، وبقي هامة تاريخية في إبداع الرواية العربية حيث احتلت «موسم الهجرة إلى الشمال» موقعا عالميا بين مئة رواية عالمية، ولن أبالغ إن قلت: إن الطيب لقي تكريما في حياته بالحفاوة بإنتاجه وبدعوته لكثير من المناسبات الثقافية وبخاصة الجنادرية، ويعود الفضل في ذلك لشهرة روايته منذ صدورها عام 1966م، رحمه الله.
* تنويه بمبادرة :
في الأسبوع الماضي كتبت هنا عن معاناة مواطنات سعوديات افترشن الرصيف في جدة ببضائع متواضعة قامت أمانة جدة بإتلافها ولم تنتظر حتى يؤمن مشروع «باب رزق جميل» ما وعد به من صنع أكشاك لهن، ورجوت مشروع عبداللطيف جميل أن يعفيهن من القروض التي اقترضنها من مشروع «باب رزق جميل» وكن يسددنها شهريا بمعدل «800» ريال، وقد تلقيت مكالمة من المشروع بأن صاحبه أعفاهن من القروض، فالشكر له منهن والأجر من الله، وشكرا لكل من يمد يد العون لطالب الرزق الحلال الشريف.
الفاكس: 012311053
IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة