-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
أخيرا تحدثت أمانة جدة عن حدائق الأحياء المهملة، وفي الحقيقة لم يدهشني حديثهم المناقض للواقع بقدر ما أزعجني أن الأمانة مازالت تؤمن وتعتقد أن أعمالها وإنجازاتها مكتملة ولا تستحق النقد.
هذا مانلمسه من الردود التي نقرأها ردا على ما تنشره الصحافة، وقد يكون ذلك عائدا إلى يقين وقناعات المسؤولين فيها أن مايقومون به هو الكمال وتمامه. ولأننا من نلمس الخدمات فنحن من يقيمها، ونحن نرى هدفهم تجميل بعض الشوارع وتجميل الكلام دون الخدمات، ومن كلامهم نستدل.
سأستعرض معكم ما نشر في «سوق عكاظ» يوم الأحد 25/3/1430 ردا على موضوع نشر في الصفحة الأولى في تاريخ 4/2/1430 (50 يوما بين النشر والرد)!، جاء الرد كون المنتقد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي رأت أن عدد حدائق جدة الـ 450 منها 150 نموذجية، رقم مبالغ فيه وهو دعاية إعلامية للتجميل، وأن الأمانة لا تحمي الأطفال من مخاطر حدائق المساحات الخضراء، فأوصت بضرورة تسويرها، فردت الأمانة بأن المساحات الخضراء هي لتجميل المدينة فقط ولم يتم إنشاؤها كحدائق عامة!!. وللأسف هذا رد مغالط ومغاير للواقع لأن تلك المساحات الخضراء فيها ألعاب للأطفال.
فهل هي مجسمات لتجميل تلك المساحات أم ليستخدمها الأطفال؟. وفي رد الأمانة لم نجد التزاما ووعدا بإصلاح الخطأ. بل نظرت للموضوع من زاوية مختلفة «التجميل»، بالتالي فلا أخطاء لديها، وبدلا من تسوير وتطوير بعض تلك الحدائق أتوقع إزالة الألعاب.
الخطاب بمجمله يتحدث بصيغة الحاضر والمستقبل ولا يتحدث بإسهاب عن إنجازات الماضي، وعندما تحدث عنها ذكر أن الأمانة انشأت دورتي مياه في حديقتين!، واحدة في وسط جدة والأخرى في جنوبها، ونموذج ثالث في التحلية سيتم رصد مبالغ له في العام المقبل لتعميمه.
فكيف إذن توجد 150 حديقة نموذجية. هل نعلق !،أم لا يستحق.
كذلك تحدث الخطاب عن تطوير 130 حديقة ـ من الحدائق المهملة ـ سيتم تركيب أعمدة إنارة لها وتوصيلها بالتيار الكهربائي، وهذا إقرار بأن الحدائق المهملة مظلمة أيضا، وأنه في عام 1430 تنبهت الأمانة!. فهل نعلق عليها أيضا أم لاتستحق.
نحمد الله أن قرروا بدء التطوير، لمواكبة تطور العروس كما جاء في الخطاب الذي استخدم كلمات الحاضر والمستقبل، كالعمل جار حاليا، وبدء الأعمال، وجار تركيبها، وفي القريب العاجل سوف يتم، وسنقوم، أي تحدث عن مشاريع مستقبلية، وكما هي العادة دون تحديد جدول زمني لانتهائها .

najmzafer@hotmail.com