-A +A
وفاء باداود ـ جدة
أكد مدير فرع الجمعية السعودية للتوحد في منطقة مكة الأخصائي النفسي والباحث في إعاقة التوحد الدكتور أحمد حلول ان المملكة أبرزت وكرست اهتمامها بقضية مرضى التوحد من خلال جهودها الملموسة في معالجتها أو تقديم كل وسائل الدعم والعلاج الممكنة التي تمثل في إقامة الأنشطة المختلفة خلال اليوم العالمي للتوحد وذلك في مختلف المناطق وعن طريق جهات مختلفة متخصصة كالجمعية السعودية للتوحد والكثير من المراكز التي تخدم فئة التوحد ، لافتا الى ان مرض «التوحد» هو قصور في نمو الإدراك الحسي واللغوي, وبالتالي ضعف القدرة على التواصل والتخاطب والتعلم والتفاعل الاجتماعي والتعبير عن الذات بصورة صحيحة، يصاحب هذه الأعراض نزعة انطوائية تعزل الطفل الذي يعاني منها عن وسطه المحيط بحيث يعيش منغلقا على نفسه لا يكاد يحس بما حوله وما يحيط به من أفراد أو أحداث أو ظواهر ، ويصاحبه أيضا اندماج في حركات نمطية أو ثورات غضب كردة فعل لأي تغير في الروتين.
ويضيف د.حلول ان التوحد كلمة مترجمة عن اليونانية وتعني العزلة أو الانعزال ، والتوحد ليس الانطوائية، وهو كحالة مرضية ليس عزلة فقط ولكن له عالمه الخاص حيث نجد فيه رفض للتعامل مع الآخرين, تأخر في النطق والكلام, مع سلوكيات ومشاكل متباينة من شخص لآخر.

وقد كان السبب في اختيار هذا الاسم (Autism) لهذا المرض وهو اسم أطلقه ليوكانر Leu Kanner عام 1943م.
ويشير د.حلول انه يتم تشخيص المرض من قبل فريق متخصص يتألف من طبيب نفسي وأخصائي نفسي إكلينيكي وطبيب أعصاب أطفال واختصاصي باللغة واضطراب الكلام على أن يكونوا ذوي خبرة بهذا الاضطراب ولا يوجد تحليل أو عمل أشعة نستطيع بهما معرفة وجود المرض أو نفيه وإنما يعتمد التشخيص على وجود وملاحظة سلوكيات محددة.
وحول أهم الصفات التي نجدها او نلاحظها على سلوكيات الطفل التوحدي يواصل د.حلول:
من أهم الصفات التي تنطبق على الطفل التوحدي الصعوبة في الاختلاط مع غيره من الأطفال ، والإصرار على ذات الأشياء، ومقاومة التغيير في الأمور المعتادة ، والضحك والقهقهة بصورة غير ملائمة ، وانعدام الخوف الحقيقي من الأخطار، وقلة الاتصال البصري أو انعدامه كليا ، وعدم الاستجابة لطرق التدريس التقليدية ، واللعب المستمر بطريقة غريبة أو غير مألوفة، وانعدام واضح للإحساس بالألم، بالإضافة إلى علامات أخرى عديدة.
وعن سؤالنا : هل يوجد علاج طبي او عقار دوائي خاص لعلاج التوحد يجيب د.حلول:
حتى الآن لا يوجد عقار طبي يؤدي بشكل واضح إلى تحسن الأعراض الأساسية المصاحبة للإصابة بالتوحد ، ولكن هناك عدد من الأدوية التي عادة تستخدم في علاج الكبار الذين يعانون من مشاكل نفسية وهذه الأدوية توصف أحيانا للأطفال التوحديين ليس لأنها تعالج التوحد ولكن لأنها تخفف مؤقتا مظاهر الأرق والعدوانية والسلوكيات الاستحواذية وفرط النشاط الذي يصاحب التوحد وهذه الأدوية قوية جدا ويمكن أن يصاحب تعاطيها بعض الأضرار الجانبية خصوصا عندما تستخدم لفترة طويلة.
ما المفاهيم الخطأ عند التوحد لدى الناس من غير العارفين به؟
ويأخذ د.حلول جانب المفاهيم الخاطئة لدى الناس أن الطفل التوحدي لا يمكن له أن يتقدم وأن يستطيع الاعتماد على نفسه كما أن هناك مفهوما خطأ بأن جميع المتوحدين هم من العباقرة وهذا غير صحيح إنما البعض منهم لديه قدرات هائلة قد تكون بالرسم أو الموسيقى او الكومبيوتر او الرياضيات ، ومن المفاهيم غير الصحيحة اعتقاد الناس بأن هناك حبة أو دواء سحريا بإمكانه العلاج وتحقيق الشفاء التام من التوحد وكما أسلفت أنه لا يوجد علاج شاف من التوحد إنما يوجد أساليب ومحاولات ، وهذا لا يعني إحباط الوالدين، ولكن مع التعليم والتدريب يمكنهم اكتساب الكثير من المهارات الفكرية والنفسية والسلوكية مما ينعكس على حالتهم، وبعض الأطفال تستمر لديهم بعض الأعراض المرضية طوال حياتهم مهما قلّت درجتها ، ولا نستطيع توقع المستقبل وما سيكون عليه الطفل، ولكن بعض الشواهد قد تنبئ بالمستقبل، ومنها: الأطفال طبيعيو الذكاء وليس لديهم اضطرابات لغوية يمكن تحسنهم بشكل كبير ، والأطفال الذين تلقوا التدريب والتعليم في معاهد متخصصة ذات برامج جيدة يمكن تحسنهم بشكل كبير.
وعن مستقبل الشباب من التوحديين يؤكد د.حلول : قسم منهم قد يمارس حياة عادية ويعمل ويتزوج وينجب، لكن الغالبية العظمى، خاصة الذين يتصفون بذكاء منخفض ونشاط قليل يحتاجون إلى رعاية مستمرة طيلة الحياة.