-A +A
عبدالعزيز محمد النهاري
** ونحن نصطف بعد إقامة الصلاة في احد بيوت الله التي أذن سبحانه وتعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه عز وجل.. أزكمت أنفي رائحة من بجانبي ممن يفترض أن يتجهوا إلى الله ويقفوا أمامه خاشعين وهم مدركون أنهم يقفون أمام خالق هذا الكون ومن فيه.. وعليهم أن يستعدوا لهذه الدقائق التي لايكون بينهم وبين الله أي حجاب.
كان المصلي عفا الله عنه في ثياب تقطر عرقا من شدة الحر.. وتمتلئ ببقع «الطلاء» الذي كان يقوم به لأحد المساكن بجوار المسجد.. دون أن يراعي في ذلك حرمة المكان الذي يتواجد فيه .. وهي حالة لاتقل إيذاء عن ذلك الذي يأتي إلى صلاة الجمعة وهو يلبس ثوب النوم وكأن المسجد غرفة نوم.. أو لكأنه متواجد في منزله يشاهد التلفزيون ويستخصر على هذا اليوم زينته والاستعداد له.. ولو دعي إلى لقاء مع جاره أو مأدبة عند أحد أصدقائه لما ذهب إليه بثوم النوم الملون والمخطط و«المز برق» في بعض الأحيان. إن عدم احترام البعض لبيوت الله.. ينطلق في رأيي البسيط من عدم تقدير تلك البيوت الطاهرات.. وعدم الالتزام بالأمر الإلهي الذي يقول نصه: «يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد» الآية..ويدل ذلك على تقاعس في عدم الاستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى عندما نقف بين يديه خاشعين متذللين نرجو رحمته ومغفرته ونخشى عذابه وعقوبته.. ولوكان لي من الأمر شيء لمنعت من لايحترم هذا النظام الديني من دخول هذا المكان العظيم.. كما يمنع من لم يكن مرتديا ملابسه المحتشمة من دخول أي محفل.. فهل نتصور مثلا أن يأتي متفرج إلى حفلة غنائية وقد دفع لحضورها مئات الريالات.. يأتي بثوب نومه.. أو بملابس رثة ومتسخة.. وسيقال على من يفعل ذلك مجنون.. وسيطرد حتى وان دفع ثمن حضوره.

نحن بحاجة إلى أن نولي مايمس واجباتنا الدينية جل اهتمامنا وحرصنا لأنها جزء من حياتنا.. بل علينا أن نعطي اهتماما كبيرا لها أكثر من اهتمامنا بالأمور الدنيوية التي تزول بزوال الحياة.. ولا يبقى لنا في آخرتنا إلا ما ادخرناه من عبادات أديناها بكل اخلاص و رضاء واحترام وتقدير.
anahari@okaz.com